القدية واقع من خيال

  • 5/3/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في عام 1406هـ أجريت حواراً بالصوت والصورة مع والدي الشيخ / حمدان بن محيريق بن ناصر آل فهاد اليامي رحمه الله وسألته في فقرة من ذلك اللقاء كيف كانوا يسافرون في بداية العهد السعودي من الجنوب إلى الرياض ومكة قبل وجود السيارات والطائرات ووسائل النقل الحديثة وأخذ يشرح طريقة السفر على الأبل ويعدد الأماكن التي كانوا يمرون بها وإنهم كانوا يحسبون ألف حساب ( للقديّة ) الواقعة على طريقهم جنوب غرب الرياض لصعوبتها حيث إن الإبل كانت عندما تنزل وهي محملة مع ( القديّة ) تتقدم الحمول على متونها وتنفرص الكثير منها ويقومون بقدها بسكين مع خشومها ومن فوق الركب مع العروق التي توقف الدم بها وعندما يخرج الدم يكون لونه داكناً ثم تنطلق قوائم الذلول المنفرصة وتمشي وبعضها تتوقف عن المسير عدة أيام وقد سميت القدية نسبة لذلك . لقد ادركت حكومة خادم الحرمين الشريفين أن السياحة أصبحت صناعة بل أصبحت مورد هام يعتمد عليها العديد من الدول كمصدر أساسي لدخلها ونموها ورفاهية مواطنيها وبلادنا ولله الحمد تمتلك الكثير من المقومات السياحية والطبيعية التي قلما توجد في أي بلد والتي يمكن الإستفادة منها في تشجيع المواطنين على التواصل من خلال السياحة الداخلية بما يحقق أوقات مفيدة وعائد اقتصادي يدعم روافد الاقتصاد الوطني لهذه البلاد الكريمة بإذن الله ورغم اننا نعيش عصر العولمة والدعوة التي تعني وجود ثقافة واحدة واقتصاد واحد وتنمية واحدة وربما لغة واحدة فإن المملكة العربية السعودية جزءاً من هذا العالم وعلى هذا الاساس أدركت حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إنه لا بد لنا من مواكبة العالم المتقدم مع احتفاظنا بثوابتنا وقيمنا دون جفاء لعوامل التقدم التقني والمعلوماتي الذي أضحى ضرورة ملحّة لكل شعب من شعوب العالم ومن هذا المنطلق أعدّت رؤية المملكة ( 2030 ). وفي الوقت الذي أصبحنا نعيش فيه واقعاُ جديداً وملموساً وضع خادم الحرمين الشريفين الملك / سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله يوم السبت الموافق ١٤٣٩/٨/١٢هـ حجر الأساس للمرحلة الأولى من مشروع ( مدينة القدية ) الذي يتضمن الوجهة الترفيهية والرياضية والثقافية الجديدة في المملكة وهذا المشروع العظيم تحتضنه جبال طويق وتقدم فيه الخدمات بمستوى عالمي وقد اطلقه الأمير / محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في ابريل 2017م من خلال رؤيته الثاقبة التي تنطلق من منظورٍ استراتيجي ويعد كمعلم حضاري بارز ومركز مهم لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية بهدف تغيير وتطوير مفهوم الترفيه في المملكة واستغلال الفرص الواعدة التي توفرها السوق المحلية والآن يحق لنا أن نفخر ونحن نرى بلادنا ولله الحمد تسابق الزمن لتلحق ركب التقدم العالمي في مجال التنمية الشاملة . محافظ بلقرن سابقاً.

مشاركة :