بلغ ريال مدريد المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة توالياً والسادسة عشرة في تاريخه بتعادله مع بايرن ميونيخ الألماني 2-2 في إياب نصف النهائي على ملعب سانتياجو برنابيو وذلك بعد أن تقدم ذهابا 2-1 في ميونيخ.سجل للريال، الفرنسي كريم بنزيمة (11 و46)، ولبايرن جوشوا كيميش (3) والكولومبي خاميس رودريجيز (63).ويسعى ريال مدريد إلى أن يصبح أول فريق يحرز ثلاثة ألقاب تواليا في هذه البطولة القارية الأهم على صعيد الأندية منذ اعتماد النظام الجديد موسم 1992-93، ليجدد إنجازه في مستهل البطولة عندما توج بالألقاب الخمسة الأولى تواليا في خمسينات القرن الماضي، قبل ان يحذو حذوه أياكس أمستردام الهولندي وبايرن ميونيخ في السبعينات بإحرازهما ثلاثة ألقاب تواليا. ولم يكن طريق الفريق الملكي سهلا نحو النهائي، بعدما عانى أمام بايرن ميونيخ الذي كان صاحب العدد الأكبر من الفرص في مجموع المباراتين، لكن بعض الأمور الصغيرة حسمت الأمور لصالح ريال مدريد.وأثبت ريال مدريد ان دوري الأبطال هو بطولته المفضلة، وهي تبتسم له وحتى لو لم يكن في أفضل أحواله، والدليل ما حصل في لقاء «البرنابيو» عندما تسبب أولريخ حارس مرمى بايرن ميونيخ في الهدف الثاني بطريقة غريبة وبخطأ لايرتكبه حارس مبتدئ، كما ان الحكم تغاضى عن احتساب ركلة جزاء واضحة لصالح بايرن ميونيخ بعد لمسة يد على مارسيلو. وهذا لا يعني ان ريال مدريد لا يستحق الوصول للنهائي، ونيل الكأس الثالثة عشرة في تاريخه، بل هو استحق ذلك بعدما تعين عليه اقصاء ثلاثة فرق من العيار الثقيل هي باريس سان جيرمان الفرنسي ثم يوفنتوس الإيطالي فبايرن ميونيخ.ويستطيع مدرب ريال مدريد الفرنسي زيد الدين زيدان في حال توج بلقبه الثالث معادلة الرقم القياسي لمدربين سبقاه إلى هذا الإنجاز هما بوب بايزلي مع ليفربول وكارلو أنشيلوتي مع ميلان مرتين وريال مدريد مرة واحدة.ويلعب ريال، صاحب الرقم القياسي في البطولة برصيد 12 لقبا، في النهائي المقرر في كييف في 26 مايو/ أيار مع المتأهل.وقال مدافع بايرن ميونيخ ماتس هوملز عقب المباراة «إنه أمر مؤلم جدا. حصلنا على فرص عدة هذا المساء في منطقة الخصم منها فرص حقيقية وكان بالإمكان استغلالها بطريقة افضل».وأضاف «يجب القول صراحة بأننا أهديناهم هدفا في الذهاب وآخر في الإياب».ودخل الفريق الإسباني المباراة وهو في حاجة إلى التعادل أو حتى الخسارة صفر-1، لكن الفريق البافاري فاجأه بهدف مبكر سجله ظهيره الأيمن كيميش لتتغير المعادلة.أشرك زيدان مواطنه كريم بنزيمة في خط الهجوم إلى جانب البرتغالي كريستيانو رونالدو وماركو اسينسيو، خلافا للمباراة الأولى حيث أبقاه على مقاعد البدلاء قبل ان يزج به في الشوط الثاني، كما بقي المهاجم الويلزي جاريث بايل خارج التشكيلة قبل ان ينزل أواخر الشوط الثاني.لكن المفاجأة كانت بعدم إشراكه لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو لتكون المرة الأولى التي لا يكون فيها اساسيا في الأدوار الإقصائية من البطولة هذا الموسم، مفضلا عليه الصربي ماتيو كوفاسيتش إلى جانب الكرواتي لوكا مودريتش والألماني طوني كروس.