اختيار ألعاب الأطفال.. خطوة تتطلب الجدية

  • 5/4/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: مها عادل اللعب حق أساسي من حقوق الطفل فكلما زاد استمتاعه بلعبته كلما ساعدته في تنمية قدراته وإمكاناته الذهنية وسرعة بديهته وذكائه، ولكن المحك هنا في كيفية اختيار الأهل لنوعية الألعاب المناسبة لعمر واحتياجات الأبناء والتي تساعدهم على اكتشاف عالمهم بطريقة مرحة ومسلية و لا تعرضهم لأخطار على الصحة أو انحرافات سلوكية ونفسية.في هذا التحقيق نتعرف إلى نوعية الألعاب التي يفضلها الأطفال ويحرص الآباء على اقتنائها خاصة بعد أن غزت الأسواق الألعاب الإلكترونية، وشكل بعضها خطورة على حياة الصغار مثل التي انتشرت مؤخراً باسم «الحوت الأزرق» وغيرها بالإضافة إلى وجود ظاهرة تراجع المبيعات في أشهر شركات تصنيع الألعاب التقليدية بالعالم وهي «تويز آر أص» التي اضطرت لإغلاق عدة فروع لها بالولايات المتحدة بسبب الانخفاض الكبير في الشراء.عن خبرتها في نوعية الألعاب المفضلة لأبنائها تقول دعاء إمام (معلمة بدبي): يتوقف اختيارى حسب المرحلة العمرية للطفل فالأطفال قبل سن المدرسة أفضل أن أختار لهم الألعاب التعليمية التي تنمي إدراكهم مثل البازل والمكعبات ومجسمات الحيوانات التي لا تشكل خطراً عليهم أثناء اللعب وتكون بأحجام كبيرة حتى لا يتمكن الطفل من ابتلاعها والكثير من الألعاب تحمل تحذيراً مكتوباً على الغلاف يحدد للأهل السن المناسب لاقتناء هذه اللعبة، لهذا فأنا أهتم بشراء هذه النوعية من الألعاب لأطفالي الصغار لأنها بالفعل تساعد على تنمية ذكائهم وقدرتهم على تمييز الأشياء والتعرف إلى الكون من حولهم بطريقة تعليمية سهلة وسريعة ولكن في السنوات الأكبر بالعمر أي ما دون العاشرة اختياراتي تتجه لشراء الألعاب التفاعلية التي يستطيع الطفل مشاركتها مع أخواته وأصدقائه بالإضافة للسيارات الكهربائية للذكور وأدوات الطبخ للفتيات.هوس أما داليا العلي فتحدثنا عن تجربتها فتقول: تجربتي في اختيار الألعاب لأبنائي اختلفت تماماً الآن عما كانت عليه منذ عشر سنوات ماضية منذ فترة اختيار الألعاب لابنتي الكبرى التي بلغت الآن 18 عاماً ولكن في طفولتها المبكرة كان القرار الأول في اختيار الألعاب المناسبة لطفلتي يرجع لقراري وقرار والدها بما تفيدها وتنمي مهاراتها وكنا نشاركها اللعب بها وحتى العرائس نتعاون سوياً في تلبيسها وتفصيل قطع ملابس صغيرة على مقاسها و تلعب مع صديقاتها بالعرائس وينسجون حولها قصصاً خيالية وإطلاق أسماء عليها وتعلم الأمومة ورعايتها ولم تقتن لعبة إلكترونية قبل عمر 14 سنة وفي عيد ميلادها نهديها لعبة «وي» وهي أيضاً مسلية وفيها قدر من ممارسة الرياضة مثل لعبة التنس و«البوكسينج» وغيرها وتسمح بمشاركة عدد من اللاعبين في نفس الوقت.