سان فرانسيسكو - أعلنت شركة فيسبوك، الثلاثاء، عن نيتها خوض غمار التعارف على الإنترنت. وأدلى مؤسس فيسبوك ومديره التنفيذي مارك زوكيربرغ بهذا الإعلان خلال مؤتمر المطوّرين في سان خوسيه في كاليفورنيا. وأوضح أن الهدف من هذه الخدمة الجديدة ليس مساعدة الأشخاص على التعارف بل على نسج علاقات مستمرّة بواسطة الشبكة الاجتماعية. وقال زوكيربرغ إن “الغاية هي إقامة علاقات أصيلة ومستدامة وليس مجرّد مخططات لأمسية واحدة”، مشيرا إلى أن مئتي مليون مستخدم من إجمالي مستخدمي الشبكة الاجتماعية المقدر عددهم بنحو مليارين هم من العزّاب وأن زواجا واحدا من أصل ثلاثة هو ثمرة تعارف على الإنترنت. وستطرح هذه الخدمة بالمجان مثل الخدمات الأخرى التي توفرها فيسبوك التي تجني العائدات من الإعلانات. والخدمة ستسمح لمستخدم فيسبوك بإنشاء حساب خاص للمواعدة، لا يستطيع الأشخاص في قائمة الأصدقاء رؤيته، ولا الذين لا يستخدمون الخدمة، ولن تظهر في قائمة الأخبار على فيسبوك. ويوفق الموقع بين مستخدم خدمة المواعدة وأشخاص آخرين ليسوا على قائمة الأصدقاء، ويكون بمقدور المستخدم التعرف على مناسبات أو دخول مجموعات تناسب اهتماماته والتفاعل مع الآخرين المشاركين فيها وتصفح حساباتهم ومراسلتهم عبر برنامج خاص ليست له علاقة بماسنجر أو واتسآب. ويعتمد اختيار الأشخاص، الذين سيعمل فيسبوك على التوفيق بينهم، على تفضيلات المواعدة والاهتمامات المشتركة وغيرها. وقالت الشركة إنها ستجرّب هذه الخدمة في وقت لاحق من العام الجاري. ويجمع مؤتمر المطورين المعروف بـ”أف 8” نحو 5 آلاف مطوّر برمجيات. وفي أعقاب إعلان زوكيربرغ عن مشروعه الجديد، انخفضت أسهم مجموعة “ماتش غروب” للمواعدة، وأغلقت أسهمها على انخفاض بحوالي 22 بالمئة. وتمتلك هذه الشركة تطبيق تندر Tinder، للمواعدة ويحصل على معلومات ملفات الأشخاص الشخصية من فيسبوك. بالإضافة إلى تطبيق تندر هناك بعض التطبيقات الأخرى التي يلجأ إليها جزء من الراغبين في العثور على شريك يقضون معه غالبا ما تبقى من حياتهم على غرار Coffee Meets Bagel و The Dating Ring التي ستكون عما قريب في منافسة مع عملاق استطاع منذ نشأته التربع على عرش وسائل التواصل الاجتماعي وربط الملايين ببعضهم البعض في أرجاء متفرقة من المعمورة. وفي نفس السياق، قال كريس كوكس كبير مسؤولي المنتجين في فيسبوك، إن الشبكة الاجتماعية بدأت بالتفكير جديا في إطلاق الخاصية عام 2016، حين نشر زوكيربرغ صورة على صفحته على فيسبوك لزوجين جمعتهما الشبكة. الدردشة المرئية عبر الفيديو وتصفية (فلاتر) الواقع المعزز ستظهر في تطبيق إنستغرام الدردشة المرئية عبر الفيديو وتصفية (فلاتر) الواقع المعزز ستظهر في تطبيق إنستغرام في سياق آخر، اعترف زوكيربرغ خلال مؤتمر المطورين بأن عام 2018 كان “عاما قاسيا” على شركته. ولا تستطيع الشركة تحمل فضيحة انتهاك بيانات أخرى لمستخدميها، خاصة أنها لا تزال متورّطة في قضية شركة كامبريدج أناليتيكا. كان فيسبوك قد تعرض لانتقادات شديدة، عقب فضيحة تداول بيانات شخصية لنحو 87 مليون