مكتبة قطر الرقمية أكبر مستودع إلكترونيّ لتاريخ الشرق الأوسط

  • 4/30/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رقمنة 900 ألف صفحة جديدة من وثائق وسجلات المكتبة البريطانية حول الخليج العام القادم   كتبت - هبة البيه:أكّد حسن محمد العوض، مدير شؤون المبادرات الرقمية بمكتبة قطر الوطنية أن مكتبة قطر الرقمية تحتوي على أكثر من مليون و365 ألف صفحة رقمية من الوثائق التاريخية ومخطوطات العلوم العربية الإسلامية، وهي بذلك تعدّ أكبر مستودع رقمي في العالم على الإنترنت مُتخصص في مجال تاريخ منطقة الشرق الأوسط الحديث. وكشف في حوار خاص لـ الراية عن تفاصيل الشّراكة بين مكتبة قطر الوطنية والمكتبة البريطانية، حيث أسفرت المرحلتان الأولى والثانية منها عن رقمنة مليون ونصف المليون صفحة، مُتاحة الآن للجميع عبر الإنترنت، من خلال بوابة مكتبة قطر الرقمية، وقال إن المرحلة الثالثة من الشراكة ستنطلق في يناير 2019 لمواصلة رقمنة وثائق المكتبة البريطانية وسجلاتها التاريخية المهمة حول منطقة الخليج، على أن تشهد المرحلة الثالثة رقمنة 900 ألف صفحة جديدة من الوثائق والسّجلات حول تاريخ منطقة الخليج، بالإضافة إلى مخطوطات المؤلّفات العربية في مجال العلوم والطبّ والهندسة والفلك. وأشار إلى أنّ مكتبة قطر الرقمية بدأت كمشروع مشترك بين مؤسسة قطر ومكتبة قطر الوطنية والمكتبة البريطانية، وتشهد الآن توسعاً في نطاقها لتشمل شركاء آخرين من المراكز الأرشيفية حول العالم. ولفت إلى أن المكتبة توفر لأعضائها أكثر من 350 ألف كتاب إلكترونيّ وأكثر من 70 ألف دورية إلكترونية، وحوالي 4 آلاف كتاب مسموع من خلال 200 مصدر إلكتروني من أشهر قواعد البيانات الإلكترونية في العالم. كما أن لدى المكتبة مُستودعاً رقمياً يحتوي على كل المواد الرقمية والمُرقمنة التي أنتجتها المكتبة وشركاؤها، ويبلغ عددها حتى الآن حوالي 26 ألف مادة، وكل مادة رقمية في هذا المستودع مصحوبة بمعلومات وصفية سهلة البحث عن المادة ومُواصفاتها الفنية ومُحتواها النصيّ، لافتاً إلى أنه وبفضل هذا المستودع الرقمي، أصبحت مواد مثل المخطوطات والخرائط القديمة والنسخ الأصلية من مجموعة ألف ليلة وليلة وأرشيفات الصحف العربية ومواقع الويب الحديثة وبيانات الأبحاث متاحة للمستخدم بضغطة زر في أي مكان كان. وكشف عن زيارة أكثر من مليون مستخدم لمكتبة قطر الرقمية منذ إطلاقها في أكتوبر 2014، تصفحوا أكثر من مليون ونصف المليون صفحة. وفيما يلي نصّ الحوار:    وثائق المكتبة البريطانية• بداية حدثنا عن أهمّ أوجه التعاون بين المكتبة الرقمية ونظيراتها حول العالم؟- في إطار دورها كمكتبة وطنية تحرص مكتبة قطر الوطنية على التواصل والتعاون مع مُختلف المكتبات الكُبرى في العالم من أجل تبادل الخبرات في مجال إدارة المعلومات، والهدفُ الأهمّ هو رقمنة المخطوطات التي تتعلّق بدولة قطر ومنطقة الخليج والتاريخ العربيّ والإسلاميّ في المُجمل. الشراكة الأبرز كانت مع المكتبة البريطانيّة، وقد بدأ هذا التعاون منذ لحظة إعلان صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، عن مكتبة قطر الوطنية في 2012. وقد أسفرت المرحلتان الأولى والثانية من التعاون عن رقمنة مليون ونصف المليون صفحة، متاحة الآن للجميع عبر الإنترنت، من خلال بوابة مكتبة قطر الرقمية (www.qdl.qa)، وفي 17 أبريل، تمّ توقيع اتفاقية المرحلة الثالثة من الشراكة التي ستبدأ في يناير 2019 لمواصلة رقمنة وثائق المكتبة البريطانية وسجلاتها التاريخية المهمة حول منطقة الخليج. وتشهد المرحلة الثالثة رقمنة 900 ألف صفحة جديدة من الوثائق والسجلات حول تاريخ منطقة الخليج، بالإضافة إلى مخطوطات المؤلفات العربية في مجال العلوم والطبّ والهندسة والفلك. • وما هي محتويات المواد الجديدة في المرحلة الثالثة التي سيتم رقمنتها؟