مركز جابر الأحمد الثقافي يعود بالكويت إلى ريادة المشهد الثقافي وا...

  • 5/3/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

حاملًا شعار «من الكويت نبدأ»، انطلق الموسم الأول لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في سبتمبر الماضي، محلقًا نحو آفاق رحبة، فاتحاً أبوابه لمئات المبدعين المحليين والعالميين ليقدموا فنونهم للجمهور الكويتي، ومنقباً في الكنوز الفنية والأدبية الوطنية، لتحتل صدارة عروضه وفعالياته لهذا الموسم. «الراي» تلقي الضوء في هذه السطور على أبرز وأكبر هذه العروض والفعاليات، والتي تنوعت بين غناء وموسيقى واستعراضات شاملة وأخرى متنوعة ستبقى ذكرياتها متلألئة في القلوب والعقول بمنزلة عهد ووعد ببداية موسم جديد ورحلة مقبلة إلى مجرة فنية أكثر سخاء وتنوعاً وسحراً! إضافة إلى أنشطة أخرى تضمنها موسم حافل. مذكرات وذكرياتأبحرت سفينة الموسم الثقافي الأول من خلال أوبريت «مذكرات بحار» الذي كان اختيار إعادة إنتاجه بصورة معاصرة ضمت مشاهد تمثيلية إلى جوار الفقرات الغنائية، خير استهلال، كونه أول عمل يستلهم التراث المستمد من زمن نشأة المجتمع الكويتي الذي قام على الغوص واكتشاف اللؤلؤ والتجارة في البحر، ليغدو العرض بمثابة فقرة من تاريخ الوطن احتضنت أكثر من جيل من أبناء الكويت، وهو ما عكسته تعليقات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي ومقالات الكثير من الكتاب الكويتيين، في الصحافة الكويتية حيث دونوا، ما يمثله هذا الأوبريت في الذاكرة الوطنية للشعب الكويتي بأجياله المختلفة. تلك الأجيال المختلفة أُلقي الضوء عليها وعلى إبداعاتها خلال بقية الموسم عبر حفلات وفعاليات وأنشطة متنوعة أثبتت أن الكويت بلد غني بثروته البشرية في كل المجالات.جاء الإنتاج الضخم الثاني للمركز مستعرضاً بالغناء واللوحات الفنية أعمال الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر في عرض كرم صاحب الصوت الجريح. وقد حقق الحفل بلياليه الثلاث نجاحاً كبيراً زانه ظهور الفنان الكبير في ختام كل ليلة يحيي جمهوره وصناع العرض. الاحتفاء بالرموزتأكيداً لشعار الموسم الأول، سعى المركز لتكريم الرموز الوطنية من كل المجالات عبر فعالياته المتعددة. فمن خلال الحفلات الغنائية، احتفى المركز بصائغ أحلام وأحزان الوطن، الشاعر الراحل أحمد مشاري العدواني، في حفل قدم فيه عدد من المواهب الشابة الأغنيات التي كتبها العدواني. ومن أعمال الشاعر الكبير إلى أغنيات أخرى حملت الروح الكويتية وعبرت عن نبض الوطن وموسيقاه، خصص المركز حفلاً استعاد أعمال الفنان الراحل عوض دوخي، وحفلات أخرى كرمت غيره من الأصوات والملحنين الكويتيين مثل راشد الحملي وراشد الخضر، خصص لها المركز حفلات استعادت أغنياتهم وأعمالهم.لم تقتصر العروض التكريمية على الرموز الكويتية فقط، بل امتدت لتشمل أهم نجوم الطرب والغناء في المنطقة في احتفالية «أعمال أبو بكر سالم» التي قدمت لقطات تسجيلية للمطرب الكبير الذي رحل عن عالمنا في ديسمبر الماضي، واستمتع الجمهور من خلالها بباقة منتقاة من أعماله، أدتها أصوات تعاونت معه مثل الملحن والمطرب اليمني القدير أحمد فتحي، إضافة إلى أصوات غنائية شابة نشأت وتفتح وعيها على صوته وأغنياته.