تعرض دار سوذبي للمزادات أو سوذبيز -رابع أقدم دار مزاد في العالم- فى الخامس عشر من مايو الجاري، مجموعة صور شديدة الندرة التقطت في عام 1888 لمكة المكرمة بعدسة المصور السيد عبد الغفار. تقدر المجموعة بأكملها بسعر 80 إلى 120 ألف جنيه إسترليني، وتضم أول صورة تم إيجادها لمحمل كساء الكعبة في مكة، وصورة المسجد والكعبة المقدسة في مكة، ومخيم الحجاج في ستنا ميمونة، وخيم الحجاج في جبل عرفات، وصورتين للطائف، وصورة لشريف جاهير مع ابنيه والجمل، وصورة لوحة في مسجد الرسول، صلى الله عليه وسلم، في المدينة المنورة، التقطت الصور بتاريخ نحو 1885 - 1888، وهي النسخ الأصلية الوحيدة التي عثر عليها من هذه الصور بحوزة مالكها.التقط المصور حوالى 1880 صورة، لخصت مجمل حياته فى مكة المكرمة، حتى اشتهر اليوم بأنه أول مصور مكي، ولا يتبع أى منهج علمي أو نظامي ؤثر على تصويره.ويعد المصور السيد عبد الغفار، الذي التقط أول صور فوتوغرافية لحجاج بيت الله الحرام، فى الفترة من 1885 حتى 1888 بالإضافة إلى صور أخرى لمكة المكرمة المدينة المقدسة.هذا المصور المكي لا يعرفه الكثير كما أن المعلومات الواردة عنه قليلة جدا، ولم نعرفه إلا من خلال المستشرق الهولندي، كريستيان سنوك هرخرونيه، الذى درس اللاهوت والعربية والإسلام، وعلمه التصوير، و التقيا سويا فى مكة وعملا مع بعضهما وصفه المستشرق بأنه يمتلك مواهب فنية إلى جانب أعماله الفوتوغرافية، لأنه مارس عمل طبيب الأسنان وصانع للساعات والأسلحة ومصهر للذهب والفضة وكان شغوفا بالتصوير الفوتوغرافي.غادر هرخرونيه، مكة بناءا على قرار من شريف مكة، لأنه ادعى الإسلام من أجل دخول المدينة المقدسة، ولما خلط الأمر عليهم قرروا مغادرته البلاد، ليعود إلى هولندا مرة أخرى.بعد أن أُرغِم سنوك هرخرونيه على مغادرة شبه الجزيرة العربية، استغل عبد الغفار أوراق الألبومن -مادة موجودة في بياض البيض وتساعد على لصق المواد الكيماوية- ومائة وأربعة وأربعين لوحًا زجاجيًا كان سنوك هيرخونيه قد تركها بصحبته. أراد سنوك هرخرونيه نماذج لسكان مكة الأصليين بجميع أطيافهم لدعم عمله المتواصل في وصف الأعراق البشرية، من النساء والعبيد وأفراد الطبقة الفقيرة وغيرها من العناصر المرتبطة بعلم الإنسان، ولم يريد عبد الغفار توفير إلا عدد ضئيل من هذه النماذج، واستطاع "عبد الغفار" إرسال ما يربو على مائتي وخمسين صورة مطبوعة إلى سنوك هرخرونيه عبر خمس عشرة شحنة في الفترة ما بين ١٨٨٦ و١٨٨٩، وقد نشر سنوك هرخرونيه الكثير منها في مجلدات صوره.
مشاركة :