«ابن ماجد» بين مدافن حفيت وواحة العين

  • 5/4/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

العين: حصة سيف انطلقت ثالثة رحلات فريق ابن ماجد للرحلات والمغامرات التابع لنادي رأس الخيمة الرياضي الثقافي، وكانت الوجهة إلى مدينة العين، في رحلة استكشافية كانت أبرز محطاتها مدافن حفيت، وواحة العين ومتحف قصر العين، بإشراف المرشدة السياحية هدى المصعبي.انطلقت الرحلة من نادي رأس الخيمة الرياضي الثقافي بمشاركة ١٨ فرداً، وكانت أولى محطاتها في مدافن حفيت التي تقع على امتداد واسع تحت سفح جبل حفيت، وتصل أعدادها إلى المئات، وهي عبارة عن مدافن بنيت فوق سطح الأرض قبل خمسة آلاف عام، ويتكون كل مدفن من حجرة واحدة يؤدي إليها مدخل ضيق، وكشف التنقيب عنها كما هو موضح في اللوحة التعريفية للمعلم، عن مكتشفات أثرية تنم عن صلات تجارية مع بلاد الرافدين، وقامت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بترميم عدد كبير منها تحت سفح الجبل. وقالت المرشدة السياحية هدى المصعبي، إن اختيار ثلاثة مواقع ومحطات رئيسية لفريق ابن ماجد للرحلات والمغامرات، كان يستهدف تعريف أعضاء الفريق بأهم المعالم التاريخية التي تقع في العين، التي نستهدف فيها أن تكون قبلة للزوار والسياح لمعرفة أهم المعالم التي تشتهر فيها مدينة العين، كما كانت زيارة قصر متحف العين بشكل خاص، تزامناً مع فعاليات عام زايد، لتعريف الزوار بطبيعة الحياة التي كان يعيشها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، حينما كان في العين قبل انتقاله إلى أبوظبي. محمد خليفة منقب عن الآثار، في دائرة أبوظبي للثقافة والسياحة، أكد أثناء الجولة التعريفية عند المدافن، أنها تعود إلى نهاية الألف الرابعة قبل الميلاد، وبنيت من الحجارة المحلية، وأخذت الشكل الدائري، وبني السقف على شكل قبة، وكل مدفن يتكون من غرفة واحدة، ومدخل واحد غالباً ما يكون في الجهة الجنوبية منه.وعثر داخل المدافن على عدد من الأواني الفخارية المستوردة من بلاد الرافدين، ما يدل على التبادل الحضاري بالمنطقة، رغم وجودها في منطقة صحراوية جبلية بجانب منطقة «مزيد»، وتبعد المدافن نحو ٤ كليومترات عن المنطقة السكنية المأهولة، وتوجد منتشرة على مساحات كبيرة تحت سفح جبل حفيت، وهي بالقرب من حظائر كثيرة للإبل، حيث تقع ضمن حزام مراعي الأغنام والماشية، وتوجد في المنطقة أشجار صحراوية كثيرة، كما توجد بالقرب من مركض لسباق الهجن. وقالت أمل آل علي، رئيسة فريق ابن ماجد للرحلات والمغامرات، استهدفنا في الرحلة زيارة الأماكن التاريخية، خاصة مقر مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، لكون الرحلة ضمن فعاليات عام زايد، وكانت محطاتها زاخرة بالمعالم الأثرية التي يقدر عمرها بأكثر من خمسة آلاف عام، مثل مدافن حفيت ذات القباب الدائرية، وواحة العين الموثقة في موقع اليونيسكو للتراث العالمي التي تمتد على مساحة ٣ آلاف فدان. حمدة الظاهري، منسق خدمات زوار في واحة العين، قالت في بداية حديثها عن الواحة «تتكون مدينة العين من ست واحات، أكبرها واحة العين تبلغ مساحتها ١٢٠٠ هكتار، وعدد مزارعها ٥٥٠ مزرعة، وعدد نخيلها أكثر من ٤٥ ألف نخلة، توجد في مكان استراتيجي بين قصر الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وبين قصر الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله، والد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وتعتبر واحة العين أول مكان إماراتي مدرج تحت مظلة "اليونيسكو" عام ٢٠١١، كما يوجد فيها أقدم نظام ري «الفلج» يصل عمره لأكثر من ٣ آلاف سنة». وتوجد معالم تعريفية تثقيفية جانبية في بداية مدخل واحة العين، حيث يقع على يمين الواحة المركز البيئي الذي يعرف الزوار بتاريخ العين القديم، وأبرز العادات والتقاليد التي تشتهر بها المنطقة، وتوضيح كيفية ارتباط الإنسان بالواحة، كنموذج إلكتروني للمرشد السياحي الناطق للمركز المعلومات الحديث، ويقع في اليسار مركز متخصص لشرح نظام الري القديم بالأفلاج المتكونة من عدة «ثقاب»، وهي عبارة عن فتحات للتهوية لتسهيل مرور المياه تحت الأرض. وقالت مريم مطر الفلاحي، مبرمج فعاليات مجتمعية في متحف قصر العين، إن المتحف اتخذه المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، كمقر لإقامته منذ منتصف الخمسينات، وعاش مع عائلته الكريمة في حصن قصر العين إلى عام ١٩٦٦ حين انتقل إلى أبوظبي بعد توليه مقاليد حكم الإمارة، ويعرض الحصن تفاصيل حياة الأسرة الحاكمة، وثقافة المجتمع المحلي قبل قيام الاتحاد عام ١٩٧١. ويرجع تاريخ القصر إلى عام ١٩٣٧ وبني على طراز العمارة التقليدية، ويتكون من السكن الخاص لعائلة الشيخ زايد، وحرمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، كما يتكون من قسم مجالس الشيخ زايد الذي يستقبل فيه الضيوف، والساحة العامة التي توجد أمام بوابة القصر، ويتكون من قسم خاص لأقارب سمو الشيخة فاطمة، كما يوجد في المدخل مجلس علوي يطلق عليه «البرزة» للجلوس في أشهر الصيف. وأكدت الفلاحي أن قصر متحف العين يصل زواره بشكل يومي بمتوسط من ٢٥٠ إلى ٥٧٠ زائراً يومياً، وشهرياً لا يقل عن ١٥ ألف زائر، وبلغ العام الماضي ١٥٠ ألف زائر، وزاد عددهم إلى الضعف منذ بداية العام الحالي، بعد إطلاق اسم زايد على عام ٢٠١٨ حيث تولت العديد من الجهات إقامة مبادرات مجتمعية تنطلق من القصر، احتفاءً بعام زايد. شيخة محمد الحاي، سفيرة التراث في نادي رأس الخيمة الرياضي الثقافي، وإحدى المشاركات في الرحلة، أوضحت أن الرحلة أضافت لها الكثير من المعلومات، خاصة المواقع التي تزورها للمرة الأولى كمدافن حفيت، وشاهدت عن قرب مسكن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي لامست أن روحه ما زالت فيه، خاصة حين دخلنا غرفته الخاصة، المفتوحة للجميع، ليرى العالم بساطة الحياة التي عاشها القائد زايد حين قرر مع أخيه راشد بن سعيد آل مكتوم إنشاء الدولة.

مشاركة :