شهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، الندوة الدولية السابعة لمركز الأمير عبدالمحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية في مقر المركز بالشارقة، والتي جاءت بعنوان "السلم المجتمعي وممكنات مواجهة التحديات الراهنة". وأشار حاكم الشارقة في مداخلة له خلال الندوة إلى أن القرآن الكريم دعا إلى المسؤولية المجتمعية المشتركة للرجال والنساء على حدٍ سواء، مقرونةً بالتعارف كمنهج محدد بالمبادئ، مستندا في ذلك على قوله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير". وكانت فعاليات الندوة قد بدأت بكلمة الأميرة الدكتورة سارة بنت عبدالمحسن بن جلوي آل سعود رئيس عام المركز حيث قالت: نعيش في أرض حاضر قلق متوتر، سريع التحول، كثير التغيرات، مُحاصر بالالتباس والتعقيد، والاختلاف والخلاف، وتنوع ملامح التفكير، بين التسالم والتصادم، تحكمنا فيه مجموعة من المصطلحات (الحرية، العدالة، الديموقراطية، الإصلاح، الحقوق، والوسطية)؛ والتي صاغتها تحولات المفهوم، وشكلتها تغلب المصالح، وحولتها من وسائل التقاء وتعاون، إلى شرارات للصراع الفكـــري، والنزاع المذهبي، والتــوتــر المجتمعي، بسوء فهم، أو إشكالية تطبيق. لتنعكس سلباً على مفهوماتنا الدينية، وموروثاتنا الثقافية، وهويتنا المجتمعية. وتساءلت عن "السلم المجتمعي" الذي نأمل فيه؟ وهل نملك وعياً أخلاقياً يحيل القيم إلى واقع عملي؟ وهل الفضاءات الرقمية والعوالم المفتوحة، تتحدى هذا السلم لتعيد صياغة المجتمع، وتشكل هويته وفق مقاصدها وغاياتها؟ ثم هل نملك استراتيجية حضارية مستقبلية، تعزز ضمانات السلم المجتمعي لتحقيق وحدته، وتنوعه الثقافي والاجتماعي؟ وهل التعدد والتنوع خيار أم ضرورة حتمية؟ بعد ذلك بدأت أولى جلسات الندوة التي ناقشت محور الصور الذهنية للسلم المجتمعي، وتجلياتها في الواقع. وناقش الباحثين المشاركين فيها المفاهيم والوعي ودوره في تشكيل السلم المجتمعي، والعوالم المفتوحة وتأثيرها في صياغة المجتمع ، إلى جانب ورقة ناقشت شبكات التواصل الاجتماعي وأثرها. أما الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان : ضمانات السلم المجتمعي بين الوحدة والتنوع، فقد قدم المشاركين فيها ورقتين تناولت الأولى التعددية والتنوع الاجتماعي والثقافي والإثني، وناقشت الثانية: وحدة المجتمع وتماسكه في ظل التوقعات المستقبلية.
مشاركة :