لم تتوقف التقارير الإعلامية التي تسلط الضوء على حياة اللاعب محمد صلاح هداف ليفربول؛ أحدثها تقرير من شبكة «سي إن إن» اليوم (الثلاثاء) عن مدربه السابق، وقريته، وانتشاره كعلامة تجارية في ربوع مصر. وذكرت الشبكة الأميركية أن تأثير صلاح قد تجاوز كرة القدم، وأن كل مصر تحتفي بإنجازاته. والتقت الشبكة بمدربه السابق في مصر الكابتن محمد نور، الذي من الممكن أن يقضي يومه كاملا متحدثا عن صلاح، مثل كثير من المصريين، وقد اتصل به اللاعب مؤخرا، قائلا له: «أنت مدربي، وأنا مدين لك بالكثير»، يحكي نور متأثرا بوفاء اللاعب. ويقول نور: «عندما يرى المشجعون في مصر مباريات ليفربول، فإنك تسمع الصراخ من جميع المنازل... إنها محبة الله لصلاح ودعاء الناس له الذي فعل له الكثير». ونور بمثابة والد صلاح الثاني، ويعود الفضل إليه في كثير من تطور أداء اللاعب، فهو كان مدربه في سنواته الأولى منذ أن كان بعمر 12 عاما بقرية نجريج في دلتا مصر. ويتذكر نور أن صلاح كان صبيا صغيرا عليه أن يسافر من 8 إلى 10 ساعات يوميا، وأحيانا يأخذ 5 حافلات في الطريق إلى القطار ليصل إلى نادي المقاولون في حي مدينة نصر بالقاهرة. وصمم صلاح على النجاح، وانتقل إلى فندق محلي للتدريب مع الفريق الصغير، وسمح له نور بالتطور سريعا، والتدريب مرتين يوميا والعيش بعيدا عن عائلته. وتابع نور: «صلاح كان مختلفا عن غيره من لاعبي كرة القدم المحترفين في مصر، لقد واصل طريقه وتكيف مع الاحتراف، وتأقلم وعمره ما بين 12 و15 عاما، ويقضي وقته في الملعب، وفي وقت مبكر برزت معالمه الاحترافية». ويقول نور إن صلاح كان دائم السؤال عن النصائح من مدربيه للتطور، وأضاف: «كل المدربين الذين عملوا مع صلاح يقولون إنه مهذب جدا ومتدين ومحب للخير، كل هؤلاء ساعدوه للوصول إلى النجومية التي لديه الآن». وتشير «سي إن إن» إلى أنه عند التحدث لأي شخص يعرف صلاح، أو قضى معه وقتا، فإنهم يصفونه جميعا بصفة واحدة: «التواضع». وذكر التقرير أن الأطفال في قرية نجريج يحاولون محاكاة أداء صلاح في الملاعب، وأن صلاح الذي يزور قريته كل عام ويقضي وقتا مع عائلته تغلب عليه طبيعته الخيرية، بعد أن قام بتمويل ملعب جديد ومركز شباب ومستشفى ومدرسة بقريته التي تبعد عن القاهرة بنحو 3 ساعات. ويقول عبد الرحمن؛ أحد سكان قرية صلاح: «لقد جعلنا مليئين بالفخر والسعادة... وعندما يعرف أحد أنني من مسقط رأس اللاعب، يطلبون صورة معي». لكن الفخر باللاعب ليس فقط في نجريج، فعلى مقاهي القاهرة يأتي الشباب لمتابعة المباريات بسبب صلاح، فهو ذو شعبية ليست فقط في ليفربول، ولكن في كل ربوع مصر. ولفتت الشبكة إلى أن صلاح أصبح علامة تجارية في القاهرة، فشعبيته تجاوزت الكرة؛ إلى درجة دفعت بعض الشباب لترشيحه للرئاسة في مارس (آذار) الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتزامن مع الانتخابات الرئاسية. وانتشرت صورته على أغلفة الصحف والمجلات، وأصبح وجهه يزين جدران الشوارع، بل وظهرت في الأسواق المصرية فوانيس «محمد صلاح» قبل حلول شهر رمضان الكريم، وكأنه أصبح سفيرا لمصر لدى العالم. ويقول عمرو مصطفى، مشجع آخر، إن صلاح يعطي انطباعا جيدا عن المسلمين والعرب، فهو لاعب مثالي، ونموذج جيد للمصريين وحتى في الخارج. ووصل تأثير صلاح إلى أنه يعطي كثيرا من الدوافع للشباب، فقد أصبح وجها لحملة إعلانية لنبذ المخدرات والتدخين، وقال أحد المشجعين: «إنه يقوم بعمل جيد في الملعب، وكذلك في المجتمع». وختم الكابتن نور: «إنه رمز وظاهرة تحتاج أن تُدرس. لا بد أن نعرف ما علينا أن نفعله تجاه أي شخص لديه موهبة مثله لنجعله يلمع». ويعول عليه المنتخب المصري بشكل كبير لقيادته في نهائيات كأس العالم، كما توج اللاعب اليوم (الثلاثاء) بلقب «أفضل لاعب» في استفتاء «رابطة كتاب كرة القدم» في إنجلترا.
مشاركة :