مصدر الصورةAFP أولت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتماما بزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى المملكة العربية السعودية. وتنوَّعت تعليقات الصحف والكُتَّاب على هذه الزيارة؛ فبينما ركّزت صحفٌ سعودية على الموقف من إيران وملفها النووي، سلّطت صحف عربية وقطرية الضوءَ على تصريحات بومبيو بضرورة وحدة الخليج. وفي الأردن، علّق كُتّاب على أهمية الزيارة بالنسبة لعَمَّان. آخرون رأوا أن الزيارة جاءت "لتوزيع الأدوار" استعدادا للمواجهة مع إيران."قنبلة أمريكية" وأثنت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها على العلاقات السعودية-الأمريكية، قائلة إنه لم يكن من قبيل الصدفة أن تكون الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأميركي ترامب إلى المملكة، وكذلك الزيارة الأولى لوزير الخارجية بومبيو. وتقول: "فكلتا الزيارتين كانتا وفق تخطيط مسبق مدروس يحمل دلالات يجب التوقف عندها، فالعلاقات السعودية-الأمريكية علاقات تاريخية تشمل المجالات كلها دون استثناء، والمواقف متطابقة إلى حد كبير مما يجعل من التفاهمات المشتركة أكثر دقة وعمقا، وذات أبعاد استراتيجية". وتطرقت الافتتاحية إلى الموقف من إيران، قائلة إن الاتفاق النووي الإيراني "يُعد مُهدِّدا لأمن المنطقة... طالما لم تتم صياغته وفق آليات تلزم النظام الإيراني الكفَ عن ممارساته وأهدافه التوسعية على حساب الأمن والاستقرار"، مضيفة أن "هذا ما تم الاتفاق عليه في المحادثات السعودية-الأمريكية يوم أمس". أما "الشرق" القطرية، فعلّقت على تصريحات بومبيو بضرورة وحدة الخليج، معتبرة تصريحاته "قنبلة أمريكية بوجه دول الحصار". وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن "ثمة غضب واضح راح يتمدد بقوة في البيت الأبيض والكونجرس، من مراوغات دول الحصار التي فشلت حتى الآن، ورغم مرور نحو عام على جريمة الحصار، على تقديم أدلة اتهاماتهم التي تأسست عليها أركان الجريمة". وترى الصحيفة أن الزيارة تحمل رسالة تحذيرية "تعكس توجهات إدارة ترامب وسياساتها في الخليج والشرق الأوسط، وتمسكها بضرورة حل الأزمة فورا". وتضيف: "هذا التحذير يأتي بمثابة قنبلة ألقاها وزير الخارجية الامريكي في وجوه المسؤولين السعوديين، وبقية دول الحصار وهو يردد لهم أن صبر واشنطن بدأ ينفد وعليكم تحمل تبعات استمرار الحصار الذي كانت تعتبره واشنطن مجرد سحابة صيف وتنقشع، ولكنها طالت بفعل مراوغات وأكاذيب دول الحصار"."اختبار النوايا" وفي "الغد" الأردنية، يرى فهد الخيطان أن زيارة بومبيو إلى عَمَّان بمثابة "اختبار النوايا". ويقول الكاتب إن زيارة بومبيو للأردن تُعدّ "فرصة لاختبار المواقف والنوايا"، مضيفا أن "ملف التعاون الثنائي يساعد كثيرا على إيجاد لغة مشتركة بين الطرفين". ويشير الكاتب إلى أن بومبيو، بحكم قربه من ترامب، "قادر على توضيح الموقف الأمريكي للجانب الأردني بشكل أفضل من سلفه تيلرسون، والرد على عديد الأسئلة الأردنية بشأن الصفقة المفترضة. المباحثات تبدو إذا فرصة ملائمة لعرض المخاطر المترتبة على تقديم خطة للسلام لا تستجيب لمتطلبات السلام العادل، ومحاولة التأثير على موقف الإدارة الأمريكية ولو في الربع الأخير من الساعة". أما في "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية، فيرى رئيس التحرير عبد الباري عطوان أن جولة بومبيو "جاءَت لتَوزيع الأدوار استعدادا للمُواجَهة مع إيران". ويقول عطوان إن اقتصار الشق "الشَّرق أوسَطي" لجَولة بومبيو على الثلاث دول "يعني أنّها سَتكون مِحوَر الارتكاز الرَّئيسي في الخُطَّة الأمريكيّة التي سيَتم تَطبيقها بعد انسحاب إدارَة الرئيس دونالد ترامب من الاتِّفاق النَّووي الإيراني في 12 أيّار (مايو) المُقبِل". ويضيف: "لن نُفاجَأ إذا ما عاد الوزير بومبيو إلى رئيسِه الأمريكي مُحَمَّلا بِوعود عربيّة بدَعم مشروع مُعاداة إيران، والمُشاركةِ في أيِّ حَرب بارِدة أو ساخِنة ضِدها وحُلفائِها، ورَصد المِليارات المَطلوبة لتَغطِية نفقات القُوّات الأمريكيّة التي ستَبقى في سوريا، لكن ما سَيُفاجِئنا حَتما، هو سُقوط دول عربيّة في هَذهِ المِصيَدة الدَّمويّة الأمريكيّة الجَديدة". ويقول: "نَجِد لِزاما علينا أن نُبَصِّر الأشِقَّاء في الأُردن، الذين نَعرِفهم ويَعرفوننا جيّدا، بمَخاطر أي انجرار مع المَطالب الأمريكيّة بإرسال قُوّات إلى سوريا وللقِتال تَحت رايات الرئيس ترامب العُنصِري الكارِه للإسلام والمُسلِمين، الذي يُنَفِّذ مصالح إسرائيل في المِنطَقة".
مشاركة :