الولـَد.. والبـَلد | د.أيمن بدر كريم

  • 9/18/2013
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من استحقاق كثيرين لمناصبهم الإدارية، ومسؤولياتهم التنفيذية، وأحقّيتهم بألقابهم الاجتماعية والعلمية، لسهرهم الليالي لتحصيلها، وبذْلهم خالص الجهد، في سبيل الوصول إليها عن جدارة، إلا أنه وفي المقابل، هناك بعض الأشخاص المُتملّقين، ممن استمرأوا الانتهازية والنفاق الاجتماعي، ولم يتورّعوا عن الخنوع والوصولية، وحتى الوشاية، وتأليب أصحاب المناصب الإدارية العليا على زملائهم الموظفين، محاولين بذلك التربّع على مقاعد إدارية رفيعة، وتزيين أسمائهم بأكبر عدد من الألقاب، وتلميعها بأفضل المُسمّيات، بأي وسيلة ممكنة، ولو كان من بينها تزوير شهادات متخصصة، أو شراء دكتوراة "وهمية". ومن العجيب حرص أولئك الشديد، على مخاطبة الناس لهم بألقابهم المعروفة، وأكثرها انتشارا لقب "دكتـور"، واستياؤُهم من جهل أحدهم بها، وشعورهم بالإهانة الشخصية في حال تواصل الناس معهم بأسمائهم المُجرّدة، أو عدم الإشارة إليهم بمسمى وظائفهم أو ألقابهم، مما يقلل من شعورهم بالنشوة والزهو. ومن الملاحظ أن انتشار بعض مظاهر الفساد الإداري، وصفات الأنانية والانتهازية، أظهرت فئة اجتماعية جمعتهم ثقافة متشابهة، واضطرابات سلوك وشخصية متقاربة، وعقد نقص نفسية، تُـكرّس لديهم الهوس بالمكانة الاجتماعية، والزهو بالمناصب الإدارية، وصفتي التعالي والغلظة، متخذين من تثبيط همم الكفاءات المهنية، وتهميش نُظرائهم ومرؤوسيهم، محاولات لفرض ظهورهم، وتجميل إخفاقاتهم، وإخفاء ضعف أدائهم المهني، وتشتيت الانتباه عن تضييعهم الأمانة، وإهمالهم المسؤولية. وأرى أن مما ساعد على هذه السلوكيات، إشغال أكثر من منصب إداري بشخص واحد، وتبوّء مسؤول واحد عدة مسؤوليات وظيفية، بعضها في أكثر من مؤسسة أو قطاع عام أو خاص، وتحكّمه بالتالي في أداء أكثر من إدارة أو مؤسسة، مما ينعكس سلبا على سير العمل ويؤخّر تطوير الأداء المِهَني، نتيجة مركزية عقيمة، وبيروقراطية إدارية لا مكان لها في عصر التقنية والإدارة الحديثة، فضلا عن أوقات تتطـلّب من المسؤول الضلوع بمهمات لا تحتمل التأجيل، والتعامل مع مشكلات لا تنتظر التعطيل، ومسؤوليات إدارية مُعقّدة، ليس من الحكمة إدراجها تحت تصرّف مسؤول واحد قد يتعامل بفكر مشتت، مع مهمّات تحتاج إلى قدْرات عقلية ونفسية خارقة، يتسبب تعطيلها في هضم حقوق كثير من الموظفين والمواطنين والمقيمين، وتذمّر الغيورين على مجتمعهم ووطنهم، في تطبيق عملي للمثل الشعبي "مافي البلد، غير هذا الولد"!!. abkrayem@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :