كل الوطن، أسامة الفيصل، بيروت خطف الزوج جان م.د زوجته نسرين روحانا (38 عاماً) من محل عملها في الأشرفية وقتلها في منطقة نهر ابراهيم برصاصتين في الصدر والعين. وبعد اكتشاف الجثة بنحو ساعتين ألقي القبض على الجاني الذي اعترف بفعلته. وتم نقل الجثة بواسطة الدفاع المدني الى مستشفى البوار الحكومي. الحادثة لم تكن وليدة مشكلات مستجدّة بين الزوجين، بل سببها معاناة عاشتها نسرين لأكثر من 15 سنة، مع رجل مدمن وعنيف وغير مسؤول. تزوّجت نسرين منذ عشرين عامًا من جان ديب، وأنجبت منه فتاة (12 سنة) وصبيًا (7 سنوات)، عانت الأمرّين منه، قبل أن تخرج عن صمتها في أيّار الماضي وتلجأ إلى حضن والدها. وكانت القوى الأمنية عثرت على سيارة الزوج، وهي من نوع «رينو كليو»، لونها جردوني، وتحمل الرقم 396868/م مركونة أمام الشاليه التي استأجرها في محلة مستيتا جبيل، وبداخلها آثار دماء متناثرة على المقعد الأمامي ومسدس حربي، إضافة الى أغراض شخصية تعود إلى المغدورة ومنها حقيبة يدها وهاتفها الخلوي. ويسرد الوالد المفجوع تفاصيل الجريمة ويقول: أخذها إلى منطقة نهر ابرهيم، هناك حاولت ابنتي الهرب منه، فأطلق النار وأصابها بكتفها، فحاولت الهروب من السيّارة لكنها لم تستطع، إذ شدّها من قدميها، وأطلق النار على عينها وشوّهها، ثمّ رماها في النهر. وهنا سأتهم والدته أيضًا لأنها علمت بالأمر قبل حدوثه ولم تحاول ثنيه أو التبليغ عن الأمر. يراقبنا من فترة يروي والد الضحية، جوزف روحانا، لـالنهار قصّة ابنته مع زوجها الذي تحوّل إلى جلّادها وقاتلها، ويقول: من خلال التحقيقات، اعترف بأنه كان يراقب تحرّكاتي وابنتي منذ حوالى الشهر، فرآني عندما تركت عملي ووصلت إلى المنزل في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحًا لأعطي السيّارة لابنتي لتذهب إلى عملها، في حين أخذت سيّارتها بداعي التمويه خوفًا منه، فسبقها إلى الأشرفية. في هذا الوقت أخذت نسرين السيّارة واصطحبت صديقتها معها إلى العمل، ما أن وصلت وترجّلت منها، حتى ركض نحوها وسلبها حقيبتها وهدّدها بالمسدس، فركبت معه في السيّارة. في هذه الأثناء هربت صديقتها وأبلغت الدرك ولكنّهم وصلوا متأخرين، فاستمعوا إلى أقوالها، واتصلوا بي. ويتابع: خلال التحقيقات أيضًا، أقرّ بأنه خرج من المنزل صباحًا ومعه مسدس وسكين، وقال لأمه وللأولاد أنه سيقتل ابنتي، ثمّ عاد إلى البيت بعد ارتكابه الجريمة، واستحمّ وذهب ليحلق ذقنه، ثمّ سلّم نفسه. وعندما استجوبوه في مخفر الدرك، قال إنه رمى الجثة في بلاط – جبيل، لكنهم لم يعثروا عليها، فحقّقوا معه مجدّدًا فاعترف بأنه رماها في نهر ابرهيم، فعثروا عليها معلّقة على شجرة. هكذا وقعت الجريمة ويسرد الوالد المفجوع تفاصيل الجريمة ويقول: أخذها إلى منطقة نهر ابرهيم، هناك حاولت ابنتي الهرب منه، فأطلق النار وأصابها بكتفها، فحاولت الهروب من السيّارة لكنها لم تستطع، إذ شدّها من قدميها، وأطلق النار على عينها وشوّهها، ثمّ رماها في النهر. وهنا سأتهم والدته أيضًا لأنها علمت بالأمر قبل حدوثه ولم تحاول ثنيه أو التبليغ عن الأمر. معاناة طويلة علم الوالد بالمشكلات بين ابنته وزوجها في أيّار (مايو) الماضي، عندما ضربها وعنّفها وطردها من المنزل، فلجأت إليه وعلمنا بعد سنوات كثيرة ما يحصل معها، ويقول: إدعينا عليه في المخفر، حيث تحوّل المحقّق إلى كاهن وبدأ يعظها، علمًا أنها لم تصل إلى هذه المرحلة إلّا بعدما ذاقت منه الأمرّين. أصدروا بحقّه مذكرة بحث وتحرٍّ، لكنه هرب إلى مكان مجهول (مستيتا – جبيل) وأخذ الأولاد ووالدته معه، ولاحقًا علمنا أنه كان يرسل أولاده ليستدينوا المال من الناس ليصرف على نفسه، فهو عاطل عن العمل، وكانت ابنتي تصرف عليه. وبعدها استطعنا الحصول على قرار حماية ونفقة لابنتي، وأخذت حقّ رعاية الأولاد، على أن يخضع هو لجلسات علاج من الإدمان. لكنّه كرّه الأولاد بوالدتهم ولم نستطع جلبهم للعيش معنا. وكان طوال الفترة يهدّدها بالقتل وبأولادها وعائلتها. ويتابع الوالد: كان يضربها. في 25 أيار (مايو) الماضي عنّفها وضربها وطردها من المنزل، بعد أن هدّدها بالسكين وأخذ راتبها الشهري وشتمها. كان يتعاطي المخدّرات في المنزل أمامها ويضربها باستمرار، لكن من دون أن يراه الأولاد، كانت تعمل وتصرف عليه وعلى الأولاد، لكنه كان يسيطر عليها. بعدها لجأت إلينا، فصرنا نرافقها في تحرّكاتها بسبب التهديدات التي كانت تتلقّاها منه، هدّدها بحياتها وحياتنا وحياة أولادها، بلّغنا القوى الأمنيّة ولكنّهم لم يأخذوا هذه التهديدات على محمل الجدّ، إلى حين ارتكب جريمته. ويختم قائلًا: نسرين كانت قدّيسة، ولكنها كانت خائفة منها ومن تهديداتها، لم تكن تخبرنا بما يحصل معها. يوم الجمعة الفائت احتفلنا بعيد ميلادها، واليوم نبكيها.
مشاركة :