«تلفاز 11» من قناة «يوتيوب»... إلى استثمار سعودي بـ9 ملايين دولار

  • 4/30/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

من قناة «يوتيوب» انطلقت عام 2011 إلى مشروع استثماري يقدر بحجم 33.75 مليون ريال (9 ملايين دولار).. هكذا جاءت قصة «تلفاز11»، الذي أطلقه مجموعة من الشباب السعودي قبل 7 سنوات، وقدم عدة برامج تنوعت بين الكوميديا والتوك شوز وألعاب الفيديو، ليُعلن أمس عن تحولها إلى وجهة استثمارية عملاقة، في واحدة من أكبر صفقات الإعلام الرقمي في المنطقة. إذ كشف الستار صندوق «إس تي في» الاستثماري عن أولى خطواته للاستثمار في منظومة إعلامية جديدة لسوق الشرق الأوسط من خلال «تلفاز 11»، علما بأن «إس تي في» هو أكبر صندوق رأسمال جريء في الشرق الأوسط، تأسس بـ550 مليون دولار من شركة الاتصالات السعودية، وهو صندوق استثماري مستقل بذاته، يستثمر في التقنيات والقطاعات الرقمية الواعدة، وبالأخص المجالات التي يمكن لها الاستفادة من الوصول والبنية التحتية لشركة الاتصالات السعودية. من جهته، يوضح الدكتور هاني عناية، الشريك في «إس تي في»، أن هذه الصفقة الاستثمارية تعد من أكبر الصفقات المحلية في صناعة وتطوير الإعلام الرقمي على الصعيد الإقليمي، خاصة الإعلام المرئي، الذي يرى أن له مستقبلا واعدا في النمو وتضاعف حجم الاستثمار في السنوات القليلة المقبلة. وأفاد عناية خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن صفقة «تلفاز11» ليست استحواذاً، بل هي استثمار يستهدف لتسريع نمو الشركة وتمكينها من الدخول في مجالات جديدة، مراهنا على أن الإعلام الرقمي السعودي في طريقه لتحقيق قفزات كبيرة تنسجم مع رؤية المملكة 2030 والنقلة النوعية التي تشهدها عجلة الاقتصاد في البلاد. ويضيف: «نرى حجم الفرص ومكونات البناء التي يمكننا ربطها وتغذيتها لصنع عمالقة إعلام جدد في المنطقة». ويعوّل صندوق «إس تي في» كثيرا على هذه الصفقة الاستثمارية، معتبراً أن الثورة الرقمية غيّرت أنماط استهلاك وصناعة المحتوى عالميا، كما أن قواعد اللعبة في عالم الإعلام تتغير بشكل متسارع، بحسب بيان صحافي أصدره الصندوق أمس. وعن رؤية ذلك يقول البيان: «إن صناعة لاعبين جدد وقياديين في منظومة الإعلام الرقمي، يربطون سلسلة القيمة في المنطقة (ما بين منصات التوزيع الرقمي إلى محركات صنع المحتوى الأصلي) أصبحت حتمية؛ وفرصة كبيرة». يأتي ذلك في ظل ارتفاع كمية الطلب الموجودة في السوق، والتي يصفها الصندوق بـ«المذهلة»، مضيفاً: «الشرق الأوسط ثاني أكبر منطقة تغذي كمية مشاهدات لعدد من أكبر منصات الفيديو العالمية، كما أن نسب النمو الاستهلاكية عالية جداً مقارنة بالمتوسط العالمي (تتصدر السعودية عدد المشاهدات عالميا للفرد) والكثير من هذا الطلب يتم عن طريق الأجهزة الذكية (السعودية في مصاف دول متقدمة مثل كوريا وأميركا في استهلاك المحتوى عن طريق الأجهزة الذكية)». لكن من ناحية أخرى، يرى صندوق «إس تي في» أن كمية العرض التي توازي هذا الطلب ضعيفة نسبياً. كما أن الكثير من المحطات والقنوات وصانعي المحتوى التقليديين في المنطقة والعالم يحاولون اللحاق بهذه