37 قتيلاً في سلسلة اعتداءات في أفغانستان بينهم 10 صحافيين

  • 5/1/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قتل 37 شخصاً على الأقل بينهم عشرة صحافيين في سلسلة اعتداءات وقعت في كابول وفي جنوب البلاد اليوم (الاثنين). وهزت عمليتان انتحاريتان متتاليتان العاصمة صباح الاثنين، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل، بينهم رئيس قسم التصوير في مكتب وكالة «فرانس برس» في كابول شاه مراي. وقتل ثمانية صحافيين آخرين في الاعتداء الثاني الذي استهدف الإعلاميين. وتبعهما تفجير انتحاري آخر أسفر عن مقتل 11 طفلاً في ولاية قندهار الجنوبية وعملية إطلاق نار راح ضحيتها مراسل خدمة «بي بي سي» الافغانية في ولاية خوست (جنوب شرقي). وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» الاعتدائين في كابول، معلناً أن الهجوم الثاني استهدف «المرتدين من الأمن والإعلام وغيرهم» الذين تجمعوا لدى وقوع الانفجار الأول. وأفادت منظمة مراسلون بلاد حدود أن «الاعتداء الثاني استهدف الصحافة عمداً وهو الهجوم الأكثر دموية (الذي يستهدف الاعلاميين) منذ سقوط نظام طالبان في 2001». وبعد ساعات من هجومي كابول، أعلنت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أن مراسلاً لها (أفغاني الجنسية) قتل بالرصاص في جنوب شرقي افغانستان. وصرح مدير خدمة «بي بي سي» العالمية جيمي انغوس في بيان: «بحزن كبير نؤكد مقتل مراسل خدمة بي بي سي الافغانية احمد شاه في اعتداء وقع في وقت سابق اليوم» في ولاية خوست المضطربة. وقال الناطق باسم شرطة كابول حشمت ستانيكزاي إن «الانتحاري تنكر كصحافي وفجر نفسه وسط الحشد» الذي ضم صحافيين. وأكدت وزارة الداخلية الحصيلة، مشيرة إلى وجود 49 شخصاً بين المصابين وسط مخاوف من إمكان ارتفاع الحصيلة. وفي اعتداء منفصل، قتل 11 طفلاً وأصيب 16 شخصاً بينهم عناصر أمن افغان وأجانب عندما فجر انتحاري سيارته المفخخة قرب قافلة في ولاية قندهار الجنوبية، بحسب ما قال مسؤولون. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الاعتداء الثالث. وذكرت منظمة مراسلون بلا حدود أن تسعة صحافيين قتلوا في كابول بينهم مراي وزملاء له من «راديو فري يوروب» وشبكتي «تولو نيوز» و«1تي في» الافغانيتين وغيرهم. ودانت وزارة الخارجية الفرنسية الهجوم الذي وصفته بالعمل «المشين» مشيرة إلى أن «الصحافة لا تزال تدفع ثمناً باهظاً». ووقع الهجوم الأول في كابول قبل الساعة 08.00 صباحاً (03.30 ت غ) بقليل عند مقر أجهزة الاستخبارات عندما فجر انتحاري على متن دراجة نارية نفسه، وفق وزارة الداخلية. وتأتي الاعتداءات بعد أيام من إطلاق عناصر «طالبان» عملياتهم المتزامنة مع دخول فصل الربيع في رفض واضح لدعوات قبول عرض الحكومة الافغانية لهم بالدخول في محادثات. وأعلنت «طالبان» أن عملياتها تأتي جزئياً كرد على استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة في أفغانستان والتي أعلن عنها في آب (اغسطس) الماضي والتي توسع صلاحيات القوات الأميركية لمواجهة المتمردين. وأكد ناطق باسم «طالبان» لوكالة «فرانس برس» أن الحركة غير متورطة في هجومي كابول الاثنين. لكن مسؤولين غربيين وافغان يشتبهون بأن شبكة «حقاني» المرتبطة بـ«طالبان» تساعد تنظيم «داعش» أحياناً في شن اعتداءات. ونشر «داعش» الذي كثف عملياته في كابول في شكل كبير خلال الأشهر الأخيرة عبر وكالته «أعماق»، صور المهاجمين الذين أعلن أنهم مسؤولون عن الهجومين. وشهدت أفغانستان سلسلة من الاعتداءات الدامية أخيراً بينها تفجير استهدف مركزاً لتسجيل الناخبين في كابول الأسبوع الماضي راح ضحيته 60 شخصاً. وتواجه حكومة الرئيس أشرف غني ضغوطات على جبهات عدة هذا العام في وقت تستعد للانتخابات التشريعية في تشرين الأول (أكتوبر) بعدما تأجلت مرات عدة. وفي هذه الاثناء، تحاول قواتها الأمنية السيطرة على الأوضاع في البلد المضطرب ومنع وقوع ضحايا مدنيين. وأقر مسؤولون أن الأمن يشكل مصدر قلق رئيس بالنسبة إلى الحكومة حيث تسيطر «طالبان» وغيرها من المجموعات المسلحة على أجزاء واسعة من البلاد. ويتوقع بعض المسؤولين الغربيين والأفغان بأن يكون العام 2018 دموياً بشكل أكبر. وقال قائد القوات الأميركية وقوات الحلف الاطلسي في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون لشبكة «تولو» التلفزيونية الشهر الماضي إنه يتوقع أن تشن «طالبان» مزيداً من الاعتداءات في موسم القتال الحالي.

مشاركة :