حث صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الرئيس الفخري للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية، حفظة كتاب الله من الخريجين بالوسطية والاعتدال والبعد عن التطرُّفِ والهوى، قائلا لهم: هنيئاً لكم ما أنعمَ الله بهِ عليكم من حفظِ كتابه كما أهنئ الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، داعيا رجال الأعمال والموسرين لتقديم الدَّعمِ المادي والمعنويِّ لهذهِ الجمعية المباركة حتى تمضي قُدُمًا في أداءِ واجبها لتحقيق الخيرية. جاء ذلك خلال رعايته مساء أمس، حفل تكريم وتخريج الدفعة 29 من حفظة كتاب الله والبالغ عددهم 269 حافظاً وذلك في قاعة الاحتفالات بفندق الشيراتون بالدمام. وبدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم لأحد حفظة كتاب الله. عقب ذلك دشن سمو أمير المنطقة الشرقية حملة علمني القرآن التي تهدف إلى رعاية 350 حلقة بقيمة تبلغ خمسة ملايين ريال.. بعدها بدأت مسيرة الحفظة أمام سموه. ثم ألقى رئيس مجلس ادارة الجمعية الشيخ عبدالرحمن آل رقيب كلمة بين فيها أن عدد المستفيدين من برامج الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المنطقة الشرقية بلغ 134 ألفا بما فيها القارئ الصغير وحلق التلقين ودورات التلاوة والتجويد والدورات الصباحية في مدارس التعليم العام وحلق أبناء الجاليات وحلق الإصلاحيات ودار الملاحظة ودورات مركز تدريب القطاعات العسكرية والدورات الصيفية المكثفة والأندية الموسمية ومقرأة الإنترنت، ويستفيد منها أكثر من ثمانين دولة في العالم وحلق المساجد وعددها ألف وثمانمائة وسبع حلقات، والمدارس النسائية وعددها مائتان وأربعة وخمسون مدرسة يدرس بها أكثر من واحد وثلاثين ألف دارسة، والجمعية واحدةٌ من عديدٍ من مثيلاتها من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم التي تنتشر في سائر أنحاء هذه البلاد المباركة، وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وعلى رأسها معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وفقه الله، وأن الجمعية تحتفي اليوم بالدفعة الـ 29 من حفظة كتاب الله عز وجل الذين يبلغ عددهم 488 من الحفظة والحافظات، حيث نحتفي اليوم بـ 269 حافظاً كما تم الاحتفاء بـ 219 حافظة وذلك برعايةٍ حرم سمو أمير المنطقة الشرقية. بعدها قدم القارئ العسكري عبدالعزيز بن مقبل الملحم من طلاب مدينة تدريب الأمن العام نموذج لتلاوة القرآن الكريم من دورات التلاوة والتجويد للقطاعات العسكرية. إثر ذلك دشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز مبادرة التحول الرقمي للجمعية. عقب ذلك ألقى فضيلة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المساعد لشؤون الدعوة المشرف العام على الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالوزارة الشيخ عبدالله بن صالح آل الشيخ كلمة أكد فيها اهتمام هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بالقرآن الكريم وأهله لعلمهم بأنه فخر الأمة وسبيل رشادها وعزها وشرفها وتمثل ذلك جلياً في إقامة العديد من المسابقات الدولية والمحلية وطباعة القرآن الكريم والاهتمام بنشره وترجمته لأكثر من 60 لغة حية، بالإضافة إلى إنشاء الجمعيات والمراكز والمعاهد والأكاديميات التي تهتم بحفظ القرآن الكريم. وبين أن الوزارة تعمل حالياً على مشروع توطين وتطوير معلمي ومعلمات تحفيظ القرآن الكريم والذي يهدف إلى تطوير وتوطين المعلمين السعوديين والمعلمات السعوديات في جميع المناطق خلال خمسة أعوام، مثنياً على الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بالمنطقة الشرقية وفضيلة رئيس مجلس إدارتها على ما يقدمونه حيث إنهم يمثلون نموذجا لما