وزارة التربية والتعليم تعيد افتتاح أول مكتبة عامة في البحرين

  • 4/30/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أسست المكتبة العامة بالمنامة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة، وبالتحديد في عام 1946م كأول مكتبة عامة في البلاد والامارات المجاورة آنذاك، وتعد مكتبة المنامة العامة من المكتبات العريقة التي تأسست في الوطن العربي. وترجع محاولة تأسيس مكتبة عامة في البحرين إلى عام 1943م، حين كتب مدير المعارف حينذاك ووكلن رسالة إلى عبدالله الزايد رئيس تحرير جريدة البحرين في الرابع من مارس 1943م، يطلب فيها الإعلان في جريدة البحرين عن عزم مدرسة المنامة الثانوية تمثيل رواية في السادس من مايو 1943م يكون ريعها لإنشاء مكتبة عامة في البلاد. تحمس عبدالله الزايد للفكرة ونشرت جريدة البحرين في عددها 215 الصادر في 15 أبريل 1943م إعلانا عن مسرحية عنوانها (في سبيل التاج)، وناشدت الجريدة جميع شرائح المجتمع البحريني كبارا وصغارا حضور المسرحية؛ من أجل جمع المال لإنشاء المكتبة العامة. واصلت الجريدة اهتمامها بفكرة تأسيس مكتبة عامة، ونشرت في عددها 219 الصادر في 13 مايو 1943م خبرًا يتعلق بمسرحية (في سبيل التاج) وتم في الخبر ذكر الشخصيات التي حضرت التمثيلية، وعلى رأسهم صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البلاد آنذاك، والشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة وزير المعارف. كما حضر الحفل مجموعة من المواطنين وكذلك بعض الانجليز والأمريكان مصطحبين معهم زوجاتهم. وعلى الرغم من تلك الجهود إلا أن مدير المعارف آنذاك ووكلن لم يتمكن من تأسيس مكتبة عامة في عام 1943م، وبقي الحال حتى عام 1945م، ففي هذا العام (1945م) قرر أحمد العمران القائم بأعمال مدير المعارف آنذاك تحويل مكتبة مدرسة المنامة الثانوية إلى مكتبة عامة تقدم خدماتها للمواطنين دون استثناء. وكان الدافع من وراء تأسيس مكتبة عامة في البلاد حاجة الدارسين والدارسات إلى قضاء أوقات فراغهم في أمور نافعة كالقراءة والاطلاع هذا من جهة، ومن جهة أخرى عدم وجود إمكانات تستطيع بموجبها دائرة المعارف فتح المزيد من المكتبات المدرسية وتزويدها بالكتب والمراجع، ما حتم وجود مكتبة عامة تجمع فيها المراجع والمصادر المختلفة والمهمة. أعلن عن افتتاح المكتبة العامة رسميا في عام 1946م، وتقع بمبنى دائرة معارف حكومة البحرين الواقع على شارع الشيخ عبدالله بالمنامة، وحين تم افتتاح المكتبة وضعت في شارع الشيخ عبدالله لافتة كبيرة كتب عليها «معارف حكومة البحرين المكتبة العامة». وبمناسبة افتتاحها كتبت دائرة المعارف إعلانا جاء فيه: «باسم معارف حكومة البحرين نفتتح المكتبة العامة للمدرسين والطلاب والمثقفين من كلا الجنسين». وبقيت المكتبة ضمن مبنى دائرة المعارف حتى عام 1955م حين تم نقلها إلى مقرها الأخير بالقسم الداخلي بالقضيبية (وهو سكن طلاب المحرق والرفاع وسترة وبقية القرى الأخرى). في عام 1965م تم استحداث قسم خاص بالمكتبة العامة سمي مكتبة السيدات والأطفال واقتصرت خدماته على قراءة المجلات الخاصة بالسيدات والأطفال. ونظرا لتدفق الأطفال على المكتبة العامة خاصة من منطقتي المنامة العاصمة ومدينة المحرق، فقد تم تخصيص قسم للأطفال في عام 1966م، وزودت مكتبة الأطفال بالكتب المبسطة والتي من بينها سلسلة الأطفال المشهورة (مجموعة الكيلاني) وقصص الأطفال التي كانت تصدر عن دار الهلال بمصر، والمجلات الخاصة بهم، وأهمها البعكوكة، والسندباد فيما بعد، وزودت كذلك بالأفلام السينمائية 16م. استمر عطاء المكتبة العامة يتزايد وبدأ المواطنون في الاقبال على زيارة المكتبة من كلا الجنسين ومن مختلف مناطق البلاد. وكان لهذا التدفق المستمر أثره في زيادة مقتنيات المكتبة العامة من الكتب والمراجع المختلفة والتي بلغت عام 2000م زهاء 55 ألف كتاب غطت معظم حقول المعرفة. وقد لازم المكتبة في التردد عليها معظم الكتاب والشعراء البحرينيين، وكانت المكتبة العامة في فترة الستينيات والسبعينيات مقرا وملتقى الكتاب والشعراء والأدباء يتداولون فيها أمورهم الكتابية والفكرية. في عام 2006م تم نقل جميع مقتنيات مكتبة المنامة العامة من كتب ومراجع ورسائل جامعية وصحف إلى مبنى المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي لتكون تلك المجموعة التي بلغت خمسين ألف كتاب نواة مقتنيات المكتبة الوطنية التي تم افتتاحها، حين افتتاح مركز عيسى الثقافي في ديسمبر من عام 2008م باعتبارها جزءا من المركز. وعلى الرغم من نقل جميع مقتنياتها إلا أنها لم تغلق أو تنتهِ، بل بقيت معطلة. وقد وجد الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم أن مدينة المنامة العاصمة بحاجة إلى وجود مكتبة عامة إلى جانب وجود المكتبة الوطنية حيث أن لكل مكتبة أهدافها ووظائفها وخدماتها. كما وجد وزير التربية والتعليم أن مكتبة المنامة العامة وهي أقدم مكتبة عامة تأسست في البلاد تعد معلما ثقافيا يجب المحافظة عليه، لما لهذه المكتبة من تاريخ عريق. وهذا في الواقع يمثل توجه حكومتنا الرشيدة في الحفاظ على المعالم الحضارية والثقافية في البحرين والتي كان لها دورها الريادي في سنوات وجودها. فقد شهد العام الماضي 2017م إعادة افتتاح المكتبة الخليفية بالمحرق، وهي المكتبة التي تأسست عام 1954م وأغلقت عام 1962م. شهدت مدينة المنامة العاصمة في 24 أبريل 2018م حدثا ثقافيا بالغ الخصوصية تمثل في إعادة افتتاح المكتبة العامة بالمنامة بعد تأهيلها وتزويدها بمصادر المعرفة على اختلاف أنواعها تحت مسمى (مركز المنامة لمصادر المعرفة)، وتلك خطوة مهمة جدا تحسب للدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم، الذي أعاد لهذه المكتبة العريقة نشاطها وحيويتها بحلة قشيبة، وبخدمات مكتبية متطورة، وهذا ليس بجديد عليه. فقد تطورت المكتبات العامة على يديه وتحولت إلى (مراكز مصادر المعرفة). وقد تبنت تلك المراكز خدمات فاعلة متطورة ترضي جميع شرائح المجتمع وفق أعمارهم ومستوياتهم التعليمية والثقافية ومشاربهم الفكرية. كما تطورت مراكز مصادر التعلم وتنوعت خدماتها وأصبحت رافدا ومساندا للمناهج الدراسية المقررة. لم تتوقف جهود وزارة التربية والتعليم عند حد تطوير مراكز مصادر المعرفة ومراكز مصادر التعلم، بل تعدت ذلك ووصلت إلى مرحلة تقديم خدمات مكتبية الكترونية تتعلق بالدراسات والبحوث الأكاديمية. فقد دشن وزير التربية والتعليم في الأسبوع الماضي بمناسبة احتفال مملكة البحرين باليوم العالمي للكتاب (مكتبة الوزارة الالكترونية للرسائل الجامعية) الأمر الذي يؤكد بجلاء بداية مسيرة رقمنة الرسائل الجامعية واتاحتها للباحثين والدارسين، وهو الأمر الذي سيوفر عليهم الوقت والجهد للوصول إلى المعلومة المطلوبة.

مشاركة :