شكلت أغلب الاندية بالاعتماد على اللاعب الجاهز إحدى العلامات الفارقة التي ميزت دورينا لهذا الموسم والمواسم السابقة، في ظل إهمال واضح للفئات العمرية واكتشاف المواهب الكروية؛ لهذا نشاهد ارتفاع بورصة أسعار استقطاب اللاعبين من الاندية الاخرى، والتي جعلت بعض الاندية تتخلى عن صناعة اللاعب الموهوب، وهذا الامر ألقى بظلاله على المنتخبات الوطنية وأثر على المستوى العام للكرة البحرينية، ومن اهم أسباب الاعتماد على اللاعب الجاهز هو فشل التخطيط والإدارة العامة في الأندية، فالإدارات تريد أن تأخذ استحقاق غيرها عبرامتلاكها الأموال بدعم انديتها، فالنادي الذي ليس لديه فئات عمرية هو أول نادٍ يسقط ( النادي الاهلي نموذجا)، وياريت يقف فقط عند النادي الاهلي بل اغلب الاندية الكبيرة، ومن تملك الاستثمار تسير على نهج الاستقطاب. لنتذكر الزمن الجميل في الثمانينات عندما كان اللاعب يتدرج في الفئات العمرية حتى الوصول للدرجة الأولى، وبالتالي يخضع النادي لعملية تغيير وتدرج صحيحة، بعض المتابعين والمهتمين ذكروا أنه ليس من مصلحة اي نادٍ الاعتماد على المحترفين او اللاعب الجاهز، مشيرا إلى أن الاعتماد عليهم واهمال الفئات العمرية والمواهب تؤثر كثيرا على المنتخبات الوطنية اولا والنادي ثانيا، و يرى البعض أنه لا توجد لدينا صناعة لاعب حاليا على خلاف حقبة الثمانينات، حيث يتم الاعتماد على اللاعب الجاهز، بدليل أن اغلب الأندية ليس لديها لاعب فئات عمرية تعتمد عليه، والدليل التذمر الذي حصل بخصوص مشاركة اللاعب تحت 21 سنة، فالبحث عن اللاعبين تحت 21 سنة في دورينا لم يفرز سوى ثلاثة او اربعة لاعبين من الاندية التي لاتملك استثمارات كالشباب والمالكية، اي ان اتحاد الكرة هو الذي كشف ضعف البنية التحتية للاندية عندما الزم مشاركة اللاعب 21 سنة (وهّقهم). مسألة الاعتماد على اللاعب الجاهز تكون كارثية وتأثيرها سلبي على الكرة في الاندية، وهو ما نلمسه اليوم بدليل أن هناك لاعبين في المنتخبات الوطنية لم يكن بناؤهم صحيحا لعدم المرور بدوري الفئات العمرية بالطريقة الصحيحة، فالفئات العمرية هي التي تصنع اللاعبين بالدرجة الأساسية، إلا أن الأندية والمدربين أهملوهم واتجهوا للتزوير، ليس التزوير في الاوراق الثبوتية، بل الاستقطاب من الاندية الاخرى يعتبر ايضا نوعًا من انواع التزوير والتي تقضي على المواهب، فلجوء المدربين لهذا الطريق بسبب تفكيرهم بالنتائج قبل صناعة اللاعب ويساعدهم على ذلك عدم وعي ادارة بعض الاندية، يذكر أن العديد من الأندية المحلية تعاقدت مع اللاعبين المحليين الذين انتقلوا بين الاندية من جهة واستقطاب عدد من اللاعبين المحترفين (سكراب) من جهة اخرى، اما الاندية التي لا تملك سيولة واستثمارا هي فقط التي تعتمد على لاعبي الفئات العمرية قدر المستطاع. همسة: 1) على اتحاد الكرة النظر في بعض الشروط التعجيزية التي وضعها في مرمى الاندية بمشاركة اللاعب 21 سنة، وعلى اثرها دفع النادي الاهلي ثمن تلك الشروط التعجيزية. 2) صدق او لا تصدق اغلب الاندية لا تملك لاعبا او اثنين تحت 21 سنة يستطيع تمثيل فريق الاول، ففي الثمانينات كان مدرب الفريق الاول يستدعي من خمسة لستة لاعبين للمشاركة مع الفريق الاول. الله يرحم ايام زمان يوم كان الولاء للشعار.
مشاركة :