تنطلق في 8 يوليو المقبل الدورة الثانية والستون لـ «مهرجانات بعلبك الدولية» وتتضمن برنامجاً حافلاً بأمسيات موسيقية يحييها كبار الفنانين من لبنان ومصر والعالم، تجمع بين سحر الشرق وتقنية الغرب، من بينها: بعلبك تتذكر أم كلثوم، ومسرحية كوميدية استعراضية لجورج خبار، وإحياء الذكرى 150 على رحيل الموسيقي الإيطالي جواكينو روسيني. تُفتتح «مهرجانات بعلبك الدولية» في 8 يوليو بحفلة موسيقية - سينمائية لخالد مزنر، في معبد باخوس، تتخللها مقتطفات من فيلم «كفرناحوم» الجديد للمخرجة نادين لبكي الذي اختير للمنافسة الرسمية في «مهرجان كان» السينمائي 2018، في حضور المخرجة والممثلين الرئيسين، إضافة إلى أوركسترا تضمّ عازفين منفردين يقدمون مؤلفات خالد مزنر الموسيقية الذي سيرافق المجموعة على البيانو. أما أمسية الجمعة 20 يوليو فستكون على أدراج معبد باخوس تحت عنوان «بعلبك تتذكر أم كلثوم»، وذلك تكريماً لذكرى أم كلثوم التي قدمت حفلات ثلاثاً في بعلبك (1966 و1968 و1970). الاحتفال ثمرة تعاون مصري - لبناني مع المؤلف الموسيقي وقائد الأوركسترا المصرية المايسترو هشام جبر، وستؤدي خلاله مي فاروق ومروة ناجي إلى جانب الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية باقة من أجمل ما غنت أم كلثوم. موسيقى وكوميديا مسرحية في ذكرى مرور 150 سنة على رحيل المؤلف الموسيقي الإيطالي جواكينو روسيني، تقدم لجنة مهرجانات بعلبك عمله الموسيقي الديني «ستابات ماتر» (الجمعة 27 يوليو 2018 في معبد باخوس) يليه الجزء الأخير لموسيقى قداس الموتى بعنوان Libera Me لفردي والذي ألفه من أجل روسيني. يحيي الاحتفال أربعة مغنين منفردين هم: السوبرانو جويس خوري، ودانييلا بارسيلونا، وباولو فانالي، وكريزستوف باتشيك. وسيتولى الأب توفيق معتوق قيادة أوركسترا الحجرة للإذاعة الرومانية في بوخارست إضافة إلى كورس الجامعة الأنطونية وجامعة سيدة اللويزة. هذا الاحتفال ثمرة تعاون مع المعهد الثقافي الإيطالي وسفارة إيطاليا في لبنان. أمسية السبت 4 أغسطس، مخصصة للفنان اللبناني الفرنسي ماثيو شديد، سيقدم خلالها حفلة على أدراج معبد باخوس، تحية لذكرى جدته الكاتبة اللبنانية باللغة الفرنسية أندريه شديد، يتخللها عزف أشهر مقاطعه الموسيقية بمشاركة إبراهيم معلوف، عازف آلة البوق وغيره من ضيوف الشرف. ماثيو شديد معروف باسم «إم» وحائز أكبر حصة من جوائز Victoires de la Musique الفرنسية مع 13 جائزة في رصيده، وهو ابن الموسيقي لويس شديد. للمرة الأولى، تستضيف «مهرجانات بعلبك الدولية» ضمن برنامجها الرسمي كوميديا مسرحية موسيقية هي «إلا إذا» للكاتب والمخرج والممثل جورج خباز (10 أغسطس)، ويشارك فيها أكثر من 70 ممثلاً وعازفاً وراقصاً. تنتمي المسرحية إلى الكوميديا السوداء وتحكي قصة مبنى آيل للسقوط لم يستطع سكانه المتنوعون طائفياً أن يكوّنوا لجنة جدية لإنقاذه رغم أنه يؤويهم جميعاً. ترافق المسرحية أوركسترا مباشرة وفرقة راقصة تراثية تضفي عليها روحاً بعلبكية تجاري سحر قلعة بعلبك وتتناغم مع عظمة تاريخها