رحلة إلى الثمانيناتوجاء مسك ختام الإنتاج الخاص للمركز في نهاية أبريل بعرض موسيقي بصري مبهر بعنوان «أين تذهب هذا المساء؟ الثمانينات»، ولم يكن استعادة لماض قدر ما كان رحلة عبر الزمن وعرض لحقبة أخرى من أهم الحقب في تاريخ الكويت الفني، مرحلة الثمانينات التي كان فيها تلفزيون الكويت البطل الأول بمسلسلاته وبرامجه المتنوعة. أشعل العرض حنين الجمهور مستعيداً ذكريات فترة شكلت وعي الكثيرين وسمعت عنها الأجيال الجديدة وعاشتها مع إبداعات فرقة مركز جابر الموسيقية. فقد نجحت الفرقة الموسيقية بقيادة المبدع د. محمد باقر والكورال المتميز في استعادة ذلك الزمن عبر أغنيات وموسيقات لم تكن متصدرة المشهد الفني آنذاك، لكنها اختبأت في اللاوعي حتى أعادها العرض للصدارة إلى جوار تقديم فقرات من البرامج والمسسلسلات على شاشات ضخمة احتلت خلفية المسرح، فشعر الجمهور وكأنه يشاهد برامج التلفزيون الكويتي بكامل فقراته في أحد أيام الثمانينات. وقد حقق العرض نجاحاً باهراً دفع إدارة المركز إلى تمديده يوماً إضافياً، نفدت تذاكره بعد ساعات قليلة من الإعلان عنها.الأوركسترا الكلاسيكيةوفي حضرة الموسيقى الكلاسيكية العالمية، استضاف المركز اثنين من أكبر وأعرق الفرق الأوركسترالية الأوروبية مع أكثر من 90 عازفاً، أوركسترا لندن السيمفوني الذي أمتع الجمهور بأعظم المقطوعات الموسيقية في نهاية نوفمبر، وأوركسترا بوخارست الفيلهارموني الذي قدم تجربة فريدة للجمهور الكويتي في نهاية مارس. فقد تضمنت حفلات أوركسترا بوخارست الثلاث مشاركة غنائية من سوبرانو الكويت أماني الحجي و6 مقطوعات موسيقية لمؤلفين كويتيين تم تأليفها وصياغتها لتناسب التوزيع الأوكسترالي، عزفتها الأوركسترا فكانت من أجمل التجارب التي أشاد بها الحضور.نجوم من العالموطوال ثمانية أشهر منذ سبتمبر 2017 وحتى نهاية أبريل الماضي، تنوعت العروض والفعاليات بحيث جمعت بين الإنتاج الخاص للمركز والحفلات الفنية المتنوعة واستضافة نجوم وفرق عالمية من كل مكان تقدم فنونها وعروضها المختلفة. حيث كان للحضور العربي الموسيقي مساحة ممتدة خلال الموسم شملت حفلات لأكبر الموسيقيين والفنانين العرب، منهم على سبيل المثال لا الحصر الموسيقار المصري عمر خيرت والفنان العراقي إلهام المدفعي. أما من نجوم العالم، فلا يمكن أن نغفل ذكر المطرب العالمي ستينغ، الذي زارالكويت لأول مرة، أو عازف الكمان الإيراني والملحن الإيراني بيجان مرتضوي الذي أحيا أولى حفلاته بالمنطقة.كلثوميات: مبادرة غير مسبوقةاختار مركز جابر تكريم كوكب الشرق، السيدة أم كلثوم، في بادرة غير مسبوقة في الوطن العربي، عبر إحياء تقليد حفلها في الخميس الأول في فعالية أطلق عليها «كلثوميات». وخلال ست حفلات تم اختيار 30 أغنية من أجمل أغنياتها وتمثل مراحلها الفنية المختلفة أدتها 6 مطربات من أفضل الأصوات العربية، وخصوصاً من دار الأوبرا المصرية، وهن مي فاروق، ريهام عبدالحكيم، غادة رجب، رحاب مطاوع، إيمان عبدالغني بالإضافة إلى المطربة المغربية فدوى المالكي التي أحيث آخر حفلات هذا الموسم.وللعائلة نصيب!واستكمالًا لدوره المتكامل الذي يسعى إليه المركز بتقديم العروض التي ترضي كافة الأذواق، وتجذب جميع أفراد الأسرة ليصبح مقصد كل أفراد العائلة، تمت استضافة عرض خيال الظل العالمي «كاتابولت» حيث قدم بأسعار رمزية بوصفه عرضاً عائلياً ضمن أنشطة إجازة الربيع.