كلما أتيت الناس بحل إبداعي من (خارج الصندوق)؛ قالوا لك: هذه مثالية.. كن واقعياً. معهم حق؛ فقد اختلطت الأمور علينا وأصبحنا في (ورطة حقيقية) تجعلنا غير قادرين على قبول كل ما هو غير مألوف وممارس ومشاهد. والحل؟ لا بد أن تبقى في دائرة الشكلية.. أنصارها ـ يا صاحبي ـ كثيرون.. وهي التي تكسب دائماً فيما يخسر المبدعون الورعون. عن أي ورع تتحدث؟ عن ذاك الذي يفصل فيه بين الحق والباطل.. الحلال والحرام.. ودائرة الحرام ـ كما نعلم ولا ندقق ـ واسعة، ولا يمكن أن نحصرها في الأكل والشرب.. نفتي لأنفسنا على طريقة بعض السياح العرب المسلمين الذين لا يتذكرون الحلال ويتورعون فيه إلا حين (يجوعون).. وإذا ما شبعوا صار كل شيء (حلالاً.. بلالاً).. يرتعون فيه حتى أنوفهم، ولا يشبعون. لن أسألك اليوم هل صليت الفجر؟.. إنني أعرف أنك (عادة) ما تقوم على (عقرب) الدوام (ملسوعاً). ربما لا تريدني أن أسألك إن كنت قد رأيت (المدير) اليوم، وصبحت عليه وابتسمت في وجهه بأسنان بيضاء أو صفراء عليها (بقايا طعام الإفطار).. لا تغضب يا صاحبي ولا تكترث بي ولا بهؤلاء الذين يعاتبونك.. دعنا ومثاليتنا التي أفقدتنا فرصاً كثيرة.. استمر في هذا (الادعاء) المؤثر.. إنه سلوك طبيعي في زمن (غير طبيعي).. نعم اترك عنك المثالية وكن واقعياً. الواقعية والشكلية وجهان للعبة واحدة اسمها المصالح.. إنها اليوم في غاية الأهمية لتسويق (بضاعتك) حتى وإن كانت ذات جودة عالية.. العبارة التسويقية التي تقول إن (السلعة الجيدة تسوق نفسها) لم تعد تعمل والدليل (بيبسي) و(كوكاكولا).. ما زالا يذكراننا في كل مكان بأن علينا أن نشرب لننتعش.. ونحن لا نملك سوى أن نستجيب.
مشاركة :