تقدمه هذه البلاد لخدمة كتاب الله وشكرهم على دعوتهم للمشاركة في هذا التكريم لحفظة كتاب الله. ثم استمع الحضور إلى نماذج من تلاوات طلاب مركز القارئ الصغير. عقب ذلك ألقى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة قال فيها:إن الله تعالى اختار نبيّه محمّدًا -صلّى الله وعليه وسلّم- ليكون خاتم الأنبياءِ وآخرَ المُرسلين، وأيّد الله تعالى رسوله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- كما أيّد رُسله السّابقين بالمعجزات، فكانت معجزته خالدة بخلود رسالته وهي القرآن الكريم، الذي جاء في بلاغته ومضمونه، معجزاً للنّاسِ جميعهمِ من عربٍ وعجم، وقد تعهّد الله -تعالى- كتابه العظيم بالحفظ والصّيانة عن أي تحريفٍ أو تبديلٍ، ونظراً لمكانةِ القرآنِ الكريمِ لدى المسلمينَ جميعاً ومنزلتهِ في قلوبهم وأثرِهِ في حياتهم بجوانبها المختلفة من عبادةٍ ومعاملاتٍ وأخلاقيّات، وكونه ِدستوراً ينظّم حياة المسلم، فقد اعتنى المسلمون أفراداً ودولا بالقرآن الكريم. وأضاف سموه: إن من نعمةِ اللهِ علينا في هذا البلد المبارك -المملكةُ العربيةُ السعودية- منذُ نشأَتها على يدِ المؤسس الملكُ عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وإلى يومنا هذا وهيَ بحمدِ اللهِ تُعنى بكتابِ اللهِ تعالى تعليمًا وتطبيقًا، واتخاذِهِ دُستوراً ومنهجاً لها في جميعِ شؤونها، ويظهرُ ذلك من خلالِ عنايتها بطباعة المصحفِ الشريفِ وتفسيره بعدَّةِ لغات وتوزيعه لينتفعَ بهِ المسلمونَ في أرجاء المعمورة، ودعمها المتواصلِ للجمعياتِ الخيريةِ لتحفيظِ القرآنِ الكريمِ مادِّياً ومعنوياً. وحث سموه الجميعَ على العنايةِ بالقرآن وتلاوته وتدبره، ودعاهم إلى تشجيعِ الأبناء والبنات على الالتحاق بحلق الجمعية َّومدارِسها، كما دعا رجالَ الأعمالِ والموسرِينَ لتقديم الدَّعمِ المادي والمعنويِّ لهذهِ الجمعية المباركة حتى تمضي قُدُمًا في أداءِ واجبها لتحقيق الخيرية التي وعد َبها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في قوله (خيرُكم من تعلم القرآنَ وعلمه). وخاطب سموه الحفظة قائلاً:إنَّ حافظ القرآنِ ليس كغيره من الناس، فقد جمع الله له القرآن في صدره، لذا فإن الواجب عليكم عظيمٌ تجاهَ دينكم ثمَّ وَطنكم، فحافظ القرآنِ لا بدَّ أن يكونَ قدوةً في أفعاله وأقواله ومواطنته، وأن يتخلقَ بأخلاقِ القرآنِ، وبسيرةِ نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى يكونَ من بناةِ هذا الوطن، وأُوصيكم أبنائي بالوسطية والاعتدال والبعد عن التطرُّفِ والهوى، وهنيئاً لكم ما أنعمَ الله بهِ عليكم من حفظِ كتابه كما أهنئ الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات. وشكر سمو أمير المنطقة الشرقية في ختام كلمته القائمينَ على هذه الجمعيةِ المباركةِ وعلى رأسهم رئيس الجمعية الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل رقيب وأعضاء مجلس الإدارة وجميع العاملين بها، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وعلى رأسها وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، سائلاً المولى القدير أن يُديم على هذه البلاد الأمن والأمان في ظلِّ قيادةِ خادمِ الحرمينِ الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ووليِّ عهدِهِ الأمين، وأنْ يديم على بلادنا نعمة الأمن والإيمان وأن يرد عن هذا الوطنِ كيدَ الكائدينَ، وعبث العابثين. وفي ختام الحفل كرم أمير المنطقة الشرقية العشرة الأوائل من حفظة كتاب الله على مستوى الجمعية والمشاركين في المسابقات القرآنية والداعمين، كما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة، بعدها التقطت الصور التذكارية لسموه مع حفظة كتاب الله.
مشاركة :