اعتمد الفريق الفنّي للبرنامج السعودي لكفاءة الطاقة على أربع خطوات في آلية تطبيق مبادرات قطاع المباني الذي يستهلك أكثر من 80% من إجمالي الطاقة الكهربائية المُنتَجة في المملكة وهو المستوى الحالي لكفاءة الطاقة والمتضمن تأسيس فهم شامل وتحديد نقطة الانطلاق وجمع وتحليل البيانات لتحديد أنماط استهلاك الطاقة. والمقاييس الدولية ومبادرات كفاءة الطاقة المحتملة وتضمنت تحديد مبادرات كفاءة الطاقة الناجحة في الدول الاخرى، التعاون مع خبراء كفاءة الطاقة والوكالات الدولية، واختيار وتصميم المبادرة الملائمة للمملكة وتضمنت تقييم النماذج العالمية وتطويرها لتلائم ظروف المملكة، التعاون مع جميع الجهات المعنية للوصول إلى حلول توافقية، وتطبيق مبادرات كفاءة الطاقة من خلال تنفيذ مبادرات كفاءة الطاقة بآليات تطبيق واضحة، متابعة التنفيذ وفق الأهداف المحددة. وتركزت جهود فريق المباني على المكيفات، والعزل الحراري، والأجهزة الكهربائية المنزلية، والإضاءة، وبما أن العزل الحراري يشكل أهمية كبيرة في توفير الطاقة الكهربائية، وهو عامل رئيسي لتخفيف الهدر الكبير في الطاقة الكهربائية التي تثقل كاهل المستفيد ومنتج الطاقة، فقد تم التعاون مع الجهات المعنية على تطبيق القرارات السامية، التي تقضي بتطبيق العزل الحراري بشكلٍ إلزامي على جميع المباني الجديدة. وبلغ إجمالي المشتركين الذين يملكون مساكن في المملكة حتى نهاية العام 2010 م بـ 4,892,271 مليون مشترك، و70% من المباني القائمة غير معزولة حرارياً، فيما يدخل في الخدمة حوالي 400,000 ألف مبنى جديد سنوياً حسب الإحصاءات . أقل قدرة وأكد المستشار الفني لمدير عام شركة الغاز والتصنيع الأهلية المهندس خالد بن أحمد المؤذن أهمية العازل الحراري، والجدوى الاقتصادية الناجمة من استخدامه للمباني في تخفيض الحرارة المتسربة إلى المبنى، وتقليل كمية الحرارة المطلوب إزاحتها بأجهزة التكييف، مما يقلل من قيمة فاتورة التكييف التي يتكبدها مالك المبني شهرياً بنسبة 30 - 40 %, كما أنه يمكن لمالك المبنى شراء أجهزة تكييف أقل قدرة مما يقلل من التكلفة الرأسمالية لتبريد المبنى. وبين المؤذن بأن تكلفة العازل الحراري للجدران والأسقف والنوافذ تبلغ نسبتها 3 - 5 % من تكلفة إنشاء المبنى، وهو ما يمكن المالك من استعادة تكلفة العازل الحراري خلال الخمس عشرة سنة الأولى من عمر المبنى الافتراضي، الذي لا يقل عن خمسين سنة، ويتيح له التمتع بالوفر المتحقق سنوياً خلال السنوات الـ 35 التالية . ارتفاع كبير وأوضح المهندس المؤذن في إفادات لـ "واس" أن المملكة تعاني من ارتفاع كبير في الاستهلاك المحلي للطاقة المولدة من الوقود الأحفوري "البترول الخام ومشتقاته والغاز الطبيعي وسوائله" مقارنة بغيرها من دول العالم، ويتزايد هذا الارتفاع عاماً بعد عام، حيث يتصدر السعوديون قوائم إحصائيات استهلاك الطاقة في العالم، ويحتلون المراتب الأولى في معدلات الزيادة