أكثر من مئة فعالية قدمت على مدى ثمانية أشهر، وضعت مركز جابر في مكانة متميزة بين المراكز الثقافية والفنية الأخرى في الساحة الكويتية، حيث ينتظر الجمهور المتعطش لهذه النوعية من الفعاليات موسماً مقبلاً حافلاً بعروض وأنشطة أكثر تميزاً وإبهاراً.مؤتمرات وملتقياتوخلال الموسم الأول لم يزدحم مركز جابر بجمهور الحفلات والفعاليات المختلفة فقط، بل كان قبلة العديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية والمجتمعية التي أقامت ملتقياتها ومؤتمراتها في مبنى المؤتمرات، الجوهرة الرابعة التي تزين هذا الصرح العملاق. فقد شهدت قاعات مبنى المؤتمرات ومسارحه المختلفة عشرات الفعاليات والمؤتمرات بداية من مؤتمر الكويت الثالث للنفط الخام والغاز الطبيعي في منتصف أكتوبر، مرورا بالعديد من المنتديات والفعاليات الخاصة بالجمعيات الحكومية وصولا إلى «ملتقى الكويت الأول للاستثمار»، والمؤتمر السنوي الثالث لهيئة أسواق المال، في مارس الماضي. ويستمر المركز في توفير المنصات لتلك الفعاليات المتعددة خلال الفترة المقبلة محافظًا على المكانة التي حققها مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في زمن قصير كمركز شامل متكامل، وتأكيداً على دوره التنويري الإشعاعي. «حديث الإثنين»احتلت الفعاليات الثقافية جانباً مهماً من أنشطة المركز، خصوصاً فعالية «حديث الإثنين» بضيوفها من النجوم المضيئة في سماء الفنون والآداب بالكويت، وكان من أهم ضيوف حديث الاثنين في الموسم الثقافي الأول لمركز الشيخ جابر، الغائب الحاضر، أيقونة الضحك والكوميديا، الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا الذي أقيمت أمسية لتكريمه ونجوم مسرحيته الشهيرة «فرسان المناخ»، تحدث فيها أبطالها داوود حسين واستقلال أحمد فيها عن تاريخه وفنه ونوادره التي لا تنتهي. كما حل الروائي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل أبو الرواية الكويتية ضيفاً في أمسية أخرى تحدث فيها عن مشواره الإبداعي الممتد لأكثر من نصف قرن. ولم تقتصر الفعالية على استضافة كبار الفنانين والأدباء، بل أفسحت مجالاً للشباب بحضور الروائي الكويتي الشاب سعود السنعوسي الحائز على جائزة البوكر العربية، وأيضاً السعودي محمد حسن علوان الفائز بالجائزة ذاتها في دورة أخرى، كما استضافت الفعالية الروائي والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصرالله، الذي حصل أخيراً على جائزة البوكر 2018، في أولى أمسيات المركز الشعرية، قدم فيها نصرالله مجموعة منتقاة من أجمل أشعاره. ومن الفن والأدب إلى الموسيقى التي كانت ضيفة بعض أمسيات «حديث الإثنين»، حيث قدمت مجموعة «أكسفورد مقام» محاضرة عن تاريخ الموسيقى العربية في القرن الثامن عشر من خلال النوت الموسيقية التي كتبها العالم الفرنسي فيوتو ضمن مجلدات كتاب «وصف مصر»، وتضمنت المحاضرة عرضاً موسيقياً حياً لبعض هذه النوتات والأغنيات التي كان يسمعها المصريون قبل زمن عبده الحامولي. وفي آخر فعاليات «حديث الإثنين»، تمت استضافة الموسيقيين الكويتيين ممن شاركوا بمؤلفاتهم في حفلات أوركسترا بوخارست الفيلهارموني، وانقسمت الأمسية بين تقديم معزوفاتهم مع الأوركسترا إضافة إلى الحديث عن خبرتهم في هذه التجربة الفريدة.

مشاركة :