أثار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الدهشة إن لم يكن الاستهجان أثناء زيارته إلى أستراليا، بعد أن نعت السيدة الأسترالية الأولى، لوسي تيرنبول، بـ«الشهية». ففي ختام مؤتمر صحافي بينه وبين رئيس الوزراء الأسترالي، مالكوم تيرنبول، شكر ماكرون الزعيم الأسترالي على كرم ضيافته، «أود أن أشكركم على حسن الاستقبال»، قبل أن يرفع لكنته الساحرة قليلاً باللغة الإنجليزية «أشكرك وأشكر زوجتك الشهية على ترحيبكم الحار بنا». هناك احتمال أن ينزلق الناطقون باللغة الإنجليزية في أخطاء عندما يتحدثون بالفرنسية. وماكرون ليس أول زعيم يقع في إحدى مشكلات الترجمة. اختيار ماكرون العبارات الإنجليزية ليعبّر عن شكره لمضيفه وزوجته، تناولته على الفور منصات التواصل الاجتماعي، وسط بعض التكهنات بما يقصده الرئيس من تلك العبارة. هل تعمّد اللعب بالكلمات أم هي زلة لسان؟ واعتقد بعض المراقبين أنه ربما استخدم كلمة «شهي» على أنها نكتة متعمدة، وجاءت بعد ثوانٍ فقط من إشارة تيرنبول إلى مأدبة غداء للرئيس الفرنسي مع أعضاء المجتمع الفرنسي في سيدني. ويرى آخرون أن ماكرون، الذي يفخر بتحدّث الإنجليزية بطلاقة، سقط ببساطة في خطأ لغوي، حيث يمكن ترجمة الكلمة الفرنسية «شهي - délicieux» على أنها «مبهجة»، حتى لو كانت قديمة نوعاً ما. أما كلمة «شهية» فقد يؤوّلها البعض على أنها مغازلة خرقاء. لكن احتمالات الانزلاق اللغوي واردة، وهناك احتمال أن ينزلق الناطقون باللغة الإنجليزية في أخطاء عندما يتحدثون بالفرنسية. فإذا كانت زلة لغوية، فإن ماكرون ليس هو أول زعيم يقع في احدى مشكلات الترجمة. ويمكن القول إن أكثر الزلات الشهيرة هي التي وقع فيها الزعيم الأميركي الأسطوري، جون إف كينيدي، عندما تحدث باللغة الألمانية في إحدى زياراته لألمانيا قائلاً: «Ich bin ein Berliner»، والتي قد تعني «أنا من سكان برلين» أو «أنا كعكة محلاة». في عام 2009، أثار وزير الشؤون الأوروبية، بيير لولوش، أزمة دبلوماسية عندما وصف تعهد رئيس الوزراء البريطاني، في ذلك الوقت، ديفيد كاميرون، باستعادة الاتحاد الأوروبي لقوته بأنه «مثير للشفقة». وغالباً ما تتم ترجمة المصطلح باللغة الفرنسية على أنه «مؤثر». ربما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يفكر في النبيذ الأحمر عندما شكر رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبول وزوجته «الشهية» على استقبالهما الحار له خلال زيارته الرسمية. لكن زلة اللسان تلك، التي كان سببها على الأرجح تشابه كلمة «شهية» بالإنجليزية مع كلمة فرنسية تعني جميلة أو ساحرة، لم تسبب أي ضرر في العلاقات الثنائية. وقال تيرنبول للصحافيين أمس: «لوسي شعرت بإطراء شديد. طلبت مني القول إن مجاملة الرئيس كانت لطيفة بقدر ما كانت لا تُنسى».
مشاركة :