سالزبورغ (النمسا) - يجد المدرب الفرنسي لنادي أرسنال الانكليزي أرسين فينغر نفسه أمام فرصة أخيرة عندما يقابل مضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني، الخميس، ضمن إياب نصف نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم، فيما سيحاول ريد بول سالزبورغ النمساوي تعويض خسارته بهدفين نظيفين أمام ضيفه مرسيليا الفرنسي. وعلى ملعب “واندا متروبوليتانو” في العاصمة الإسبانية، يعرف فينغر الذي أعلن رحيله عن الفريق اللندني مع نهاية الموسم، تماما أن المهمة ستكون صعبة بعد أن اكتفى فريقه بالتعادل 1-1 ذهابا الأسبوع الماضي على ملعب الإمارات. نصيحة من هنري عجز رجال فينغر في تلك المباراة عن خطف فوز على أرضهم أمام فريق لعب بعشرة عناصر منذ الدقيقة العاشرة، وتلا ذلك طرد مدرب الفريق الأرجنتيني دييغو سيميوني. وقدم أسطورة أرسنال تيري هنري نصيحة لفريقه السابق من أجل اجتياز عقبة أتلتيكو مدريد. وقال هنري “يجب على أرسنال أن يقدم مباراة مثالية من أجل الفوز هناك. ستحتاج أيضا إلى تسجيل أهداف رغم أن هذا صعب، بالنظر إلى صلابة أتلتيكو الدفاعية على أرضه”. ماركو روزه: الفارق بيننا وبين مرسيليا سيكون بدنيا وفي هذا المجال نحن الأقوى ماركو روزه: الفارق بيننا وبين مرسيليا سيكون بدنيا وفي هذا المجال نحن الأقوى وأضاف “أي شيء يمكن أن يحدث في كرة القدم، ولكن يجب أن تقدم أفضل ما لديك، وتتحلى بالشجاعة والتصميم؛ لأنك إذا لم تفعل ذلك، لن تتأهل”. وخسر أتلتيكو خدمات مدافعه الأيمن الكرواتي سيمي فرساليكو في وقت مبكر بعد نيله إنذارين في أول 10 دقائق، تبعه المدرب “الغاضب” سيميوني إلى المدرجات بعد أقل من خمس دقائق بقرار من حكم المباراة الفرنسي كليمان توربان. ومن المرجح أن يعود المدافع المخضرم خوانفران (33 عاما) إلى صفوف الفريق الإسباني بعد أن ترك مكانه لفرساليكو في مباراة الذهاب بسبب الإصابة. ورغم سيطرته المطلقة في مباراة الذهاب (استحواذ بنسبة 76 بالمئة) والمحاولات الكثيرة التي قام بها لاعبوه (27 تسديدة مقابل 6 فقط لأتلتيكو)، لم يستطع أرسنال الحفاظ على تقدمه بعد نحو ساعة بهدف سجله الفرنسي ألكسندر لاكازيت، وتلقت شباكه هدف التعادل وكان بإمضاء هدافه الفرنسي أنطوان غريزمان. وإذا استمر الأمر كذلك، فمن المتوقع أن تكون مباراة الإياب الأخيرة بالنسبة إلى فينغر على الساحة الأوروبية لأن التعادل السلبي يكفي أتلتيكو مدريد لبلوغ نهائي المسابقة المقرر في مدينة ليون الفرنسية في 16 مايو الحالي، والتي أحرز لقبها مرتين (2010 و2012). ولا يزال سالزبورغ رغم خسارته ذهابا 0-2 أمام مرسيليا قادرا على قلب المعادلة الخميس وبلوغ نهائي المسابقة الأوروبية بمسماها الجديد لأول مرة في تاريخه. ويعيش سالزبورغ أسبوعا حاسما إذ بإمكانه أن يصبح الأحد المقبل أول ناد نمساوي يحرز لقب الدوري للمرة الخامسة على التوالي، وللمرة السابعة في آخر ثمانية مواسم