الشباب السعودي هم الثروة الحقيقية للوطن، وقائد مسيرتنا- رعاه الله- يؤكد دومًا على قيمة الإنسان السعودي ومكانته، والتي يُعبِّر عنها بكل حبٍ صادق، وآخر لقاءاته مع الشباب في يوم افتتاح ملعب الجوهرة في جدة خير شاهد. الأمن الوطني مرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن الفكر وسلامته من التطرّف؛ عبر أفكار يُراد لها أن تتغلغل في عقول أبنائنا وبناتنا. في لقاء فكري نظّمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في تبوك، كان للنخبة المثقفة والشباب موعد ولقاء مع طرح الأفكار على طاولة الحوار بين مختلف الأطياف والشرائح المجتمعية، وكان حضور الشباب متميزًا. وكانت وزارة التربية والتعليم حاضرة بقوة في أطروحات فكرية تتحدث عن دورها في تحصين الشباب ضد الفكر المتطرف، ولغة الأرقام التي لا تكذب جعلتنا نتوقف كثيرًا عندها، عندما تحدث مدير تعليم تبوك عن إحصائية تقول بأن هناك خمسة آلاف موقع إلكتروني تستهدف شبابنا وتغرر بهم وبأفكارهم. فهل قمنا بدورنا كما ينبغي كتربويين ومربّين لمواجهة هذا الطوفان من المواقع المشبوهة؟. وللتأكيد على خطورة هذا الكلام هناك خبر تداولته الصحف السعودية عن تعرُّض المبتعثين السعوديين لهجوم فكري عبر رسائل إلكترونية متعاقبة تستهدفهم وتريد تجنيدهم لصالح الفكر المتطرف. الشباب كانت لهم كلمتهم على طاولة الحوار، واستشهد أحدهم بمقولة للأمير خالد الفيصل الذي كان حاضرًا باسمه كثيرًا، وروحه كانت تُعطِّر المكان، حيث قال للشباب يومًا: "هذه البلاد الوحيدة في العالم التي يريد قادتها المضيّ بها قدمًا إلى الأمام، وهناك من يريد الرجوع بها إلى الخلف". أعجبتني فكرة شاب طموح يريد أن يرى شاشات الإعلانات العملاقة في الشوارع والنوادي الرياضية عبر دور مجتمعي تقوم به المؤسسات الربحية الإعلانية، ننشر من خلالها رسائل إيجابية للشباب تدعوهم للثقة بأنفسهم والاعتزاز بدينهم وهويتهم وحضارتهم، بل وبتميّزهم على أقرانهم، هذه الرسائل تغذي فكرًا وتزرع أملاً وتُقوِّي عزيمة، وتبعث في النفس طموحًا متجددًا. لن نسمح لخفافيش الظلام أن تذهب بنا بعيدًا، ولن نُغرِّد معها خارج السرب الوطني، سرب التقدم والحضارة والرقي، نحن اليوم على وعي ودراية بما يُحاك في ظلمات الليل، وإشراقة الشمس لن تغيب عن بلدنا أبدًا بإذن الله. حيث فِكر القيادة الحكيمة يرتكز على نهضة تعليمية مباركة؛ ورؤية ملك يعبر بنا إلى المستقبل المنشود. كلمات الفيصل في الاحتفاء به وهو صاحب فكرة دورة الخليج الرياضية، أثارت في داخلي رغبة ملحة لأكمل مقالي في الحديث عن الرياضة ودورها في حياة الشباب، قال الفيصل: "لقد أحسنتم صنعًا"، ونحن نقول لقد أراد الله بنا خيرًا عندما كُلّفت من مقام خادم الحرمين الشريفين لتولي مهام وزارة التربية والتعليم التي تعنى بالإنسان تربية وتنشئة، وتغذي فكرًا وتُعزِّز سلوكاً وتُقوِّم معوّجا، وتكسب مهارات حياتية وخبرات عملية متنوعة، أدوارها لا تعدّ ولا تحصى، إنها مصنع الرجال والنساء معًا. سمو الأمير تحدّثتم في كلماتكم المحفّزة المتطلعة دوماً للأمام بأن لا نسمع أصوات المشككين في إلغاء دورة الخليج، بل تتحوّل إلى طور جديد وموعد مع أولمبياد الشباب الخليجي. روح الشباب التي تتحدث بها تخاطب منّا العقول والقلوب معًا- سمو الأمير-، ولي مطلب باسم فتيات ونساء الوطن، آن الأوان أن يكون للفتاة الخليجية والسعودية منابر ثقافية وعلمية ورياضية تنافس فيها قريناتها من الفتيات في إطار شرعي لا نتعداه ولا نرتضي سواه؛ بعيدًا كل البعد عن الاختلاط أو ما يتجاوز عرفًا أو تقليدًا. وأندية الحي التي يتبناها- مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم- تعدّ بيئة مهيأة لممارسة هذه الأدوار التي غيّبت عنها الفتاة السعودية حينًا من الزمن- وأنت سمو الأمير لها بإذن الله-، كم نتمنّى أن يكون هذا واقعًا نعيشه، وقد خبرت ذلك وعايشته مع نخبة من الموهوبات في أحد البرامج الإثرائية، ففي كل خميس كُنَّا نُؤدِّي تمارين رياضية معًا ونحن في سعادة غامرة. ولهن أمل في ممارسة دورهن الثقافي شعرًا ونثرًا ورسمًا حرًا ومسرحًا يضم نخبًا من المثقفات والمهتمات بالشأن الفكري. كم نحن بحاجة سمو الأمير إلى مناشط فكرية متنوعة على مدار العام الدراسي، تتبنّى المبادرات الإبداعية من طلابنا وطالباتنا عبر برامج مبتكرة من أفكارهم، هم من يخططون لها، ويبقى دورنا داعمًا ومؤيدًا ومعينًا لهم عبر منابر إعلامية وثقافية وتطوعية واجتماعية تصقل خبراتهم وتنمّي شخصياتهم. Majdolena90@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :