يعد عيسى جمعة من أبرز لاعبي النصر في السنوات القليلة التي سبقت الاحتراف، وهو أحد اللاعبين القليلين، الذين لعبوا لفترتين مختلفتين بين الهواية والاحتراف، وبعد اعتزاله في المرة الأولى في 2008 وشغله منصب إداري الفريق الأول لنادي النصر لمدة 6 أشهر، عاد من جديد إلى الملاعب ليكمل مسيرته بأندية عجمان والإمارات والعربي قبل الاعتزال نهائياً في 2012. استعرض عيسى جمعة تجربته في السطور التالية، التي أكد من خلالها عدم تكرار الجيل المميز الذي شهدته كرة القدم الإماراتية في التسعينيات بسبب ندرة المواهب وسياسات الأندية التي تدفع المهاجم المواطن إلى الانقراض لاعتمادها كلياً على اللاعبين الأجانب في مركز الهجوم. البداية بدأ عيسى جمعة مسيرته بمدرسة الكرة بنادي النصر في 1982 حتى 2005 وأنهاها بالنادي العربي في 2012، ولعب لجميع المنتخبات الوطنية ومن لاعبي جيله محمد عمر، منذر علي، محمد إبراهيم، محمد ربيع، كاظم علي، حسن سعيد، وليد عبيد، حسن سعيد، بخيت سعد، جمعة خاطر ونجوم آخرون عدة. لعب عيسى جمعة أول مباراة مع الفريق الأول للنصر في 1996 ضد الشعب، ومباراته الثانية ضد الشباب، وبالرغم من اللعب 11 عاماً بالفريق الأول إلا أنه لم ينل شرف التتويج بلقب الدوري مكتفياً بلقبين فقط هي كاأس السوبر وكأس الاتحاد (الخليج العربي حالياً)، ووصيف الدوري 3 مرات. جيل غير محظوظ صرح عيسى جمعة أنه لعب مع جيل مميز من اللاعبين لكنه غير محظوظ بما أنه لم يوفق في التتويج بلقب الدوري رغم حصوله بين 3 أو 4 مرات على المركز الثاني، وقال: هذا الأمر يحز في نفسي كثيراً، عندما تقضي 3 عقود في الملاعب وتخرج دون الحصول على لقب الدوري ولن تكون راضياً عن مسيرتك، كنا نقول مع بداية كل موسم إن هذا موسمنا ولكن تمر السنوات دون أن ننجح في تحقيقه والآن أكثر من 30 عاماً والنصر بعيد عن لقب الدوري رغم أن هناك جهوداً كبيرة تبذل على الصعيد الإداري والفني واختيار اللاعبين المواطنين والأجانب، هناك فرق كانت تحت النصر ومع ذلك نجحت في التقدم علينا والتتويج باللقب، لا أعرف ما هي مشكلتنا في النصر؟ وأتمنى أن تكون جدية أكبر لاستعادة أمجاد النصر في الدوري. لغز محيّر وصف عيسى جمعة أن ابتعاد النصر عن لقب الدوري طيلة هذه الفترة باللغز المحيّر وأن هذا السؤال يطرحه كل منتسب للعميد، وقال: لماذا ابتعد فريقنا طيلة هذه السنوات عن الدوري مع أنه يملك كل مقومات النجاح والإمكانيات المادية، إضافة إلى عامل الخبرة، البطولات ليست غريبة عن نادي النصر مهد الكرة في الإمارات، العمل الإداري والفني على مستوى كبير لكن لماذا لم نحصل على لقب الدوري؟ سؤال محير! النصر متعود على استقطاب أجانب ولاعبين مواطنين وأجهزة فنية جيدين ويملك إدارة محنكة، وأتمنى أن يطبق الفكر الجديد الموجود حالياً في نادي النصر بطريقة احترافية. وأضاف: إنه أمر مؤسف بالنسبة لي، كل موسم نقول الموسم المقبل، هناك عمل كبير وواضح ولا يمكن أن نستثني أحداً، الإدارة وكل الأجهزة المعاونة تقوم بجهود كثيرة لكن للأسف اللقب لم يتحقق. المغادرة اعترف عيسى جمعة أنه خرج حزيناً من النصر لعدم حصوله على فرصة للعب وأنه لم يكن يتوقع أن يغادر يوماً ما الفريق الذي ترعرع به، مشيراً إلى أن العميد مثل بقية الأندية كان يعتمد على اللاعب الأجنبي في مركز الهجوم وبذلك تقلصت فرصه في الظهور بالتشكيلة فقرر المغادرة. وضعية صعبة أكد عيسى جمعة أن اعتماد الأندية كلياً على المهاجمين الأجانب جعل المهاجمين المواطنين في وضعية صعبة حتى إن البعض قام بتغيير مركزه من أجل البحث عن فرصة للعب مثل محمد عمر لاعب النصر السابق، وقال: في حال استمر الحال على ما هو عليه سنصل إلى وضعية أكثر تعقيداً ولن نجد مهاجمين للمنتخب الوطني، كنت أقول دائماً إن المهاجمين ولاعبي الوسط الهجومي المواطنين مظلومون في الأندية لأنها تفكر في مصلحتها فقط، وحالياً لا يوجد في مركز رأس الهجوم إلا لاعبان فقط يمكن التعويل عليهما هما علي مبخوت وأحمد خليل، وإذا أصيبا فلن نجد من يعوضهما. واقترح عيسى جمعة تأسيس أكاديميات باتحاد الكرة خاصة بحراس المرمى والمهاجمين لتطوير قدراتهم الفنية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المهاجم المواطن أصبح عملة نادرة يحتاج إلى الاهتمام والرعاية، وقال: خلال فترة من الفترات التي كنت فيها أحد اللاعبين البارزين في نادي النصر لعبت للمنتخبات الوطنية في كل المراحل السنية لأنه لا يوجد منافسون أجانب لي لكن تتغير الأمور على مستوى الفريق الأول.وأضاف: يوجد نوعان من الإدارات، الأولى تفكر في مصلحة فريقها وتعتمد على العنصر الأجنبي في الهجوم والثانية تفكر في مصلحة النادي والمنتخب معاً. وأوضح عيسى جمعة أنه لم يحقق جميع طموحاته في كرة القدم ومنح نفسه 6 من 10، متمنياً أن يقتحم مجال التدريب ويحقق إنجازات عجز عن تحقيقها عندما كان لاعباً. احتساب كشف لاعب النصر السابق أنه كان يقوم باحتساب الأهداف التي يسجلها وتوثيقها وأنه احتسب 107 أهداف في رصيده عكس ما تثبته الأرقام الرسمية التي تشير إلى تسجيله 85 هدفاً فقط، موضحاً أنه يقوم بتوثيق أهدافه لأنه يرى أن تسجيل هدف واحد يحتاج إلى جهد إضافي وأن الهدف هو ثمرة لجهود اللاعب على أرضية الملعب.وعن ابتعاده عن مجال التدريب رغم حصوله على رخصة «سي» و«أي» و«بي»، أوضح عيسى جمعة أن التدريب أحد طموحاته المستقبلية بما أنه خاض تجربة سابقة مع النادي العربي وأنه بانتظار الفرصة الجيدة. تجربة إدارية صرح عيسى جمعة أنه خاض تجربة إدارية قصيرة عندما شغل منصب إداري فريق النصر في 2008 لم تستمر أكثر من 6 أشهر بسبب بعد خلاف مع أحد المسؤولين في الإدارة قبل أن يعود لخوض التجربة نفسها الموسم الماضي مع النادي العربي وقال: أرى أني قادر على خوض المجالين الإداري والفني لكنني أرى نفسي أقرب للتدريب. ذكرى مؤلمة تحدث لاعب النصر السابق عن أسوأ ذكرى في مشواره الكروي ووصفها بالذكرى المؤلمة التي نغّصت مسيرته مع العميد وأصبحت غصة في قلبه، قائلاً: في 2004 وخلال مباراة جمعتنا بالوصل على ملعب النصر حملت فيها شارة الكابتن ما لم يتقبله البعض، وعند الخروج قام عدد قليل من الأشخاص من جمهور النصر بحركة استفزازية ضدي، فقمت بالرد عليهم دون الخروج عن الروح الرياضية، لكن إدارة النصر اعتبرتها حركة استفزازية مني للجمهور وتم إيقافي لمدة أسبوعين. في المقابل، يرى عيسى جمعة أن تسجيله ثنائية في مرمى الشارقة في 1999 هبط على أثرها الملك إلى دوري الدرجة الثانية من أفضل الذكريات في مسيرته الكروية رغم أن الأمر كان من الصعب تقبله من جانب الجمهور الشرقاوي الذي ما زال يعتبره المسؤول الأول عن هبوط الفريق في تلك الفترة. الهواية والاحتراف وعن تجربته التي امتزجت بين الهواية والاحتراف، قال: في الفترة الأولى أحببنا كرة القدم ولعبناها دون مقابل لكن عندما جاء الاحتراف تغيرت الأمور 180 درجة، لقد عشت فترتين مختلفتين تماماً. عشق الزعيم كشف عيسى جمعة عن عشقه الكبير لنادي العين وأنه فريقه الثاني بعد النصر ووصفه براعي البطولات والإنجازات، وقال: اللاعب الذي تطأ قدماه قلعة الزعيم لا يفكر إلا في البطولات، الحديث عن هذا الفريق يحتاج إلى 50 صفحة، هو فاكهة الدوري وفي الموسم الذي يغيب فيه الزعيم عن المنافسة يكون بلا طعم.وأضاف: إدارة العين واعية وذكية وتعرف جيداً طريق البطولات وكيفية انتقاء اللاعبين المميزين وأتمنى أن تتعلم بقية الأندية منها، وهذا الأمر ليس عيباً، إذا كنا نتطلع للنجاح يتوجب أن نتطلع على تجارب من سبقنا له. عموري لاعب استثنائي وصف عيسى جمعة، لاعب العين عمر عبد الرحمن، باللاعب الاستثنائي، مشيراً إلى أنه ليس من السهل الحصول على جائزة أفضل لاعب في أغلب المباريات، حيث لعب أكثر من 10 تمريرات حاسمة في المباراة الواحدة، وقال: منذ فترة طويلة لم يأتِ لاعب مثل عمر عبد الرحمن، بلا شك هو لاعب استثنائي نجح في المنافسة على لقب أفضل لاعب في آسيا 3 سنوات متتالية، وهذا يكفي. دوري الـ40 أعاد الحياة لنجوم الزمن الجميل صرح عيسى جمعة أن دوري فوق الـ40 أعاد الحياة لنجوم الزمن الجميل، مشيراً إلى أن فترة اعتزال كرة القدم من أصعب المحطات التي يمر بها اللاعب في حياته وأن مثل هذه المبادرات تقلل من شعوره السلبي وتجعله قريباً من محيطه الرياضي. وتقدم عيسى جمعة بالشكر إلى مجلس الشارقة الرياضي وكافة الأندية التي تفاعلت مع المبادرة ودعمتها، وقال: يعتبر دوري فوق الـ40 مهرجاناً رياضياً يجمع اللاعبين القدامى، وهو حدث رياضي فريد من نوعه يعزز مفهوم ممارسة النشاط الرياضي والتقارب بين الأندية نفسها ويقوي العلاقة بين نجوم كرة الإمارات السابقين. النصر يفتقد مهاجماً قناصاً كشف عيسى جمعة أن فريقه السابق افتقد خلال الموسمين الماضيين للمهاجم القناص وأنه من الصعب على أي فريق اللعب طيلة هذه الفترة من دون رأس حربة، مشيراً إلى أن المباريات القليلة التي ظهر البرازيلي فاندرلي فيها كان شكل الفريق مختلفاً تماماً وقادراً على تجاوز أي منافس، لكن بإيقافه ثم إصابته عانى الفريق كثيراً من دونه. عودة في الوقت المناسب أكد عيسى جمعة أن عودة الصربي ايفان يوفانوفيتش لتدريب الفريق جاءت في الوقت المناسب بعد فترة صعبة بقيادة الإيطالي تشيزاري برانديللي، مشيراً إلى أن يوفانوفيتش أمامه الوقت الكافي لإعداد الفريق للموسم المقبل خاصة أنه يعرف إمكانيات اللاعبين وماذا يتوجب فعله حتى يجهز النصر للمنافسة على اللقـب. دبي- البيان الرياضي تجهيز 8 أشهر كافية لإعداد المنتخب صرّح عيسى جمعة بأن الأشهر الثمانية التي تفصلنا عن كأس أمم آسيا 2019 كافية لإعداد المنتخب بشرط استثمارها بالشكل الأمثل وتوفير الأجواء الصحية للاعبين، وقال: «في حال لم يتم إعداد خطة شاملة ببرامج متنوعة ومباريات ودية قوية لن نستفيد من الفترة المتبقية بشكل جيد، المنتخب يحتاج إلى جنود مقاتلين في كأس أمم آسيا والمهمة لن تكون سهلة للمراهنة على اللقب». وأوضح لاعب النصر السابق أن المدرب مهدي علي كفّى ووفّى على رأس المنتخب، وأنه قدم كل ما عنده ولم يعد قادراً على تقديم الإضافة، وتغييره كان قراراً صائباً من الاتحاد رغم تأخره، وقال: «فترة مهدي علي مع المنتخب فيها العديد من الإيجابيات لكنها لا تخلو أيضاً من السلبيات، وأعتقد أنه وصل إلى فترة لم يعد قادراً على تقديم الإضافة إلى اللاعبين». بروفايل الاسم: عيسى جمعة مواليد: 1974 بداية المسيرة الرياضية: 1982 أول مباراة مع النصر: 1996 آخر مباراة مع النصر: 2005 عدد المباريات مع المنتخب: 7 الأندية التي لعب لها: النصر، حتا، عجمان، الإمارات والعربي الاعتزال: 2012
مشاركة :