افتتح الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج العليا رئيس لجنة الحج المركزية، اليوم الثلاثاء؛ الملتقى العلمي الـ18 لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، والمعرض المصاحب له، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وينظم هذا الملتقى العلمي معهدُ خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى بمقر المدينة الجامعية بالعابدية بمكة المكرمة. ولدى وصول أمير منطقة مكة المكرمة، عُزف السلام الملكي، وكان في استقباله مدير جامعة أم القرى المشرف العام على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور عبدالله بافيل، ونائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح مشاط، ووكلاء الجامعة، وعميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور سامي برهمين، ووكلاء المعهد. ثم افتتح أمير منطقة مكة المكرمة المعرض المصاحب للملتقى، وتجول مع مرافقيه داخل أجنحته، وشاهدوا ما يحتويه من معروضات شاركت بها الجهات ذات العلاقة بشؤون الحج والعمرة والزيارة. وألقى عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة كلمة أكد فيها أن الملتقى يأتي ضمن سلسلة الملتقيات العلمية التي دأب معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى على إقامتها سنويًّا منذ عام 1422هـ، لالتقاء الباحثين والمختصين والمسؤولين في مجالات الحج والعمرة والزيارة لتبادل الخبرات، وعرض خلاصة ما لديهم من أبحاث ودراسات ومقترحات، مبينًا أن الملتقى هذا العام تضمن معرضًا مصاحبًا للجهات المطورة لخدمات ومرافق الحج والعمرة والزيارة؛ لعرض ما لديها من منجزات. وأوضح أن صدور الموافقة السامية الكريمة في عام 1434هـ بدمج الملتقى العلمي لأبحاث الحج بمكة المكرمة مع الملتقى العلمي لأبحاث المدينة المنورة في ملتقى واحد يعقد سنويًّا مرة بمكة والمكرمة وأخرى بالمدينة المنورة تحت عنوان "الملتقى العلمي لأبحاث الحج والعمرة والزيارة"، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين- يدل دلالةً واضحة على حرص واهتمام ولاة الأمر بهذا النسك العظيم. وبيَّن الدكتور برهمين أن اللجنة المنظمة للملتقى هذا العام استقبلت 140 ورقة علمية؛ قُبل منها 57 بحثًا وورقة علمية، من بينها 11 ورقة قدمتها جهات حكومية وأهلية وأكاديمية، كمبادرات وتجارب في مجالات الحج والعمرة، مشيرًا إلى أن الملتقى سيبحث 6 محاور رئيسة عبر 6 جلسات علمية، تشمل مستقبل منظومة خدمات الحج والعمرة في ضوء رؤية المملكة 2030، "والدراسات التقنية والإعلامية"، و"الدراسات الهندسية"، و"الدراسات البيئية والصحية"، وكذلك "الإنجازات والمبادرات في خدمة ضيوف الرحمن"، بالإضافة إلى جلسة ملصقات تشمل جميع المحاور السابقة، مع إضافة محور الدراسات الإدارية والاجتماعية شاركت فيها أكثر من 20 جهة أكاديمية وحكومية وأهلية من داخل المملكة. وأبان أن المعهد -وخلال 40 عامًا- حقق هدفًا من أهم أهدافه تمثل في بناء أكبر سجل تاريخي وبنك للمعلومات بالدراسات والوثائق والصور والأفلام والخرائط، والمخطوطات التاريخية، وأوسع مرجع علمي شامل لمختلف أنواع الإحصائيات والحقائق عن الحج والعمرة والزيارة إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، وأسهم في دعم العديد من الجهات في وضع خطوط الأساس والمستهدفات ومؤشرات الأداء لاتخاذ القرار، وضمان التخطيط لمستقبل أفضل لمنظومة الحج والعمرة والزيارة وفق رؤية المملكة 2030. وأكد أن المعهد انتهج استراتيجيات جديدة في أبحاثه ودراساته الاستشارية لدعم مجالات صناعة التقنية في خدمات الحج والعمرة، ومجالات الطاقة المتجددة، سواء في الإسكان أو النقل والحركة والإعاشة، بالإضافة إلى السحب الإلكترونية والتطبيقات الذكية، والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والواقع الافتراضي في إدارة وتنظيم الحشود والتفويج. واختتم حديثه أن المعهد يعتبر شريكًا استراتيجيًّا لمكتب تحقيق الرؤية في برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي تشرف عليه وزارة الحج والعمرة، وبرنامج المملكة العربية السعودية وجهة المسلمين التابع لوزارة السياحة والآثار، وقد دُعي من خلالها المعهد إلى إجراء العديد من الدراسات الاستشارية المتعمقة، في مجال صناعة الضيافة عامةً، وتطوير خدمة ضيوف الرحمن خاصةً. من جانبه، ثمن مدير جامعة أم القرى -في كلمة ألقاها في حفل الافتتاح- رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ضيوف الرحمن وتسهيل أداء نسكهم وشعائرهم، منوهًا بما تبذله المملكة من جهود مستمرة لتطوير منظومة الحج والعمرة والرقي بها في كل عام. وأضاف أن هذا الملتقى دلالة واضحة على أن هذه الجهود المباركة وهذه الدراسات المستفيضة وأوراق العمل التي سيطرحها الملتقى هذا العام، وما سبقه في كافة الجوانب المتعلقة بالحاج والمعتمر والزائر؛ ستسهم إسهامًا مباشرًا في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 بزيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال المزيد من ضيوف الرحمن. وأشار إلى أن معهد خادم الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة بجامعة أم القرى، يضمُ نخبة من العلماء والباحثين، وخلال مسيرته الطويلة أسهم في العديد من الخدمات الاستشارية والبحثية، في مجال الحج والعمرة والزيارة، موضحًا أن المعهد وقع العام الماضي شراكات استراتيجية مع مكتب تحقيق الرؤية بوزارة الحج والعمرة، ووزارة السياحة والآثار، وغيرهما من الجهات ذات العلاقة؛ لتطوير مبادراتٍ نوعية، ولتحقيق رؤية برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وبرنامج المملكة وجهة المسلمين ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030. ورفع معاليه شكره لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على عنايتهما ورعايتهما واهتمامهما بخدمة وراحة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار، ودعمهما الوافر الذي تحظى به جامعة أم القرى ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة. كما شكر مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، على افتتاحه الملتقى نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، ودعمه ومتابعته كل ما ييسر على الحجاج والمعتمرين أداء مناسكهم في راحة وأمان، مقدمًا شكره لوزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، على دعمه ومؤازرته مسيرة التعليم والبحث العلمي بجامعة أم القرى، إضافة إلى القائمين على المعهد واللجنة المنظمة للملتقى. وفي ختام الحفل، تسلم أمير مكة هدية تذكارية بهذه المناسبة، ثم انطلقت فعاليات الملتقى من خلال جلساته العلمية. حضر الحفلَ أمينُ العاصمة المقدسة المهندس محمد بن عبدالله القويحص، وعدد من الباحثين المشاركين في الملتقى، ومن المسؤولين في الجهات والقطاعات المعنية بشؤون الحج والعمرة.
مشاركة :