الأثري والثقافي والوطني. تراث وروك «من تراثنا إلى الجاز» (الجمعة 17 أغسطس)، احتفال موسيقي يجمع بين الطرب والجاز مع عازف البيانو والمؤلف الموسيقي إيلي معلوف صاحب خبرة واسعة في الملتقى بين الشرق والغرب وإحدى سيدات الغناء العربي جاهدة وهبه. يتضمن مجموعة من مؤلفات إيلي معلوف مع فرقته الموسيقية القادمة من باريس مكان إقامته، وأغاني لجاهدة وهبه من المكتبة الموسيقية العربية تم اختيارها وترتيبها بعناية، بالإضافة إلى «افتتاحية لبعلبك» تم تأليفها خصيصاً لهذه المناسبة. تختتم مهرجانات بعلبك الدولية مساء السبت 18 أغسطس مع حفلة يحييها بن هاربر وفرقة The Innocent Criminals على أدراج معبد باخوس يقدم خلالها أشهر أغانيه بأداء مطبوع بأحاسيس صادقة. هو كاتب ومؤلف موسيقي ومغنٍ ملتزم وناشط في مجال حقوق الإنسان، متذوق لأنواع الموسيقى كافة ويبرع في عزفها من البلوز إلى الموسيقى الدينية المسيحية والفانك والريغي والسول والروك، ويعتبر أحد عمالقة الفن على الساحة الموسيقية العالمية. وجه حضاري كانت «لجنة مهرجانات بعلبك الدولية» برئاسة نايلة دو فريج أطلقت برنامجها للعام 2018 في مؤتمر صحافي في حضور وزيري السياحة أواديس كيدانيان والثقافة غطاس الخوري ممثلاً بمستشارته للشؤون الثقافية ألين طحيني قساطلي، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية اليزابيث ريتشارد ممثلة بكريستينا سميث، وسفير إيطاليا ماسيمو ماروتي، ورئيسة «مؤسسة الوليد بن طلال للإنسانية» الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، والملحقين الثقافيين الإيطالي والمصري، ورئيس بلدية بعلبك حسن اللقيس، وفنانين مشاركين في المهرجان وإعلاميين. اعتبر وزير السياحة أواديس كيدانيان أن «لمهرجانات بعلبك رونقاً مختلفاً لما للمكان من رهبة». وقال: «وهبنا الله هذا المكان في وطننا الصغير ومن خلاله استطعنا الوصول إلى العالم»، مؤكداً دعمه مهرجانات بعلبك على رغم خفض موازنة الوزارة «لما لها من مكانة خاصة لدي». بدورها، أوضحت الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة أن مؤسسة الوليد بن طلال تشارك، للسنة 13 على التوالي، في إطلاق مهرجانات بعلبك الدولية «إيمانا منا بأن العمل الثقافي والتراثي لا بد من أن يستمر وخصوصاً في المناطق النائية في ظل استمرار سياسة التهميش المناطقي». أما ممثلة وزير الثقافة ألين طحيني قساطلي فأكدت أن للمهرجانات مكانة خاصة لدى وزارة الثقافة، وأثبتت على مدار السنوات صمودها في وجه كل المصاعب الاقتصادية واللوجستية، وأن الوزارة تدعم المبادرات التي تبرز وجه لبنان الحضاري والثقافي. أخيراً أشار رئيس بلديّة بعلبك حسن اللقيس إلى أن مدينة بعلبك التراثية التاريخية تنظر بأمل الى مهرجانات بعلبك وتدعو الى استمرارها، كذلك استمرار المستوى الثقافي والفني الذي يتلاءم مع مستوى هياكل بعلبك وعظمتها، لافتاً إلى أن الدولة الإيطالية تنفذ مشروع تأهيل وصيانة الهياكل، خصوصاً هيكل جوبتير، «لولا هذا المشروع لكانت الأعمدة الستة معرضة للأذى».
مشاركة :