كثف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الضغط على الولايات المتحدة، للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الموقع في 2015، إذ ألقى خطابا في وقت الذروة على التليفزيون الإسرائيلي، ليعرض ما وصفها بالأدلة على برنامج إيران السري للأسلحة النووية. ومعظم الأدلة، التي قدمها نتنياهو، ترجع للفترة التي سبقت الاتفاق النووي الموقع في 2015، رغم أنه قال إن إيران احتفظت أيضا بملفات مهمة عن التكنولوجيا النووية منذ ذلك الحين، وواصلت تعزيز خبرتها المتعلقة بالأسلحة النووية. وقال خبراء مخابرات ودبلوماسيون، إن نتنياهو لم يقدم فيما يبدو “دليلا دامغا” يظهر أن إيران انتهكت شروط الاتفاق، رغم أنه ربما ساعد في عرض القضية نيابة عن المشككين في الإدارة الأمريكية، الذين يريدون الانسحاب من الاتفاق. ووصفت طهران اتهامات نتنياهو بالدعاية. وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق الدولي ما لم يتم إعادة التفاوض عليه بحلول 12 مايو/أيار، وكرر انتقاده للاتفاق بعد أن تحدث نتنياهو، وأشار إلى أنه يؤيد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال نتنياهو، في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وهو يقف أمام أكوام من الملفات، تمثل ما وصفه بالقبو المليء بالوثائق النووية الإيرانية، التي تم الحصول عليها قبل أسابيع، “نفى قادة إيران مرارا السعي لامتلاك أسلحة نووية”، وأضاف “الليلة أنا هنا لأقول لكم شيئا واحدا: إيران تكذب”. وقال نتنياهو “أولا، كذبت إيران بشأن أنها لم تمتلك برنامجا للأسلحة النووية أبدا، يثبت 100 ألف ملف سري أنها فعلت ذلك، ثانيا حتى بعد الاتفاق، واصلت إيران الحفاظ على خبراتها المتعلقة بالأسلحة النووية وعززتها لاستخدامها في المستقبل”. ورغم أن العرض نقله التليفزيون الإسرائيلي على الهواء، أوضح نتنياهو أن جمهوره عريض فألقى معظم خطابه بالإنجليزية قبل أن يتحول إلى العبرية. وتنفي طهران السعي للحصول على أسلحة نووية وتتهم إسرائيل بإثارة الشكوك بشأنها. بيد أن معظم ما قدمه نتنياهو لا يمثل مفاجأة للقوى العالمية، التي خلصت منذ أمد بعيد إلى أن إيران كانت تسعى للحصول على أسلحة نووية قبل الاتفاق الموقع في 2015، ولذا فرضت تلك القوى العقوبات في المقام الأول. ويقول حلفاء واشنطن الأوروبيون، إن طهران التزمت بشكل عام بشروط الاتفاق منذ ذلك الحين، وحثوا ترامب على عدم الانسحاب من الاتفاق. وقال بعض المحللين المستقلين والدبلوماسيين، إن نتنياهو بدا يقدم أدلة قديمة. وقال جيفري لويس، مدير برنامج شرق آسيا لمنع الانتشار النووي في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، على تويتر، “نتنياهو يقول لنا شيئا نعرفه بالفعل، وهو أن إيران تمتلك برنامجا للأسلحة النووية”. وقال دبلوماسي أوروبي بارز لرويترز، “نعرف كل هذا، وما يبرز بشكل خاص هو أن نتنياهو لا يتحدث عن أي انتهاكات مسجلة (لاتفاق إيران 2015)”. وبعد كلمة نتنياهو، قال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إن الاتفاق النووي “اتفاق فظيع بالنسبة للولايات المتحدة”، وقال إنه سيتيح لطهران تطوير أسلحة نووية بعد سبع سنوات. لكن واشنطن نفسها خلصت إلى أن إيران لم تنتهك شروط الاتفاق، وقال مسؤولان بالمخابرات الأمريكية راقبا برنامج الأسلحة النووية الإيراني، اليوم الإثنين، إن تصريحات نتنياهو لا تحتوي على شيء يتناقض مع هذه الرؤية. وقال أحدهما، بعدما طلب عدم نشر اسمه، “لم نشهد أدلة جديدة أو موثوقة على أن إيران انتهكت الاتفاق، سواء في تصريحات رئيس الوزراء اليوم أو من مصادر أخرى”. وقبل لحظات من حديث نتنياهو، كتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تغريدة سخر فيها من نتنياهو واتهمه بنشر الأكاذيب. وفي وقت سابق اليوم، قال علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن إيران تستطيع من الناحية الفنية تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى مما كانت عليه قبل التوصل للاتفاق النووي. وحذر صالحي ترامب من الانسحاب من الاتفاق، قائلا “إيران لا تناور، فنيا نحن مستعدون تماما لتخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى مما كان عليه قبل التوصل للاتفاق النووي، أتمنى أن يعود ترامب إلى صوابه وألا ينسحب من الاتفاق”.
مشاركة :