واشنطن - (أ ف ب): أخذ التحقيق في تدخل روسي محتمل في الانتخابات الأمريكية وصلات مفترضة بحملة دونالد ترامب الرئاسية، منعطفا جديدا بعد تسريب الأسئلة التي يعتزم المحقق الخاص روبرت مولر توجيهها إلى الرئيس والتي تتناول مسائل منها ما إذا كان ترامب حاول عرقلة التحقيق. وانتقد ترامب يوم الثلاثاء الكشف «المعيب» للأسئلة والذي أوردته أولا صحيفة «نيويورك تايمز». وتتناول الأسئلة الخطوط التفصيلية للتحقيق الذي يجريه مولر لمعرفة ما إذا كان ترامب حاول عرقلة التحقيق الخاص بروسيا. وتظهر الأسئلة التي وضعها محامو الرئيس والتي يزيد عددها على أربعين - بأن مولر يسعى أيضا لمعرفة ما الذي يعلمه ترامب عن الصلات بين أعضاء حملته الانتخابية وروسيا. ويشمل ذلك لقاء في يونيو 2016 في برج ترامب مع محامية روسية عرضت تقديم معلومات مسيئة لحملة المنافسة هيلاري كلينتون، بحسب نيويورك تايمز. وفي سلسلة من التغريدات الصباحية رد ترامب «يبدو من الصعب جدا عرقلة العدالة في جريمة لم تحدث مطلقا. حملة مطاردة!». وكان ترامب زعم أنه لا توجد أسئلة على اللائحة تتعلق بالتواطؤ وهو ما ينفيه ويقول إنه «جريمة زائفة ملفقة». إلا أن سؤالا واحدا على الأقل يتناول مباشرة ما يعرفه ترامب عن سعي مسؤولي الحملة بمن فيهم رئيسها السابق بول مانافورت، للحصول على مساعدة روسية، بحسب الصحيفة. ويقول السؤال «أي علم كان لديك بشأن أي تواصل بين (مسؤولي) حملتك، ومنهم بول مانافورت، وروسيا بشأن مساعدة محتملة في الحملة». وتظهر الأسئلة أن مولر يسعى إلى معرفة ما إذا كان ترامب قد قدم عفوا لمستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين، المتهم بالكذب على المحققين ويعتقد أنه يتعاون مع التحقيق. ولكن لا يوجد مؤشر إلى أن ترامب مشتبه به رئيسي في التحقيق المستمر منذ عام، أو أن مولر عثر على دليل بأن ترامب تآمر مع الروس وهو ما نفاه ترامب مجددا الثلاثاء. من جهتها ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» مساء الثلاثاء أن مولر أبلغ الفريق القانوني لترامب مطلع مارس بأنه يمكن أن يستدعي ترامب للمثول أمام هيئة محلفين إذا ما رفض الأخير أن يستجوبه المحققون الفيدراليون. وذكرت الصحيفة إن محامي ترامب جاي سيكولو أعد قائمة بـ49 سؤالا يمكن أن يطرحها مولر على الرئيس، وهي الأسئلة التي نشرتها نيويورك تايمز قبل يوم. قال ترامب في تغريدة «من المعيب تسريب الأسئلة المتعلقة بحملة المطاردة الروسية إلى الإعلام». وأضاف «لقد اختلقتم جريمة زائفة وتواطؤا لم يحدث مطلقا، والتحقيق بدأ بمعلومات سرية سربت بطريقة غير قانونية. جميل!». وذكرت نيويورك تايمز أن فريق مولر قرأ الأسئلة على الهاتف لفريق ترامب القانوني الذي قام بجمعها في لائحة. وأضافت بأنها حصلت على اللائحة من شخص من خارج الفريق القانوني لترامب. ولم يرد مكتب مولر على الفور لدى الطلب إليه التعليق. منذ مطلع العام على الأقل، ناقش مولر إمكانية توجيه أسئلة لترامب فيما يتعلق بالتحقيق، بحسب الفريق القانوني الرئيس. لكنهم اختلفوا على ما يبدو حول مدى وكيفية تعاون ترامب. وقبل أسبوعين عيّن الرئيس محاميا جديدا هو رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، الذي قال إنه سيسعى للتوصل إلى اتفاق مع مولر حول كيفية تعاون الرئيس مع التحقيق. ومعظم الأسئلة التي أوردتها صحيفة تايمز تتناول ما الذي يعرفه ترامب عن أحداث معينة، مثل اللقاء في يونيو 2016 مع المحامية الروسية، أو ما كان يفكر به عندما فعل أو قال شيئا، مثل إقالة المدير السابق للاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جيمس كومي. ويقول أحد الأسئلة «متى أصبحت على علم باللقاء في برج ترامب؟». ويطرح سؤال آخر «ما الجهود التي بُذلت للاتصال بالسيد فلين بشأن حصانة أو عفو محتمل». ويريد مولر أيضا معرفة ما إذا كان ترامب قد ناقش مع أي من أعضاء الحملة، ترتيب لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفيما لا تتضمن الأسئلة اتهامات، إلا إنها يمكن أن تحمل خطر وقوع ترامب في كذبة في حال كان أي من الموظفين السابقين الذين اتهمهم مولر، قد قدموا أدلة على عكس ذلك.
مشاركة :