أكدت موسكو التزامها بدعم تطبيع العلاقات بين الكوريتين، فيما تحدثت واشنطن عن «فرصة حقيقية» لإحراز تقدم في ملف كوريا الشمالية، مشيرة إلى أنه يمكن تطبيق «النموذج الليبي» في نزع سلاح كوريا الشمالية. وأجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، اتصالاً هاتفياً بنظيره الكوري الجنوبي مون جيه إن. وبحسب ما أعلن الكرملين، أكد الرئيس الروسي، خلال الاتصال، التزام بلاده بالإسهام في دعم تطبيع العلاقات بين الكوريتين، وذلك بعد القمة التاريخية، التي جمعت رئيس كوريا الجنوبية ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وجاء في البيان، الصادر عن الكرملين، «بمبادرة من الجانب الكوري الجنوبي، تمت المحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الكوري الجنوبي». وأضاف البيان «قدم رئيس كوريا الجنوبية تفاصيل عن نتائج اجتماعه في بانمونغوم مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون». من جانبه، أكد الرئيس الروسي «التزام روسيا بمواصلة مساعدتها، لتعزيز التعاون بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، وعلى وجه الخصوص، من خلال تنفيذ المشاريع الثلاثية في مجال البنية التحتية والطاقة الرئيسية». ورحب الطرفان بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال اللقاء بين رئيسي الكوريتين، كما اتفقا على إجراء المزيد من التواصل. فرصة حقيقية وتحدث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن «فرصة حقيقية» لإحراز تقدم في ملف كوريا الشمالية بعد لقائه كيم جونغ اون على انفراد، مؤكداً أن الحل مع كوريا الشمالية يجب أن يتم عبر الدبلوماسية. وكان بومبيو الذي عين حديثاً وزيراً للخارجية التقى حين كان مديراً للاستخبارات المركزية الأميركية، زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون في مهمة أبقيت لفترة سرية. وقال بومبيو في مقابلة مع قناة ايه بي سي نيوز «كان هدفي هو محاولة معرفة ما إذا كانت هناك فرصة حقيقية (للتقدم). وأعتقد أن الفرصة قائمة». وأضاف «من يدري كيف ستجري المفاوضات النهائية؟ لا يزال هناك الكثير من العمل، لكن لديّ أمل كبير في أن الشروط التي حددها الرئيس ترامب تعطينا هذه الفرصة». ومن المقرر أن تجمع قمة تاريخية ترامب وكيم بحلول يونيو. واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن الدبلوماسية يجب أن تكون الوسيلة للتوصل إلى حل مع كوريا الشمالية. وقال «علينا واجب استخدام خطاب دبلوماسي لمحاولة إيجاد حل سلمي لكيلا يتم تهديد الأميركيين من قبل كيم جونغ اون وترسانته النووية. هذه هي المهمة والهدف». وأوضح أنه بحث والزعيم الكوري الشمالي في «آلية كاملة يمكن التحقق منها ولا عودة عنها» لنزع السلاح النووي. وتابع «ثم لاحقاً حين يلتقي الرئيسان (كيم وترامب)، الوحيدان اللذان يمكنهما اتخاذ مثل هذه القرارات، سيكونان في غرفة معاً ويمكنهما تحديد سير (المباحثات). يمكنهما رسم ملامح نتائج، يمكنهما إسداء توجيهات لفريقيهما للتوصل إلى هذه النتائج». نموذج ليبيا من جهته، قدم جون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي بعض التوضيحات للرؤية الأميركية بشأن نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، وأكد أن البرنامج الذي كان أدى إلى تخلي ليبيا عن طموحاتها النووية يجب أن يكون نموذجاً. وعلى قناة «فوكس نيوز» قال بولتون المزيد. وصرح «نفكر في النموذج الليبي للعامين 2003 و2004». وكان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أعلن في ديسمبر 2003 تخليه عن كل برامج تطوير أسلحة الدمار الشامل بعد تسعة أشهر من المفاوضات السرية مع لندن وواشنطن. ووقعت ليبيا إثر ذلك البروتوكول الإضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي، ما أتاح للوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة منشآتها النووية. وحين سئل عما إذا كان التزام بيونغيانغ وسيئول «نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية» سيعني تغييراً في الموقف النووي لواشنطن في المنطقة؟ أكد بولتون «لا أعتقد أن ذلك يلزم الولايات المتحدة، كلا». وخلال جولته في الشرق الأوسط اعتبر بومبيو أن رئيس كوريا الشمالية يخوض المفاوضات بشكل جدي وهذا في مصلحة بلاده وقال «أنا على يقين أن كيم جونغ اون يريد أكثر من وثيقة من ورق». وأبدى في مقابلته مع «ايه بي سي» حذراً إزاء المباحثات غير المسبوقة مع كوريا الشمالية. وقال إن الإدارة الأميركية «تفتح عينيها تماماً. نعرف التاريخ ونحن على اطلاع على المخاطر. سنكون مختلفين وسنفاوض بشكل مختلف عما حصل في الماضي». وأضاف «لن نقطع وعوداً ولن نصدق الكلام. سنسعى إلى أفعال وأعمال. وحتى يحصل ذلك قال الرئيس بوضوح إننا سنستمر في الضغط».
مشاركة :