ولكن تجربتي مع ابنتي الصغرى 5 سنوات الآن تختلف إلى حد بعيد فهي التي تقرر رغم صغر سنها الألعاب التي تريدها، و يتم توجيه اختياراتها من خلال الإعلانات التجارية التي تذاع على قنوات الرسوم المتحركة وهناك كل فترة ألعاب جديدة تظهر وتتحول لموضة بين الأطفال ولكن بعد دخولها المدرسة أصبحت تفضل اللعب بالصلصال وعمل أشكال مختلفة وهذا ما أحاول أن أشاركها به لأنه ينمي ذوقها الفني واختيارها للألوان. أما محمد إبراهيم «موظف» وأب لثلاثة من الأبناء فيقول: ابني الأصغر عمره 7 سنوات وغالباً هو الذي يقرر اختيار ألعابه الخاصة ويحدد أيضاً هدية عيد ميلاده فمنذ عامين طالبني بشراء «آي باد» له حتى يستطيع ممارسة الألعاب الإلكترونية أصبح معظم أوقاته يقضيها أمامه، وأعتقد أن هذا السلوك أصبح ظاهرة موجودة في أغلب البيوت والأسر العربية.ولكن اللعبة غير الافتراضية الوحيدة المفضلة لديه ودائماً يختارها في كل زيارة لأحد المولات الألعاب التقليدية مثل كرة القدم وتعتبر هديته المحببة ولكن بالطبع لا يستخدمها كثيراً داخل المنزل وهذا يعطي الأولوية بالطبع للألعاب الإلكترونية التي يسهل حملها معنا في كل وقت ومكان ولهذا بالفعل تراجع شراؤنا لتلك الألعاب بشكل كبير. أما ليلى عبد الله فتختلف مع هذا الرأي وتقول: أنا لا أسمح لطفلي الصغير أن يقرر ويختار نوعية الألعاب المناسبة له بمفرده وكيفية تمضية أوقات فراغه ولكني كنت حريصة تماماً على تحمل مسؤوليتي كأم والتدخل في اختيار الألعاب التي تناسبه وتوجيهه لاختيار لعبة معينة من محال الألعاب وعندما لاحظت اهتمامه بأنواع السيارات وشغفه بها منذ أن كان عمره 4 سنوات بدأت أشتري له أنواعاً وأشكالاً مختلفة منها والتي تتطلب منه تسييرها والتحكم بها عن بعد أحياناً ونلعب سوياً في نسج قصص وحكايات حول هذه السيارات، ومؤخراً قمت بشراء لعبة له على شكل كراج متعدد الطوابق والسيارات اللازمة له وهي تشغل الكثير من وقته كما أنني مازلت أتدخل في اختيار الألعاب وتوجيه ذوقه إلى الآن حتى بعد أن أتم عامه الثامن وعادة ما أتفق مع أمهات أصدقائه على نوعية الهدايا التي نحضرها لأطفالنا في حفلات أعياد الميلاد حسب ميول كل طفل ولد أو بنت ما بين الطائرات والقطارات والسيارات الكهربائية وغيرها من الألعاب التي تتطلب مشاركة وتفاعلاً مع من حوله وكلما وجدته منغمساً في لعبة على الموبايل أحاول إلهاءه عنها بإخراج ألعابه ودعوته للعب معي فعلى الأهل أن ينتبهوا لكيفية تمضية وقت فراغ الأطفال في شيء مفيد ولا يسرق أوقاتهم ويعزلهم عن عالمهم ومحيط عائلتهم أوقد يعرضهم لأخطار الإدمان والأضرار النفسية. أما جلال إبراهيم فيقول: انتبهت مؤخراً لإدمان ابنتي التوأم (13 عاماً) للألعاب الإلكترونية وتمضيتهما أغلب الأوقات في لعبة البلاي ستيشن وألعاب الهاتف المحمول وأصبحن الآن لا يتشاركن سوياً في أي شيء فبدأت أتدخل وأفاجئهما وأشتري لهما ألعاباً غير متوقعة لتساعد على زيادة تفاعلهما سوياً فمثلا اشتريت لهما لعبة «بيبي فوت» وهي طاولة يمكن فردها وطيها ووضعها في الشرفة وأصبحنا ننظم دورياً فيما بيننا ونشكل فرقاً واشتركت وزوجتي معهما في البطولة وكانت طريقة ظريفة وذكية تجمع شمل الأسرة كلها في حالة من المتعة، وبعدها اشتريت لهما لعبة شطرنج ودربتهما على اللعب بها والتعرف إلى أحكامها وبعد أن قبلا التحدي أشركنا بعض الأصدقاء من الجيران في هذه اللعبة ونظمنا بطولات فيما بيننا، وكل هذه المحاولات نجحت إلى حد ما في استعادتهما من العالم الافتراضي الذي كانتا تعيشان فيه مع ألعابهما الإلكترونية.

مشاركة :