تسبب مقطع فيديو، تداولته وسائل الإعلام النمساوية والدولية منذ ساعات على نطاق واسع؛ في حرج شديد للحكومة في فيينا، فيما تشير دلائل إلى دخول الأمم المتحدة على الخط بفتح تحقيق للبت في صحة المادة المصورة. ويعود الفيديو، الذي نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية، مصحوبًا بتعليقين صوتي وكتابي، إلى عام 2012، ويظهر فيه جنود نمساويون يعملون ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بهضبة الجولان السورية المحتلة؛ حيث غضوا الطرف عن إقدام مهربين سوريين على نصب كمين لعدد من عناصر الشرطة الرسمية التابعة لدمشق، قبل أن يتسبب ذلك في قتلهم جميعًا. وحسب الفيديو، لقي 9 رجال أمن سوريون حتفهم على يد نحو 13 مهربًا. وأعلنت فيينا قبل ساعات بدء تحقيق موسع من قبل وزارة الدفاع في الفيديو الذي تدعي الصحافة النمساوية أنه مسرب من أحد الجنود الذين كانوا يخدمون في الجولان، وشاهد الواقعة بنفسه في موقع حدوثها. ووفق وكالة الأنباء الألمانية، كان مهربون سوريون يختبئون خلف عدد من الصخور، قبل أن تأتي سيارة شرطة سورية، سمح لها الجنود النمساويين بالعبور، رغم أنهم يعلمون أنهم سيتعرضون لكمين "قاتل" بعد لحظات. ويتضمن الفيديو الكارثي، حوارات بالألمانية بلكنة نمساوية بين الجنود النمساويين، يتحدثون عن ضرورة تنبيه الجنود السوريين قبل سقوطهم في الفخ الدموي، غير أن أحدًا منهم لم يقدم على ذلك، بل إن أحدهم قال لزميله: "انتظر بعد لحظات سيبدأ القتال"، وكأنه أمر معتاد ويتكرر كثيرًا ولا يتدخل جنود حفظ السلام فيه، مكتفين بدور المتفرج. في حين اكتفى ناطق باسم الأمم المتحدة بالتعليق على الفيديو، بأنه "مقلق للغاية"، قبل أن يلمح إلى تعاون المنظمة الدولية مع فيينا في التحقيقات خلال الأيام المقبلة. يشار إلى أن النمسا كانت سحبت جنودها من الجولان عام 2013، على إثر تردي الأوضاع مع تصاعد الأحداث الحرب السورية الأهلية.