- ستتضمن المواد الجديدة المرقمنة حول منطقة الخليج مقاطع موسيقية وخرائط وسجلات للسفن وتقارير وخطابات ومراسلات وأوراقاً خاصة ومطبوعات تاريخية. وأغلب التقارير والخطابات والوثائق التي اختيرت للمرحلة الثالثة هي محتوى جديد تماماً على الباحثين، حيث لم تكن مفهرسة، ولم تُنشر من قبل، وستضيف إلى معلوماتنا وتساهم في تعميق فهمنا لتاريخ دولة قطر ومنطقة الخليج عموماً. اتحاد المكتبات الرقمية• وماذا عن الشراكات المحلية والعالمية الأخرى؟- لدينا أيضاً شراكات أخرى مع جهات محلية وخارجية، ففي داخل قطر لدينا شراكة مع هيئة متاحف قطر، ومتحف الفن الإسلاميّ، ومع مركز الشقب للفروسية، ومركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومركز مدى للتكنولوجيا المساعدة، كما أن هناك مذكرة تفاهم مع مكتبة الكويت الوطنيّة. ووقّعت مكتبة قطر الوطنية بمناسبة الافتتاح مذكرات تفاهم مع رؤساء ومُديري المكتبات العالمية مثل زولفي تومان، رئيس المكتبة الوطنية التركية، والدكتور ليلي نيبلر، المدير العام للمكتبة الوطنية الهولندية، وكريم طاهروف، مدير المكتبة الوطنية الأذربيجانية، وهان يونغجين، مدير المكتبة الوطنية الصينية. ومكتبة قطر الوطنية عضو فاعل ونشط في اتحاد المكتبات الرقمية، وهو كيان عالمي يضم 185 مؤسسة ملتزمة ببناء المكتبات الرقمية وتحسين ممارساتها، وتأتي هذه العضوية التي تُمنح بالدعوة فقط تقديراً لجهود مكتبة قطر الوطنية المستمرة والتزامها الدائم بحماية التراث والثقافة العربية من خلال الرقمنة من أجل الحفاظ عليهما لأجيال المستقبل. والمكتبة كذلك عضو في مجلس موارد المكتبات والمعلومات ومن الشركاء الأساسيين في مكتبة الشرق الأوسط الرقمية، فضلاً عن دعمها الكبير للمكتبة الرقمية العالمية، وكلتاهما تحالفان يعملان على رقمنة المواد التي تقتنيها ونشرها عبر الإنترنت للجمهور في مختلف أنحاء العالم.  الوثائق التاريخية• ما عدد المواد التي تتضمنها المجموعة الرقمية؟- تحتوي مكتبة قطر الرقمية على أكثر من مليون و365 ألف صفحة رقمية من الوثائق التاريخية ومخطوطات العلوم العربية الإسلامية، وهي أكبر مستودع رقمي في العالم على الإنترنت متخصص في مجال تاريخ منطقة الشرق الأوسط الحديث، وبدأت مكتبة قطر الرقمية كمشروع مشترك بين مؤسسة قطر ومكتبة قطر الوطنية والمكتبة البريطانية، وتشهد الآن توسعاً في نطاقها لتشمل شركاء آخرين من المراكز الأرشيفية حول العالم. وبالنسبة للمصادر الإلكترونية التي توفرها المكتبة في مجموعتها الرئيسية لأعضائها فيصل عددها لأكثر من 350 ألف كتاب إلكتروني، وأكثر من 70 ألف دورية إلكترونية، وحوالي 4 آلاف كتاب مسموع، من خلال 200 مصدر إلكتروني من أشهر قواعد البيانات الإلكترونية في العالم. كما أن لدى المكتبة مستودعاً رقمياً يحتوي على كل المواد الرقمية والمُرقمنة التي أنتجتها المكتبة وشركاؤها، ويبلغ عددها حتى الآن حوالي 26 ألف مادة، وكل مادة رقمية في هذا المستودع مصحوبة بمعلومات وصفية سهلة البحث عن المادة ومواصفاتها الفنية ومحتواها النصيّ. وبفضل هذا المستودع الرقمي، أصبحت موادّ مثل المخطوطات والخرائط القديمة والنسخ الأصلية من مجموعة ألف ليلة وليلة وأرشيفات الصحف العربية ومواقع الويب الحديثة وبيانات الأبحاث، متاحة للمستخدم بضغطة زر في أيّ مكان كان. النفاذ الرقميّ• وهل تتضمن المكتبة الرقمية معايير النفاذ لذوي الإعاقة؟