في المقابل، افتقد بايرن لاعبين اساسيين بسبب الإصابة كجيروم بواتنج والهولندي اريين روبن (كلاهما أصيب في مباراة الذهاب) والتشيلي ارتورو فيدال، ويستمر غياب الحارس مانويل نوير أيضا منذ أشهر.بدأت المباراة بايقاع سريع وافتتح بايرن التسجيل مبكرا اثر كرة من الفرنسي كورنتان توليسو من الجهة اليمنى فشل المدافع سيرخيو راموس في ابعادها فتهيأت أمام جوشوا كيميش الذي أكملها في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس في الدقيقة الثالثة.لكن ريال لم يتح الفرصة للفريق البافاري للتحكم في المباراة فادرك التعادل في الدقيقة الحادية عشرة اثر كرة من البرازيلي مارسيلو من الجهة اليسرى ارتقى لها بنزيمة ووضعها برأسه في شباك الحارس سفن أولريخ. وارتكب حارس بايرن خطأ فادحا في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني حين اعاد له الفرنسي كورنتان توليسو الكرة تحت ضغط لاعبي ريال فحاول ابعادها بقدمه لكن اخطأها ليخطفها بنزيمة ويضعها في المرمى الخالي. ضغط بايرن لانقاذ الموقف ونجح في ادراك التعادل في الدقيقة 63 عبر خاميس رودريجيز الذي سدد كرة مباغتة ارتمى نافاس عليها من دون ان يلتقطها لتتهيأ مجددا أمام الكولومبي الذي سدد الكرة بين ساقي الحارس الكوستاريكي. واقر الفرنسي زين الدين زيدان بالصعوبات التي واجهها فريقه ريال مدريد أمام بايرن ميونيخ في مباراتي ذهاب واياب نصف النهائي، معتبرا انه «لا يمكن ان نكون في النهائي دون معاناة وان الفوز هو الحمض النووي للريال». وقال في هذا الصدد «كانت المباراة مجنونة ومشاهدتها جميلة، كانت جيدة بالنسبة إلى الجمهور وكرة القدم، يجب أن نهنىء خصمنا الذي قدم مباراة كبيرة. واجهنا مشكلات في البداية، وكنا افضل في الشوط الثاني، لا يمكن ان نكون في النهائي دون معاناة. هذا افضل.. هذا أجمل.. عندما نعاني».وأضاف «نستقبل هدفا في البداية، ثم نبدأ بممارسة الضغط. هذه هي طريقة لعبنا، والفوز هو الحمض النووي للريال الذي لا يستسلم حتى آخر دقيقة، هكذا فعل ايضا لاعبو بايرن ميونيخ الذين قدموا مباراة كبيرة بدون شك».وعن احتمال احراز ريال مدريد اللقب للمرة الثالثة تواليا تحت إشرافه، قال «نحن الآن في النهائي، ولا نستطيع إلا ان نكون سعداء ونحن سعداء بالفعل، ليس طبيعيا ان نكون في النهائي للمرة الثالثة على التوالي، لكن بما أن الأمر كذلك فهذا أمر جيد، ونحب كرة القدم لهذا السبب».وتابع «لقد آمنا بما قمنا به، لقد آمنا بأننا نستطيع الدفاع عن اللقب وهذا ما سنقوم به أيضا. هذه مسألة هائلة».وقال قائد ريال مدريد سيرخيو راموس «عندما تلعب بروحك وقلبك وتقدم كل هذه التضحيات، هكذا تكون المكافأة.. بخوض النهائي مرة جديدة. يجب ان نؤمن بذلك دون الغوص كثيرا في التفاصيل». وقال مدرب بايرن المخضرم يوب هاينكس «إذا نظرنا إلى المباراتين، فإننا كنا الفريق الأفضل، لكن للأسف لم نتمكن من بلوغ النهائي وهذا يشكل خيبة أمل كبيرة».وتابع «مباراة هذه الأمسية كانت ترويجا رائعا لكرة القدم، كانت مباراة على مستوى عالمي. لم أر بايرن يلعب بهذا المستوى منذ سنوات، نجحنا في السيطرة لكن حارسهم كان رائعا للغاية».