الحياة العصرية بوقعها السريع اللاهث، دائما محل لوم على تأثيراتها الصحية السيئة، ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي ستنضم إلى مسببات الأمراض الجسمية لدى كثيرين، وذلك حسب دراسة نشرت نتائجها وكالة الأنباء الألمانية أمس.الدراسة طرحت ضمن مؤتمر الإمارات السادس للعلاج الطبيعي بدبي أمس، وأفادت بأن ما بين 8 إلى 10 في المائة من إجمالي السكان في دول الخليج يعانون من مشكلات صحية في منطقة الرقبة، بسبب طول فترات الجلوس أمام المكاتب، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الحديثة والأجهزة اللوحية.وحذرت الدراسة من أن انحناء الرأس لفترات طويلة نحو الهاتف أو الجهاز اللوحي للتفاعل مع منصات التواصل الاجتماعي، يهدد بالإصابة بأمراض عدة في الرقبة والعمود الفقري.وقالت أمل الشملان، رئيسة شعبة العلاج الطبيعي بجمعية الإمارات الطبية، إن الطفل إذا جلس على جهاز لوحي أو هاتف جوال لمدة ساعة من دون تحرك، وفي وضعية الانحناء نحو الجهاز، فإن ذلك يؤدي إلى ضغط على فقرات الرقبة بنسبة تمثل 3 أضعاف الوضع الطبيعي، مشيرة إلى أن الامتناع عن النشاط والحركة والجلوس لفترات زمنية، يعادل الآثار السلبية التي تحدث للمدخن، من حيث أسباب وعوامل الخطورة على القلب والجهاز الدوري.وأكدت الشملان أن الجلوس لفترات زمنية طويلة والاستمرار على ذلك عدة سنوات، يساعد على الإصابة بتصلب الشرايين والسكري وأمراض الجهاز الدوري، مشددة على ضرورة ممارسة النشاط البدني والحركة، وعدم المكث لفقرة زمنية كبيرة خلال أوقات العمل أو أثناء الجلوس في المنزل.وأشارت في تصريحات صحافية على هامش اليوم الثاني للمؤتمر، إلى أن كثيرا من الدراسات الحديثة عالميا وخليجيا التي عرضت في المؤتمر، حذرت من خطورة استخدام الهواتف والأجهزة اللوحية على الأطفال، حيث يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسمنة في فترة مبكرة جدا.وتناول المؤتمر موضوعات حول برامج التأهيل للأطفال ذوي الاضطرابات العصبية والعظمية، وأهمية وضع برامج خاصة بتأهيل اللياقة البدنية لهؤلاء الأطفال، وتأثير الجلوس الطويل على اللياقة البدنية، والتدخل المبكر لتقييم اضطرابات النمو.
مشاركة :