- تحرص مكتبة قطر الوطنية على إتاحة جميع موادها لكافة الفئات بغض النظر عن التحديات التي يعانون منها، ولهذا أنشأت قسماً كاملاً للتكنولوجيا المساعدة بالتعاون مع مركز مدى لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من التعامل مع مصادر المعرفة في المكتبة، وهذا المركز مزوّد بأقلام مسح ضوئية بها سماعات تكبير تحول النصوص المطبوعة لنصوص مسموعة، وهناك أيضاً شاشات لتكبير النصوص. وبالإضافة إلى ذلك توفر المصادر الإلكترونية وقواعد البيانات لذوي الاحتياجات إمكانية الاطلاع على 4 آلاف كتاب مسموع. كما أطلقت مكتبة قطر الوطنية نادي الكتاب للمكفوفين لتوفير فرص متكافئة للمكفوفين وضعاف البصر في الاستفادة من خدمات المكتبة وموادها ومصادرها المعلوماتية، وتلبية احتياجاتهم المعرفية، وتعزيز الصلة مع الكتب كوسيلة للتواصل، وتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم وممارسة حقهم الإنساني في القراءة والتعلم. المصادر الإلكترونية• وما هي الفئات المستهدفة للاستفادة من خدمات المكتبة الرقمية؟- مكتبة قطر الوطنية ومصادرها الإلكترونية ومكتبة قطر الرقمية والمستودع الرقمي متاحة لجميع الفئات والجنسيات سواءً من المتخصصين أو غير المتخصصين. الفرق الوحيد أن المصادر وقواعد البيانات الإلكترونية متاحة فقط لأعضاء المكتبة وليس الجمهور العام، أما مكتبة قطر الرقمية والمستودع الإلكتروني فيستطيع أي شخص متصل بالإنترنت في أي مكان في العالم الاطلاع على محتوياتهما وتصفحهما وتنزيلهما. أكثر من مليون مُستخدم• ما عدد المستفيدين منها حتى الآن وعدد زوارها؟- زار المكتبة منذ افتتاحها التجريبي حتى الآن ما يزيد على 170 ألف زائر، وتجاوز عدد الأعضاء في المكتبة أكثر من 50 ألف عضو استعاروا 300 ألف كتاب. أما مكتبة قطر الرقمية فقد زارها أكثر من مليون مستخدم منذ إطلاقها في أكتوبر 2014 وتصفحوا أكثر من مليون ونصف المليون صفحة. • متى بدأت المكتبة الرقمية وما هي مراحل تطورها؟- أعلنت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، عن مشروع مكتبة قطر الوطنية في 19 نوفمبر 2012. ووضعت صاحبة السمو أول كتاب على الأرفف في ديسمبر 2016، وتمّ افتتاحها تجريبياً للجمهور في 7 نوفمبر 2017، وقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بافتتاحها رسمياً في 16 أبريل 2018. خدمات الباحثين• وفي رأيك ما أهمية وجود مثل هذه الخدمات للباحثين في قطر؟- سهلت مكتبة قطر الرقمية على جميع الباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة الاطلاع على الوثائق التاريخية، ففي السابق كان على المرء التوجه إلى المكتبة البريطانية لمعاينتها والاطلاع عليها للحصول على الوثائق والمعلومات الخاصة بتاريخ المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك تقدم المكتبة الخدمات المجانية التالية للباحثين: وهي «المصادر الإلكترونية الأكاديمية والبحثية، المستودع الرقمي، أدلة الموضوعات والأدوات البحثية عبر موقع المكتبة على الإنترنت، برنامج دعم الإتاحة الحرة، قسائم الإتاحة الحرة». • وهل يمكن للباحثين من خارج قطر الاستفادة منها؟- يستطيع أي باحث خارج قطر متصل بالإنترنت الاستفادة من المحتويات المنشورة على موقع مكتبة قطر الرقمية، والمستودع الرقمي لمكتبة قطر الوطنية والاطلاع على أدلة الموضوعات عبر موقع المكتبة على الإنترنت.

مشاركة :