السنوية، مشيراً إلى أن السعوديين هم أصحاب البصمة الكربونية الأعلى في العالم، ومن الأكثر استهلاكاً للمياه، بما يتضمنه ذلك من زيادة في استهلاك الطاقة كون الاعتماد أساساً على مياه البحر المحلاة بواسطة محطات التحلية التي تحتاج للكثير من الوقود . المعدل السنوي وقال:" إن المعدل السنوي للنمو السكاني في المملكة لم يتجاوز في العام 2013 م 2.7 %، ولم يزد المعدل السنوي للنمو الاقتصادي لعام 2013 م عن 3.95 %, إلا أن النمو في الطلب على الطاقة الكهربائية قد بلغ 6.4 % لعام 2013 م مقارنة بالعام الذي قبله، علماً بأن معدلات نمو الاستهلاك في الدول الصناعية تأتي أقل من نصف معدلات نموها الاقتصادي. وبين أن المعدلات في الدول النامية خاصة في الصين، لم تتجاوز معدلات نموها الاقتصادي، وعليه فإن النمو في الطلب على الطاقة الكهربائية في المملكة يفترض ألا يتجاوز 3.95 % باعتبارها دولة نامية، ولكنه في الحقيقة يصل إلى 6.4 % كما تقدم، أي بزيادة قدرها 62 % عن المعدل العالمي للدول النامية، ويعود جزء من هذه الزيادة في الطلب إلى وجود هدر كبير في النمط الاستهلاكي . كثافة الطاقة وذكر المؤذن بأن غالبية الدول تمكنت من خفض كثافة الطاقة في اقتصاداتها، إلا أن كثافة الطاقة في المملكة شهدت زيادة كبيرة على مدى العقدين الماضيين، وهذا يحتم على المملكة من الناحية الاستراتيجية أن تجعل ترشيد استهلاك الطاقة من أولوياتها الرئيسة، مشيراً إلى أن قطاع المباني يستأثر بأكثر من نصف الطاقة الكهربائية في المملكة، وبنسبة 50 % تقريباً . وأشار إلى أن حوالي 66 % من كامل الطاقة المستهلكة في المباني يذهب في عملية التبريد بأجهزة التكييف المستخدمة في تبريد المبنى، وذلك بإزاحة الحرارة المتسربة من الخارج إلى داخل المبنى عبر الجدران والأسقف والنوافذ وفتحات التهوية، مضيفاً أنه يمكن تقليل الطاقة الكهربائية المستخدمة في التبريد بنسبة تصل إلى 40 % من استهلاك أجهزة التكييف، وهو ما يوازي 26 % من إجمالي الطاقة المستهلكة في المباني، وذلك لتخفيض الحمل على الشبكات الكهربائية وخاصة في أوقات الذروة، عن طريق استخدام العزل الحراري للمباني . تصميم المباني إلى ذلك شدد عميد كلية الهندسة بجامعة الملك سعود سابقاً الدكتور جعفر بن عبد الرحمن صباغ، على أهمية تصميم المباني تصميماً مستداماً أو ما يسمى بالمباني الخضراء، والذي يشمل تصميم المبنى بحيث يستهلك أقل قدر من الطاقة سواء في التبريد أو التدفئة وفي التهوية والإضاءة، بالإضافة إلى ما يوفره في استهلاك المياه وتحقيق الراحة الحرارية والظروف الصحية لقاطنيه سواء كان سكنياً أو تجارياً أو مكتبياً أو تعليمياً وتقليل الأسطح الزجاجية بالمبنى وذلك لنقلها الكبير للحرارة الخارجية ولأشعة الشمس حتى لو استخدمت الوسائل المختلفة لتقليل ذلك، وهناك وسائل إضافية لتقليل الحمل الكهربائي للتكييف باستخدام وسائل حديثة مثل استخدام التهوية بالإزاحة أو غيرها .
مشاركة :