قبل أن يخوض بعد ثلاثة أيام نهائي الكأس المحلية التي يحمل لقبها في المواسم الأربعة الأخيرة أمام شتورم غراتس. ويتصدر سالزبورغ ترتيب الدوري برصيد 74 نقطة بفارق 11 نقطة عن مطارده شتورم غراتس، وفوزه على الأخير الأحد أو حتى تعادله معه يضمن له اللقب السادس تواليا قبل ثلاث مراحل من نهاية البطولة أواخر الشهر الحالي. سالزبورغ يحلم بالثلاثية يأمل مدرب سالزبورغ الألماني ماركو روزه في تحقيق ثلاثية الدوري والكأس المحليين والدوري الأوروبي وخوض ثاني نهائي أوروبي بعد عام 1994 عندما خسر أمام إنتر ميلان الإيطالي بنتيجة 0-1 ذهابا وإيابا في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي. ويستعد أول فريق نمساوي يبلغ نصف نهائي مسابقة أوروبية منذ خسارة رابيد فيينا عام 1996 أمام باريس سان جيرمان في نهائي كأس الكؤوس قبل أن تلغى، بسرية تامة لمواجهة مرسيليا خلف جدران أكاديميته العصرية التي لا تشرع أبوابها أبدا للجماهير أو للصحافة. وصرح المدافع ستيفان لاينر “إنه أسبوع حاسم. سنقوم بكل شيء من أجل تحقيق إنجاز جديد. يتوجب على كل واحد منا أن يكون حاضرا بنسبة 120 بالمئة”. ويرى المدرب روزه أن قلب النتائج السلبية هي معادلة ناجحة لفريقه “الفارق سيكون من الناحية البدنية وفي هذا المجال نحن الأقوى. في الذهاب كان الأمر واضحا”. ستيفان لاينر: إنه أسبوع حاسم ستيفان لاينر: إنه أسبوع حاسم ويحافظ الفريق النمساوي على معنوياته عالية قبل اللقاء المنتظر ويعود بالذاكرة إلى مباراته في إياب الدور ربع النهائي أمام لاتسيو الإيطالي عندما فاز 4-1 بعدما أن خسر 2-4 ذهابا. وفور انتهاء لقاء الذهاب أمام مرسيليا، توجه روزه إلى الحكم الاسكتلندي وليام كولوم قائلا “أعرف أنه كان بإمكانك أن تؤدي بشكل أفضل” في إشارة إلى تغاضي الحكم عن احتساب ركلة جزاء لسالزبورغ بعد خطأ من مكسيم لوبيز ضد لاينر في بداية الشوط الثاني. ولم يخسر سالزبورغ على أرضه خلال سبع مباريات خاضها في المسابقة الأوروبية هذا الموسم، ففاز خمس مرات وتعادل مرتين. وفي المقابل يأمل مرسيليا، الفريق الفرنسي الوحيد الفائز بدوري أبطال أوروبا (1993 على حساب ميلان الإيطالي)، في تعويض ما فاته عامي 1999 و2004 حين خسر النهائي أمام بارما الإيطالي (0-3) وفالنسيا الإسباني (0-2). ويملك مرسيليا جميع أوراق الفوز بين يديه، ولم يعد يبتعد سوى 90 دقيقة عن التأهل إلى النهائي، ما دفع برنار تابي الرئيس السابق للنادي والذي بنى أمجاده خلال حقبته الذهبية، للقول “موضوعيا أنا سعيد من نتيجة الذهاب (الفوز 2-0)، ولم يكن بإمكاننا أن نأمل أفضل نظرا لمجريات المباراة”. وأضاف “كنت متأكدا أننا سنفوز عليهم (سالزبورغ). لقد تعادلوا سلبا على أرضنا (دور المجموعات) أمام جماهير لم تكن متحمسة مثل الآن والفريق لم يكن يلعب بشكل جيد. في المقابل يبدو أنهم أقوياء على أرضهم. كل شيء ممكن ولكن لم تحسم الأمور بعد”.
مشاركة :