الفجيرة: بكر المحاسنة تزخر الإمارات بالمئات من الصروح العلمية والمعرفية المتميزة التي تحصد مراكز متقدمة في قائمة أفضل مؤسسات تعليم عالٍ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن أحدث هذه المنارات العلمية التي تدعم مسيرة النهضة في الوطن «أكاديمية الفجيرة للفنون» التي أمر بإنشائها صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، لتكون منبراً علمياً وثقافياً، تهتم برعاية الهواة الموهوبين في مجالات الفنون كافة، وتوفر لهم البيئة المناسبة لتنمية قدراتهم، وتأهيلهم، لإبراز الجانب الإبداعي لديهم بما هو إيجابي وفعال.وعبر عدد من المنتسبين للأكاديمية عن فرحتهم بالانتساب لهذا الصرح العلمي الذي يضم جميع أنواع الفنون، مؤكدين أنها تعتبر الداعم الأول في تنمية مواهبهم الفنية، وتعزيز قدراتهم وتطوير مهاراتهم في مجالات الفنون كافة.ميرة الكعبي، طالبة في كلية التقنية، ومنتسبة بقسمي الخط العربي والتصوير تقول: كنت أنوي في بادئ الأمر الانضمام إلى قسم التصوير، وعندما شاهدت، وتعرفت إلى بقية الأقسام جذبني قسم الخط العربي، الأمر الذي شجعني على الانضمام إليه لتحسين خطي، وهذا ما حصل بالفعل، حيث حققت نسبة تطور خلال أسبوعين 70 في المئة، كما أنوي إكمال كل المراحل للحصول على شهادة معتمدة من الأكاديمية. وتضيف مريم الزعابي (فنانة تشكيلية) ومنتسبة بقسم الخط: الأكاديمية صرح مهم لتعليم الفنون الجميلة، حيث وجودها يختصر الكثير من الوقت والجهد على أبناء الإمارة، وما حولها، في عملية التعلم ودعم الحراك الثقافي والفني. وتقول حمدة سعيد الكعبي (طالبة في كلية التقنية): أحب الرسم، وكنت أبحث عن مكان أطور فيه موهبتي بشكل أكاديمي، أتلقى فيه هذا العلم بشكل نظري وعملي، كما أسعى لتطوير ذاتي في مجال الفنون البصرية، وتخطي كل المراحل الدراسية داخل هذه الأكاديمية. وتقول لجين سيرجية ولية أمر: زرت موقع الأكاديمية وتعرفت إلى الأقسام الموجودة فيها، وتحمست لانضمام أبنائي عصمت (7 سنوات) لدراسة البيانو، وناهد (9 سنوات) لقسم الرسم، وذلك لتنمية موهبة كل منهما في المجال الذي يريده. أما موزة محمد الكعبي فتقول: انتسبت إلى قسم الرسم لتطوير مهاراتي، والحمد الله في غضون أسابيع بدأت امتلك مهارات ومعلومات جديدة في هذا المجال.وعن البرامج والتخصصات الفنية في هذا الصرح الكبير يقول علي عبيد الحفيتي مدير عام الأكاديمية: هذه المؤسسة تتميز بجودة فائقة لرعاية الموهوبين من المواطنين والمقيمين، على حد سواء، لتقديم الخدمات التعليمية المميزة لهم، وتأهيلهم أكاديمياً وعملياً، والإسهام بفاعلية في مسيرة التنمية والتطوير والتعليم العالي، وبتكامل المؤسسات التعليمية في الدولة الإمارات، كما تعنى بتقديم البرامج التدريبية لتنمية المواهب، وإعداد المتخصصين، مع مراعاة القيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع. كافة الأعمار أضاف الحفيتي: إن الأكاديمية تهتم بالعديد من المجالات الفنية، حيث تضم تخصصات وبرامج في مجالات الموسيقى، من آلات البيانو والكمان والجيتار، والآلات الشرقية، بما في ذلك دراسة العلوم النظرية، على أن تطبق أنظمة الأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى المعتمدة فيها، وبالتنسيق معها، بشأن البرامج العلمية والامتحانات ومنح الشهادات. كما تضم برامج للخط العربي، والرسم، والتصوير والباليه، وفن صناعة الفخاريات، كما تسعى الأكاديمية إلى التوسع في تخصصات أخرى بما يلبي الاحتياجات التنموية، وهناك نظامان للدراسة، نظام الدورات والمحاضرات والورش الفنية الخاصة بكل مجال، ونظام الدرجات العلمية التي تتضمن عدة مراحل كل مرحلة مدتها أربعة أشهر. ويشير الحفيتي إلى أن الأكاديمية تستقبل كل الفئات العمرية بالنسبة للدراسة الحرة، أو نظام الدورات، ابتداء من عمر 8 سنوات وما فوق، أما بالنسبة للدرجات العلمية فتكون وفقاً لشروط ومعايير التعليم العالي. علاوة على مبادرات تقوم بها الأكاديمية لفئة أصحاب الهمم قريباً. مضيفاً أن الأكاديمية طراز عالمي وتمثل علامة على وجود مستوى عالي من التعليم المتكامل والمتخصص وتهتم بالفنان والموهوب منذ مرحلة الالتحاق، حيث يتعلم ويكتسب كل المهارات والمعلومات الخاصة بمجاله، ويشارك في المعارض والمهرجانات العربية والدولية، ويستطيع المنتسب اكتساب الخبرة الكافية للصعود لخشبة المسرح، لذا نسعى إلى تخريج أجيال من الفنانين المبدعين.ويتمنى الحفيتي أن تكون هناك مشاركة من الجهات والمؤسسات الحكومية المجتمعية والثقافية والإعلامية، في نجاح رسالة الأكاديمية، لكونها مشروعاً مجتمعياً ثقافياً فنياً.
مشاركة :