مع إطلالة شمس هذا اليوم، يصبح عمر أبي ثلاثة أعوام في مكان لا إزعاج فيه، ولا أدوية ولا مراجعات ولا تحاليل وتخطيط قلب. 1096 يوماً مرت وما زلنا نلملم بالهدب والدموع ذكريات هذا الرجل العملاق.. الحنون.. الطيب.. وكأن الآباء يغادرون ولا يرحلون. ما زالت غرفته على ترتيبها، إلا أن علب الأدوية اختفت إلى غير رجعة، وبقيت «العكاز» و«العقال» و«البدلة الأنيقة». أبي.. والله إن الفراق صعب، وعندما نستحضرك لا إرادياً تنهال الدموع.. فكل شيء يذكرنا بك ويكفينا فخراً أننا نحمل اسمك.. وبرضاك ندخل الجنة. كلما انزعجنا من أولادنا وطلباتهم «السخيفة» أدركنا أكثر كم أنت عظيم وصبور وجبار. لقد خانتك عضلة القلب بعد رحلة امتدت لثمانية عقود ممتلئة بالهجرة والتعب والكد من أجل أطفال أصبحوا اليوم آباء.. رحمك الله يا أبي.. وكل عام وأنت في الجنة. ملاحظة:الأب هو الرجل الذي يعطي بلا مقابل ولا ينتظر جزاء، هو الرجل الذي يتمنى لأولاده ما لا يتمناه لنفسه.الأب.. هو الضيف اللطيف الخفيف الذي نرجو ألا يغادرنا أبداً. عماد توفيق حمدان