مستخدم مع شركة كامبريدج أناليتيكا للاستشارات السياسية. وقال زوكيربرغ إن هذا “خرق كبير للثقة” يجب ألا يحدث مرة أخرى. وكجزء من الجهود المبذولة لاستعادة الثقة، أكد أن الشركة عملت على إيجاد أداة جديدة على الموقع باسم “التاريخ الواضح”، لتزويد الأعضاء بالمزيد من القدرة على التحكم في كيفية استخدام معلوماتهم. وستتضمن هذه الميزة عدة إمكانيات، منها السماح للأعضاء بالاطلاع على مواقع وتطبيقات الطرف الثالث، التي يجمع فيسبوك البيانات من خلالها وهو ما يوفر القدرة على حذف المعلومات. كما سيمنع فيسبوك أيضا من إضافة هذه التفاصيل المحذوفة إلى الملف الشخصي في المستقبل. ومع ذلك، اعترف فيسبوك في مدونة ذات صلة بأن تفعيل الأداة الجديدة سيستغرق عدة أشهر لتطويرها، وأنها ستظل بحاجة إلى الاحتفاظ بالمعلومات ذات الصلة في “حالات نادرة” لأسباب أمنية. كما تطرق زوكيربرغ إلى جهود شركته لمعالجة الأخبار المزيفة وكشف العمليات المصممة لعرقلة الانتخابات. وأعلن زوكيربرغ في المؤتمر عن الدردشة المرئية عبر الفيديو وتصفية (فلاتر) الواقع المعزز الجديدة سوف تظهر في تطبيق إنستغرام لمشاركة الصور. بالإضافة إلى ذلك، قال إن مكالمات الفيديو الجماعية ستطلق قريبا عبر خدمة المراسلة واتسآب. وأضاف أن الشركات الكبيرة ستستفيد أيضا من أدوات واتسآب الجديدة لمساعدتها على التواصل مع عملائها. كما أشاد الرئيس التنفيذي بالمؤسس المشارك لخدمة واتسآب وهو يان كوم، الذي أعلن، الأحد، أنه سيستقيل من الشركة. وقال زوكيربرغ “من بين الأشياء التي أفخر بها كثيرا أننا قمنا ببناء أكبر شبكة مشفرة بالكامل في العالم”. ووفقا لتقرير سابق لصحيفة واشنطن بوست، قرر كوم أن يغادر لأنه كان غير سعيد بأن أدوات العمل القادمة تتضمن إضعاف تشفير واتسآب. ولم يكتف زوكيربرغ بالكشف عما سبق، بل أعلن أن قسم الواقع الافتراضي لشركته أوكولوس Oculus بدأ في شحن أول سماعة رأس مستقلة، مما يعني أنها لا تحتاج التوصيل إلى الكمبيوتر الشخصي أو الهاتف الذكي حتى تعمل. وقال إن السماعة (199 دولارا) كانت “أسهل طريقة للوصول إلى الواقع الافتراضي” ولديها “أعلى مستويات الجودة والعدسات البصرية التي قمنا ببنائها على الإطلاق”. ولم تحقق سماعات أوكولوس ريفت Oculus Rift الأكبر حجما الشعبية التي توقعها العديد من خبراء الصناعة، ويبدو أن مبيعاتها كانت أقل من مبيعات أجهزة بلايستشن في أر PlayStation VR من سوني. وينقسم الخبراء حول مستقبل الجهاز الجديد في الأسواق. وعلق الخبير التكنولوجي أدريان ويلنغز بأن “الجهاز الجديد يجعل الجميع يصل بسهولة إلى الواقع الافتراضي”. لكن رئيس الألعاب في شركة IHS الاستشارية بيرس هاردينغ رولز كان أقل إيجابية. وقال “أرى أن سماعة أوكولوس غو Oculus Go في وضع محرج للغاية مقابل التكنولوجيا الموجودة في السوق”. وفي تطوّر منفصل، أبلغ بعض المستخدمين المقيمين في الولايات المتحدة عن ظهور رسالة جديدة أسفل المشاركات في محدث الأخبار الخاص بهم، تسألهم عما إذا كانت الرسائل تحتوي على ما يحض على الكراهية.
مشاركة :