تطرق الإعلامي والكاتب محمد الساعد إلى مؤامرات الدوحة للوقيعة بين المملكة والإمارات، مؤكدا أن الإمارات لم تتبنى يوما مشروعا معاديا للمملكة كما فعلت الدوحة. وأضاف في مقال له بصحيفة “عكاظ” بعنوان “الرياض بين أبوظبي والدوحة!”، أن إستراتيجية قطر تقوم على تقويض التحالف العربي المناهض للإرهاب من داخله والسيطرة عليه وتحويل المتحالفين من منطقة المواجهة معها إلى الشك فيما بينهم، وإلى نص المقال: ربما لا يمر يوم دون أن ينشر خبر أو تقرير تلفزيوني يشير أو يلمح إلى أن أبوظبي تكيد للرياض وتعمل على مشروع مضاد للمملكة، بالطبع كل تلك الاتهامات هي جزء من تكتيك الدوحة المستمر للسيطرة على أزمتها مع دول المقاطعة الأربع بعدما تفاقمت وخسرت كل ما استثمرته طوال عقدين. تقوم إستراتيجية قطر على تقويض التحالف العربي المناهض للإرهاب من داخله والسيطرة عليه وتحويل المتحالفين من منطقة المواجهة معها إلى الشك فيما بينهم وإشغالهم بالدفاع عن أنفسهم، هكذا تعمل قطر وجيوشها الإعلامية والإلكترونية، بالطبع إذا كان لديها طابور خامس داخلي فهنا يقع الخطر الأعظم، ذلك الطابور يقوم على إعادة تدوير الخطاب القطري وسعودته وتمريره داخل العمق الاجتماعي وتسويقه على أنه حقائق. في هذه الأزمة وبعد ساعات من بدايتها عمل الطابور على محاولة هدم العمل السعودي من داخله، بالتشكيك في ما نشرته الصحافة ودعم الموقف القطري، لكن السعودية الجديدة الحذقة لم تسمح له وبددته فوراً. قبل الخوض في تفكيك المشروع القطري لإحداث صدع بين تحالف الدول الأربع وخصوصاً بين الإمارات والسعودية دعونا نتذكر الأحداث تباعاً. أولاً.. ألقى أمير قطر كلمة غير موفقة في استعراض «مجندين» بالدوحة، ادعت قطر أول الأمر أنها تعرضت لاختراق لموقع وكالتها، ثم قالت إنها ستحقق في الأمر ثم أوكلت التحقيق لمتقاعدين من الف بي أي الأمريكي ونشرت نتائج غير موثوقة، وأخيراً أعلنت نتائج أخرى من إسطنبول ثم لم تعد تقول شيئاً فكل ما روجته ثبت كذبه. ثانياً.. على إثر ذلك زعمت الدوحة أن أزمتها مع أبوظبي فقط وليست مع الرياض وحاولت دفع كتائب المأجورين لإكمال تكتيكها إلا أنه فشل، فعادت إلى نقطة الصفر وبدأت في ممارسة أقذر دعاياتها ضد السعودية وأمرائها وملوكها وشعبها حتى وصلت للمؤسس رحمه الله. ثالثاً.. من المقبول جداً أن يكون للرياض وأبوظبي مثلهما مثل كل دول العالم وجهات نظر مختلفة في ما يخص ملفات معينة إلا أنهما لم يقوما بأي أعمال عدائية ضد بعضهما، كما أن أية دولة عندما تمر بأزمة وتقف معها عاصمة أخرى برجالها وسلاحها فهي محل التقدير والاحترام، وهو ما حصل من الإمارات في اليمن على سبيل المثال لا الحصر فليبيا ومصر وسورية وإيران كلها ملفات تتفق فيها العاصمتان. هناك جملة من الأسئلة عندما نطرحها نجد في ثناياها الإجابة لفهم العلاقة السعودية الإماراتية في سياقها الصحيح. هل انخرطت أبوظبي في مشروع انقلابي ضد الرياض مثلما فعلت قطر، هل احتضنت قناة تقوم على زعزعة استقرار المملكة والفضاء العربي وتشويه العلاقة بين الشعوب وقياداتها لقيادة التخريب في المنطقة، هل هي من أنشأ مئات الصحف والقنوات والمواقع الإخبارية الموازية للإعلام القطري للهجوم على المملكة وتشويهها صبح مساء. هل الإمارات من صنع ومول مئات المنظمات الحقوقية الوهمية في أوروبا والعالم العربي لنشر الأكاذيب عن المملكة وبناء صورة ذهنية سلبية عنها. هل محمد بن زايد هو من توج يوسف القرضاوي ملكاً على التنظيمات الإسلامية ومكن الإخوان من رقاب العرب أم حمد بن خليفة، أليس تميم وأبوه وحمد بن جاسم هم من دفع الملايين للصحفيين والكتاب العرب والغربيين وشركات العلاقات العامة للتحريض على الرياض والكتابة عن خلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة واختلاق القصص عنهم. هل الإمارات أم قطر هي من تحالف مع إيران وحزب الله والحوثيين ومول الصواريخ التي تقصف بها مكة والرياض، ألم تغذ الأموال القطرية نظام بشار منذ وصوله للحكم وحتى رفضت دمشق الخضوع لمشروع الغاز فانقلبوا عليه وأذاقوه الأمرين. ألم يركب حمد بن جاسم طائرته غداة أحداث الحادي عشر من سبتمبر متوجهاً لأمريكا وملتقياً عشرات من أعضاء الكونغرس وحكام الولايات والصحفيين والكتاب ومراكز الأبحاث تحريضاً على المملكة ودفعاً لمعاقبتها على جريمة لم تفعلها بل كانت قطر من رسمها مع القاعدة حتى يتم التخلص منها نهائياً. هل نسيتم تقرير مركز «راند» الذي دفعت له الدوحة 30 مليون دولار لإصدار دراسة عن تقسيم المملكة لخمس دويلات ودفع أعضاء في الكونغرس والحكومة والإعلام الأمريكي لتبنيها. هل حاولت إمارة أبوظبي احتلال الشارع السعودي والتسلل إليه عبر الوعاظ ومشايخ الشنطة والساعات الثمينة أم كان فيصل بن جاسم وفريقه، هل نسيتم عشرات الآلاف من حسابات تويتر التي عملت على دفع السعوديين للانخراط في ثورة حنين والراتب لا يكفي الحاجة. يجب أن لا تنسوا «بن قفيط ومجتهد ومعالي الليبرالي والعهد الجديد وخط البلدة وضمير سعودي»، كل تلك الحسابات التحريضية التي يديرها المسعري والفقيه ومطاريد الإخوان في تركيا بدعم قطري أسست لغرض واحد هو الوصول بالمجتمع إلى الاحتراب وتقسيمه فئوياً وطائفياً. هل الإمارات هي من تحالف مع معمر القذافي وحاول اغتيال الملك عبدالله، من مول القاعدة وداعش ومخربي العوامية مخابرات أبوظبي أم المخابرات القطرية، لن ننسى أن الدوحة هي من احتضن خالد حاج وعبدالعزيز المقرن ودفع لهما الأموال وجوازات السفر لتسهيل تنقلهما لقتل السعوديين واستباحة دمائنا المعصومة. الإجابة عن تلك الأسئلة تقول إنها حرب قطر على السعودية وشعبها ولم تكن يوماً حرباً إماراتية علينا، وأية دولة مهما كانت إذا تبنت مشروعاً انقلابياً أو حاولت تقويض بنائنا وعقدنا الاجتماعي سنقف ضدها بأرواحنا ودمائنا وأقلامنا.
مشاركة :