يقول المثل (حدّث العاقل بما لا يُعقل فإن صدّق فلا عقل له)، ها هم الذين تسببوا في (الانقسام الشعبي) في أزمة 2011، وعملوا وإلى الآن، على (تغذية الطائفية) بكل شعارات الكراهية وتسميم النفوس بالثارات والانتقام التاريخي! ومن غذّوا فكر الإرهاب وقاموا بالدفاع عنه ودعمه! ومن سهّلوا لإيران أن يكونوا (مطية لها) لتحقيق أهدافها التوسعية وأطماعها عبر الاستغلال المذهبي! ها هم ببعض منهم يعيدون على الاسماع اسطوانتهم المشروخة من كثرة الاستعمال وهي اسطوانة أن (الإرهابيين يحتاجون إلى المحبة والتسامح) لكي يخرجوا من استحقاق العقاب بالسجن أو الإعدام لمن قتل، حتى يعاودوا بعد ذلك إرهابهم فيجدوا أحضان المحبة مجددا في انتظارهم كما يريدون وهكذا دواليك! هذا هو مفهومهم للمحبة في الوطن! { يتجاهل هؤلاء باستغباء طريف أن المحبة قانونها سلوك المحبة ولا يطلبها من الآخرين إلا من يمارسها تجاههم! وأن ممارسة الكراهية والانتقام باسم التاريخ، حتما ينتجان كراهية في المجتمع ولا ينتجان محبة! وأن الإرهاب وقتل الأبرياء وبشريعة الله ينتجان العقاب الإلهي والقانوني والقصاص! فكيف يرفع شعار المحبة من يشجع على الكراهية والانتقام والثأر التاريخي؟! وكيف يرفع شعار التسامح من يدفع بأبنائه إلى قتل الأبرياء من حماة الوطن؟! وكيف ينادي بالعدل من يعمل على تجاوز القانون الإلهي والوضعي؟! وكيف ينادي بازدهار الوطن من يحرّض على تخريبه والحرق فيه؟! وهو التحريض الذي يخفت وقت الضعف ويعود ما إن يستشعر صاحبه بالقوة! { بالمقابل هنا البحرين وهنا شعب وقيادة ودولة نكافح معا ضد الطائفية التي زرعها هؤلاء في بلد كان مضرب الأمثال في الأمن والتعايش والسلم الأهلي قبل مجيء (الملالي) مثلما تكافح الدولة بقيادتها وشعبها ضد الإرهاب الذي تم تصديره إلى الوطن، وتكافح ضد أطماع إيرانية معلنة وضد أي أطماع خارجية أيا كان مصدرها، وبالتالي هي تكافح ضد كل الماكينة الإعلامية والسياسية والمخططات الداخلية والخارجية، التي لا تزال إلى جانب الإرهاب تبث السموم والتشويه في الداخل والخارج، وتدرك القيادة والشعب حجم ونوع تلك الماكينة التي تم توظيفها ضد البحرين وشعبها (بتوظيف المذهبية والطائفية لتحقيق الأطماع) ولكنها الدولة والقيادة والشعب التي صمدت وأفشلت أكبر وأخطر المخططات التي استهدفتها ولا تزال وأصرت على انتمائها القومي وهويتها الدينية الجامعة وعلى الوطنية والمواطنية الصالحة، ونبذت أبواق الفتنة والاصطفاف وحدها التي تحركها إيران! أو التطرف الفكري الذي يحركه تنظيم الإخوان! واختطت طريقا واضحا ضد كل ذلك بالكفاح الأمني والسياسي والفكري والديني لإعادة اللحمة الوطنية التي لا يزال يمزقها المنافقون والكاذبون ورافعو شعارات الحق التي يراد بها باطل، وداعمو الإرهاب وإن بمواربة بعد إثبات الدولة قوتها! وإثبات الشعب وعيه وموقفه الوطني فتكسرت على قلاع الوطن جباه ورؤوس كل هؤلاء! { هنا البحرين، الذي هو بلد المحبة من دون نفاق وإدعاء ورياء ومتاجرة! والمحبة تنبذ الكارهين والحاقدين ومن لم يثبتوا الولاء لها، مثلما تنبذ المتربصين ومنفذي المشاريع الخارجية وبائعي الوطن وخائنيه أيا كان التبرير لذلك البيع وتلك الخيانة! (فالسلوك هو سيد الموقف وليس زيف الشعار)! هنا البحرين وأهلها يدركون جيدا ما أحدثه الخونة في أوطانهم وفي بلدان أخرى وفيهم، ويدركون حجم ونوع التخطيط، وهم أبناء الوطن الحقيقيون الذين لا يساومون على وطنهم أو وطنيتهم أو أمنهم واستقرارهم مهما كانت التضحيات، وفي وقفة الفاتح توضيح إعلان عن هذا المعدن الشعبي النفيس! ولذلك من هو ليس من معدنه يلفظه ويحاصره كطبيعة كل الأشياء! مثلما يلفظ الزيف في التغني بحب الوطن فيما الكراهية عنوان السلوك! هنا البحرين وشعبها النفيس لا يزال يكافح ضد الطائفية والإرهاب والأطماع الإيرانية والمشاريع التخريبية، ومن يدعي حب الوطن ويرفع شعارات المحبة فلينضم إلى قافلة هذا الشعب المكافح، والتي قافلته هي قافلة واحدة لا تنقسم! وتبحر بسفينة واحدة، وتنبض بقلب واحد هو قلب الوطن، وتأخذ موقفا صريحا وصادقا منه، ومن هو خارج ذلك فهو النشاز وهو في خانة أعداء هذا الوطن، مهما تغنى شعرا بحبه وادعى الوطنية!
مشاركة :