تميّزت احتفالات «يوم العمال العالمي» أمس، بمسيرات تدعو الحكومات إلى تحقيق مطالبهم التي تنوعت بين تحسين الظروف المعيشية، وزيادة مساحة الحرية، ولم تغب عنها مواجهات في دول كثيرة. ففي موسكو، نظّم أكثر من 100 ألف شخص مسيرة انطلقت من الساحة الحمراء وجابت شوارع العاصمة. وفي السنوات الأخيرة، بات هذا اليوم عراض قوة للسلطات وحزب «روسيا المتحدة» الحاكم، يمتنع فيه المتظاهرون عن انتقاد الحكومة. لكن حوالى 10 آلاف شخص في موسكو نظموا مسيرة احتجاج على حظر السلطات تطبيق «تلغرام» للرسائل النصية. أما في سانت بطرسبورغ، ثاني أكبر مدن روسيا، فتحدّى مئات طقساً ممطراً، ونظموا مسيرة احتجاجاً على سعي الكرملين إلى تقليص حرية الإنترنت وحظر «تلغرام». وفي إسطنبول، اعتقلت الشرطة التركية أكثر من 50 شخصاً، في مواجهات مع متظاهرين حاولوا الوصول إلى ساحة تقسيم في جادة الاستقلال، متحدّين إجراءات أمنية فرضتها الشرطة التي أقفلت المنطقة لـ «دواعٍ أمنية»، وسمحت لمجموعات محدودة من ممثلي نقابات العمال بوضع أكاليل زهور على نصب للعمال فيها. ولساحة «تقسيم» قيمة رمزية للحركة العمالية في تركيا، إذ قُتل فيها 34 شخصاً عام 1977، بإطلاق نار على حشود خلال احتفالات عيد العمال. واعتقلت الشرطة الإيرانية 6 أشخاص تحدوا مع مئات الإيرانيين، حظراً فرضته الحكومة على احتفالات يوم العمال. وافادت وكالة الأنباء العمالية الايرانية (إيلنا) إلى مسيرة نظمها عمال قرب مقرّ مجلس الشورى (البرلمان)، مطالبين برفع الأجور وتأمين ظروف أفضل وضمانات لما بعد التقاعد. واستقبلت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن قادة أوروبيين مناهضين للهجرة، من النمسا وبلجيكا وبولندا وتشيخيا وبلغاريا واليونان، في مسيرة عمالية في نيس، تستهدف الدفاع عن «أوروبا أخرى»، آملة بانتصار هذه الأحزاب القومية- الشعبوية في انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة. وكعادته، احتفل والدها جان ماري لوبن، مؤسس «الجبهة الوطنية»، بعيد العمال العالمي في باريس، قرب تمثال جان دارك، محاطاً بأنصار له، فيما نظمت أحزاب يسارية تجمعات في مدن. وفي أثينا شارك آلاف اليونانيين في 3 تظاهرات منفصلة، نظّم أكبرها الحزب الشيوعي، وضمّت حوالى 7 آلاف متظاهر، فيما خفضت وسائل النقل العام البرية والبحرية حركتها. كما شهت ثيسالونيكي، ثاني أكبر مدن اليونان في الشمال، 4 تظاهرات عمالية. وتجمّع حوالى 12 ألف شخص في فيينا، رافعين لافتات تندد بتقليص الحكومة الجديدة تقديمات اجتماعية. وجاب حوالى 4 آلاف من أنصار الاتحاد الألماني لنقابات العمال شوارع برلين، ثم تجمعوا عند بوابة براندنبورغ التي تعدّ من أبرز معالم العاصمة الألمانية. كما أعلن الاتحاد مشاركة 340 ألف شخص في نحو 500 مسيرة في البلاد. وعمّت تظاهرات أكثر من 70 مدينة في إسبانيا، أضخمها في مدريد، طالب المشاركون فيها بالمساواة بين الجنسين، وبزيادة الرواتب ومعاشات التقاعد، بعد معدلات نمو بنسبة 3.1 في المئة حققها رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. وتظاهر حوالى 5 آلاف فيليبيني قرب قصر الرئاسة في مانيلا، احتجاجاً على فشل الرئيس رودريغو دوتيرتي في الوفاء بوعد قطعه خلال حملته الرئاسية، لإنهاء العمل بعقود العمالة القصيرة الأجل، ولمطالبة الحكومة بمعالجة تردي الأجور والبطالة. وفي سيول، نظّم الاتحاد الكوري للنقابات التجارية تظاهرة قدّرت الشرطة بـ 10 آلاف عدد المشاركين فيها، للمطالبة برفع الحد الأدنى للأجور، وتثبيت الموظفين المتعاقدين، وإلغاء الحكومة إعادة هيكلة صناعة السفن والسيارات، وإصلاح مؤسسات ضخمة تهيمن على الاقتصاد. وفي جاكرتا، حضّ حوالى 10 آلاف متظاهر من مختلف القطاعات العمالية الحكومة على تجنب الاستعانة بعمالة أجنبية، وبرفع أجورهم. ولبّى ألفا عامل كمبودي في قطاع الملابس دعوة نقابتهم إلى التظاهر في العاصمة بنوم بنه، لكن الشرطة منعتهم من الوصول إلى تجمّع لحوالى 5 آلاف عامل مؤيدين لرئيس الوزراء هون سون، الذي انضمّ إليهم ومنح كلاً منهم 12.5 دولار، تقديراً لجهودهم، قبل انتخابات عامة مرتقبة في تموز (يوليو) المقبل.
مشاركة :