وعن الهدف الأول للريال، الذي جاء نتيجة كرة اعادها الفرنسي كورنتان توليسو إلى الحارس سفن أولريخ الذي فشل في السيطرة عليها فخطفها الفرنسي كريم بنزيمة وأدرك التعادل في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني، قال هاينكس «قدمنا مرة أخرى هدية إلى الخصم. (...) توليسو لعب مباراة جيدة جدا حتى هذه الكرة التي لم يكن يتعين عليه تمريرها». واحتفلت الصحف الإسبانية بتأهل الريال، وعنونت صحيفة «ماركا»: «ريال مدريد في نهائي كييف، هيا إلى الثالثة عشرة». وتابعت الصحيفة «الأبطال عانوا وقاوموا أمام البايرن المثير للإعجاب، سيلعبون النهائي الرابع في آخر خمس سنوات، ويأملون في تحقيق اللقب الثالث على التوالي»، وأكدت «يعيش ريال مدريد في عصره الذهبي الثاني، بعد عصر 1955-1959، وتأهل الليلة الماضية (الثلاثاء) إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي والرابع في خمس سنوات، هذا الفريق الحالي يبدو سعيدًا بالعيش مع المخاطر، والمعاناة وتحت الضغط». من جهتها، هاجمت الصحف الألمانية الحكم التركي، وكتبت صحيفة «فوسبال بيلد»: «مرارة نصف النهائي.. شاكير يتغاضى عن ضربة جزاء.. وخطأ أحمق من أولريخ.. بايرن كان قريبًا جدًا».بينما قالت شبكة تي زد «بخطأ فادح من أولريج.. انفجار حلم الثلاثية بموت بطولي لبايرن ميونيخ». فيما عنونت صحيفة كيكر «شاكير حرم بايرن من ركلة الجزاء، وأولريخ كافح بصعوبة». وأضافت «أولريتش تخبط في بداية الشوط الثاني، ولم يتمكن لاعبو بايرن من استغلال الفرص التي سنحت لهم حتى النهاية». نافاس: قاتلنا حتى النهاية اعتبر الحارس الدولي الكوستاريكي كيلور نافاس أن الفريق الملكي الذي يذود عن عرينه، أصبح على أبواب كتابة التاريخ.وقال نافاس بعد التأهل: «أنا سعيد جداً لأن المباراة كانت صعبة جداً أمام فريق كبير جداً، لقد عانينا كثيراً، لكن في النهاية حصلنا على مبتغانا. إننا بصدد كتابة التاريخ، ريال لم يستسلم وقاتل حتى النهاية. إننا مجدداً في النهائي، وسنستعد له بشكل جيد مع احترامنا بالتأكيد للخصم مع الرغبة في الفوز». فيدال: عمل إجرامي شن التشيلي أرتورو فيدال لاعب وسط بايرن ميونيخ والذي لم يلعب في المباراة بسبب الإصابة هجوما عنيفا على الحكم التركي كونيت شاكير، على خلفية عدم احتسابه ركلة جزاء واضحة بعد لمسة يد على البرازيلي مارسيلو مدافع ريال مدريد. ونشر فيدال مقطع فيديو عن اللقطة عبر حسابه الشخصي في«انستجرام» وعلق: «مرة أخرى عمل إجرامي». مارسيلو يعترف: الكرة لمست يدي اعترف النجم البرازيلي مارسيلو ظهير ريال مدريد بلمسه الكرة بيده أثناء مباراة الفريق أمام بايرن ميونيخ وقال: «كانت كرة يد، ضربت الكرة يدي وأعتقد أنها كانت تستحق من الحكم منح الخصم ركلة جزاء، لو قلت إن الكرة لم تلمس يدي لكنت كاذبا لكن هذا هو حال كرة القدم، لا أتكلم عن التحكيم لكن من الواضح أنهم يكونون إلى جانبك أحيانا وضدك أحيانا أخرى، علينا أن نلعب الكرة على أية حال». ولم يشارك المدافع الألماني جيروم بواتينج في المباراة لكنه لم يترك التعليق وقال عبر تغريدة: «ماذا، لا ركلة جزاء؟ غير معقول...» مع ايموجي من نار، الصحافة الإسبانية لم ترحم الريال وعنونت «الريال يسرق البايرن من جديد» و«ريال مدريد يواصل شرعيته اللا أخلاقية في أوروبا»، فيما اعترفت صحيفة «ماركا» المقربة من الريال بعنوان «البايرن استحق ركلتي جزاء».
مشاركة :