في شارع تحت الربع، أمام نادي الدرب الأحمر يقبع التاريخ حزينًا منكسرًا بفعل سنوات من الإهمال والتجاهل، حتى تحولت أماكن يشهد التاريخ علي عظمتها إلى مقالب للقمامة، ومناطق ينفر منها الناس رغم تسجيلها كآثار هامة، بين هذه الآثار المهملة «تكية وقبة الشيخ الكلشني أو الجلشني».في 1485 كانت مصر على موعد مع وصول أحد مشايخ أذربجان إليها فقد كانت دائمًا قبلة يقصدها الجميع من كل بقاع الأرض حيث أقام فيها وعاش بين الآلاف من مريدي الصوفية، في فترة الحكم العثماني، وأمر ببناء مسجدًا صغيرًا باسم الأمير عبد الواحد الناصري.تحول المسجد إلى زاوية أقام بها الشيخ إبراهيم حتى أمر السلطان سليمان القانونى بن سليم الأول بتجديدها وألحق بها تكية.. ورصد لها أموالًا من خزينة الدولة للإنفاق عليها.. وكان الشيخ إبراهيم الجلشني له قبول لدي العامة.. والجلشني هي كلمة فارسية تعني "لون الورد" نظرًا لأن وجهه كان لونه مشوبا بحمرة الورد وعرف لدي العامة باسم الشيخ إبراهيم الكلشني وفقًا لـ«الجبرتي».ووفقًا لـ« على باشا مبارك فى الخطط» يقول عن التكية: «الواجهة الرئيسية للتكية يصعد إليها ب 9 درجات حجرية والتي تؤدي إلي صحن مستطيل.. وتقع حجرة الضريح علي يمين هذا الصحن.. والواجهة الرئيسية للقبة بلاطات متنوعة الأحجام والألوان منها زخارف علي شكل زهور القرنفل باللون الأزرق علي أرضية بيضاء.. وتوجد برقبة القبة الاسطوانية الشكل 16 نافذة يليها شريط كتابي بخط النسخ به العديد من الايات القرآنية.. وتحتوي حجرة الضريح علي محراب له طاقية مزخرفة بزخارف نباتية.. وقد دفن بحجرة الضريح كل من السيدة زليخا الكلشنية خليل آخر ذرية أبناء الشيخ إبراهيم الجلشني صاحب الأثر».ويضيف على باشا مبارك:«التكية كان يتخذها الصوفية مقرًا لهم حبًا في كرامات الشيخ إبراهيم الذي أمر بإنشاء سبيل ملحق بالتكية وقبة ضريحية دفن بها بعد وفاته.. وتظهر العمارة العثمانية للقبة والتكية والسبيل في الشبابيك ذات المصبعات المعدنية التي يعلوها عتب التي كانت تنتشر بأسوار التكية ولكنها اندثرت بفعل عوامل الزمن».على ما يبدو أن سنوات الإهمال قد انتهت حيث بدأ الصندوق الدولي للآثار في تنفيذ برنامج التوثيق الأثري لمجمع تكية وقبة إبراهيم الكَلشني ، وفقًا للمعايير الدولية العالية، وإعداده كنموذج يحتذي به في مشاريع أخري في مصر، و ذلك بمنحة من صندوق السفراء الأمريكي لحفاظ على التراث الثقافي بالتعاون مع وزارة الآثار.وأوضح محمد عبدالعزيز، المشرف العام على مشروع تطوير القاهرة التاريخية - في تصريح اليوم الخميس - أن المشروع يتضمن دراسات علمية للمكان وإعداد مقايسات لأعمال ترميم التكية والقبة، ودرء الخطورة لبعض الأماكن الموجودة بداخلها.
مشاركة :