المتغيرات. ويقول: «التعامل مع التغيير الرقمي في أي صناعة أمر صعب، لكننا نرى عدداً من المحركات الجديدة في المنطقة التي أثبتت أن لديها رؤى وقدرات قوية لصنع أنواع جديدة من القيمة في السوق ومواكبة هذه المتغيرات، بل والقدرة على القفز عليها إقليمياً». جدير بالذكر أن «تلفاز11» هي إحدى هذه المحركات الرائدة التي تأسست أواخر عام 2011 في الرياض على يد كل من علاء فادن، وعلي الكلثمي، وإبراهيم الخير الله. وتمكنت وبشكل مستمر من صنع محتوى عالي الجودة وتطويع منصات التوزيع الرقمية بشكل فعال يعكس فهم الفريق العميق لديناميكيات الصناعة الجديدة وثقافة السوق والمستهلك في المنطقة. وتضم شبكة «تلفاز11» اليوم أكثر من 12 مليون متابع وأكثر من مليار مشاهدة على «يوتيوب»، علما بأنه جاء استلهام اسمها من جهاز التلفزيون «تلفاز»، أما الرقم «11» فيشير إلى عام 2011 الذي يمثل بداية عصر جديد من التعبير الإبداعي في العالم العربي، وهو أيضاً العام الذي وضع فيه «تلفاز11» قدمه في الفضاء الرقمي العالمي، في مهمة تهدف إلى تغيير المفاهيم حول محتوى الإبداع والترفيه المحلي عبر الإنترنت. مزيج ترفيهي جذب أكثر من 18 مليون متابع > معظم السعوديين اطلعوا على برنامج أو أكثر من مشاريع «تلفاز11»، هذه المنصة المرئية الضخمة التي أطلقها 3 شبان سعوديون عام 2011 وابتلعت سوق برامج الترفيه السعودي المعروضة عبر «يوتيوب» لتلتهم الحصة الأكبر من مشاهدات الإعلام المرئي الرقمي في السعودية، بأكثر من مليار مشاهدة، وملايين من نقرات «لايك» التي لطالما رافقت برامج «تلفاز11». عن البدايات، يوضح علي الكلثمي، أحد مؤسسي «تلفاز11»، أن الفكرة التي ركز عليها هذا المشروع قبل نحو 7 سنوات اعتمدت على صناعة محتوى إبداعي عربي مميز، يستهدف السوق السعودية التي يرى الكلثمي أنها تمتاز بعدة مقومات، من البنية التحتية القوية للإنترنت والطاقات الشبابية والفنية السعودية الهائلة جدا، بحسب قوله. ويوضح الكلثمي لـ«الشرق الأوسط» أن عدد متابعي «تلفاز11» على «يوتيوب» تجاوز الـ18 مليون متابع، في حين يتراوح عدد البرامج التي قدمتها هذه المنصة بين 20 إلى 25 مشروعاً، بعضها توقف وبعضها مستمر وبعضها سيعود، كما يقول. مضيفاً: «نحن لدينا حس التجربة، ونطرح المشاريع التجريبية من فترة لأخرى لقياس صداها لدى الجمهور». والكلثمي الذي هو المسؤول الإبداعي في «تلفاز11» يختصر سر النجاح بالقول: «نحن نهتم بأنسنة الأعمال الفنية، وطرحها من منظور إنساني»، مشيرا إلى أن «تلفاز11» يهتم بالجانب الترفيهي وتقديمه بشكل فني وبمنظور شبابي سعودي، مع التركيز على المحتوى المحلي على اعتبار أنه الأكثر مصداقية في الطرح. وعن الصفقة الاستثمارية الأخيرة مع صندوق «إس تي في»، يقول الكلثمي: «هذا الاستثمار هو ليس فقط استثمار مالي، بل هو استثمار استراتيجي أيضا، لأن (إس تي في) هو شريك ضخم في عالم التقنية»، مشيرا إلى أن هذه الصفقة من شأنها إعطاء «تلفاز11» شراكة استراتيجية لدعم صناع الأفلام والمحتوى الترفيهي والفني في الخليجعموما، والسعودية خاصة، ويضيف: «هذا يعطينا دافعاً للاستمرارية وتوسيع مشاريعنا بشكل أكبر».

مشاركة :