مع إنشاء مسلخ الأهالي بالكعكية استبشر المواطنون به خيرا، بعد أن ظلوا سنوات يعانون من الذبح العشوائي بالشوارع والطرقات والأحوشة، واعتبر المسلخ في بداية نشأته نموذجا فريدا من حيث الإعداد والتجهيز، إذ جاء وفقا لأفضل المعايير وبشكل يضمن الذبح الصحي الآمن.غير أن استمرارية النموذج في الإبداع لم تدم طويلا، فقد تغير الحال وأصبحت المحافظة على مستوى النظافة العالي من الأمور الصعب تحقيقها، ولا نعرف حتى الساعة لماذا تغيرت المعايير الصحية وأخذت تغيب عن المسلخ؟ فالنظافة دون المستوى المطلوب، والأمانة وضعت فريق عمل داخل المسلخ يمثل إدارة المسالخ، لا نعرف ما هو دوره الحقيقي، أهو متمثل في تلقي شكاوى المواطنين؟ أم متابعة مستوى النظافة داخل المسلخ؟ أم هو منع الجزارين غير المرخصين من دخول المذبح؟وفي جميع الأحوال فإن الواقع المشاهد داخل مسلخ الأهالي بالكعكية يؤكد وجود العديد من المخالفات التي إن وجدت بمطعم أو مقهى أو حتى كافيتريا، فإنه سرعان ما يتم إغلاقها ويعاقب صاحبها بغرامة مالية عالية.ولا نعرف متى نرى معالي أمين العاصمة المقدسة المهندس محمد القويحص في جولة مفاجئة على المسلخ، ليرى بعينيه ما لا يمكن تدوينه على الورق، خاصة أن معاليه قد قام بعدة جولات ميدانية مفاجئة على العديد من القطاعات والمنشآت التابعة للأمانة، ومنها حلقة الخضار والفواكه القريبة من المسلخ.وبين الأمانة والمجلس البلدي يأتي سؤال آخر عن دور لجنة الصحة والبيئة بالمجلس التي نقلت بصدق صوت المواطن وأوضحت جزءا من الأضرار والمعاناة، وقدمت أعمالا تشكر عليها، لكنها توقفت أمام مسلخ الأهالي بالكعكية ولم تسع لمعالجة سلبياته.وإن وجد المجلس البلدي صلاحية المسلخ وعدم وجود أي مخالفات به، فعلينا احترام رأي المجلس وأعضائه، لكن لا يعني هذا التزام الصمت أمام المخالفات الصحية الواضحة، وأولاها غياب الجزارين النظاميين، وإلزام صاحب الذبيحة بدفع مبلغ 21 ريالا للمسلخ، إضافة لأجرة الجزار، وهو ما يعني أن قيمة الذبح تصل إلى نحو 40 ـ 50 ريالا!وإن كان ثمة من يدعو لبقاء الوضع على ما هو عليه، وتأجيل أي تعديل أو إزالة إلى ما بعد شهر رمضان المبارك فهذا يعني أن المخالفات ستستمر والضرر سيتواصل على المواطن وأفراد أسرته، لأنه سيأتي من يطالب بالتأجيل إلى ما بعد موسم الحج، وهكذا لتمضي الأيام والشهور ويبقى الضرر.أما من يرى أن المسلخ ملتزم بالاشتراطات والمعايير الصحية والنظامية، فليته يتفضل بزيارة للمسلخ ويرى مستوى النظافة، ثم يسأل عن سبب انبعاث الروائح الكريهة من داخله؟وإن كان من حق الأمانة معاقبة مواطنين لقيامهم بالذبح في منازلهم والأحوشة، فإن حق المواطنين مطالبتها بتوفير المسلخ الجيد الخالي من أي أضرار صحية علينا وعلى أسرنا، وأن يكون مسلخ الأهالي مسلخا نموذجيا كما كان في بداياته الأولى، وأكثر نظافة والتزاما بالاشتراطات الصحية.ahmad.s.a@hotmail.com
مشاركة :