كيدهن عظيم

  • 5/4/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منذ خمس سنوات تقريباً التقى المهندس وائل بمريم في حفل خطبة أحد أصدقائه، وخطفت قلبه منذ اللحظة الأولى، ولفتت نظره بجمالها وابتسامتها التي لا تفارق شفتيها، وظهر له أنها شخصية محبوبة تحظى باهتمام كل من يعرفها، وقبل أن ينتهي الحفل كانت مريم تربعت في قلب وائل.بعد أيام قليلة فوجئت مريم بصديقتها التي كانت حاضرة حفل خطوبتها تخبرها بأن وائل يريد أن يتقدم للزواج منها.أسعد مريم هذا الخبر خاصة أنها أعجبت هي الأخرى بوائل، فهو الشاب الأسمر الفارع الطول خفيف الروح الواضح عليه الثراء.بعد فترة خطبة قصيرة تم الزواج دون أي عقبات تذكر بعد أن بنيا قصوراً من الأحلام لهما ولأولادهما في المستقبل، لكن سرعان ما تبدد كل ذلك بعد الزواج بشهور قليلة عندما تأخرت مريم في الحمل ولجأت إلى طبيبة أمراض النساء التي أكدت أنها سليمة تماماً، أما بالنسبة لوائل فقد اتضح من التحاليل التي أجراها أن معظم الحيوانات المنوية ميتة والقليل يكون ضعيفًا وأنه يحتاج إلى رحلة علاج تتطلب وقتا طويلا وأموالاً طائلة وبالتالي فالأمل في الإنجاب ضعيف ويحتاج إلى معجزة إلهية.غابت ابتسامة مريم الجميلة وحل محلها الحزن وبهت جمالها، كما تحول وائل من زوج هادئ وديع إلى إنسان شرس يثور ويتشاجر لأتفه الأسباب، فقد سيطر اليأس عليهما.سارت بهما الحياة بين شد وجذب فمريم تخشى أن تنصاع لأفكار والدتها وتطلب الطلاق فتندم بعدها طوال حياتها لكنها توافق على رأي والدتها الآخر بأن تستغل هذا الموقف وتحاول تأمين مستقبلها، وكان وائل لا يبخل عليها بالهدايا الثمينة لعله يعوضها عن حرمانها من الأمومة.بعد عامين من علاج وائل شعرت مريم بحركة الجنين بين أحشائها فسعدت بحملها كثيرا فهو سيحقق حلمها وتكون أما ويطير وائل من الفرحة فقد شعر بالرجولة الكاملة.تغيرت حياتهما كثيرا بعد هذا الحمل وعادت السعادة إليهما من جديد. وجدت والدة مريم أن هذه فرصة عظيمة لتسوق مريم دلالها على وائل وتطالبه بأن يؤمن مستقبلها ويضع مبلغا كبيرا باسمها في البنك على سبيل الهدية بمناسبة حملها وبالفعل نفذت مريم وصية والدتها لكن وائل تباطأ في تنفيذ طلبها فتظاهرت بالغضب وتدعي كذبا أنها تشعر بآلام شديدة تهاجمها ما يهدد بعدم اكتمال الحمل فيقع وائل في الفخ ويسرع بوضع مبلغ كبير باسم مريم في البنك.لم يمر سوى شهرين فقط وعادت مريم تطالبه بضرورة كتابة إحدى العمارتين المملوكتين له باسمها.. توقع وائل ما سينتج عن رفضه وهو تظاهرها بالإجهاض وهنا يقف وقفة مع نفسه ليعيد كل حساباته من جديد ويبدأ يسأل نفسه: هل مريم تحبه فعلا أم تتظاهر بالحب؟ وهل الفترة القصيرة التي عرفها فيها قبل الزواج كانت كافية لينمو فيها حب حقيقي يواجه كل الأزمات؟ وفي النهاية أدرك وائل أن هذا ليس حبا وانه لا شيء يربط بينهما غير أنه انبهر بجمالها في حين هي وجدته العريس الثري الذي سيصب عليها أمواله كما أنها تستغل ضعفه وعدم قدرته على الإنجاب وتهدده بفقدان الجنين إن لم يوفر لها الراحة النفسية، لكن راحتها النفسية ثمنها باهظ وربما تجرده من كل ثروته تدريجيا.قرر رفض طلبها بكتابة العمارة باسمها وأعلن قراره وأصر عليه فنشبت بينهما مشاجرة عنيفة تدخلت فيها والدتها وفي النهاية تم الطلاق وهي حامل في شهرها السابع.هز الطلاق مريم من الأعماق فهي لم تتوقع يومًا أن يطلقها مهما حدث وقررت الانتقام وكان انتقامها بشعا فبعد الطلاق أرسلت إليه أنها وضعت مولودا وادعت أنه توفي في الحال على العكس من الحقيقة فقد وضعت طفلا جميلا وظنت مريم أنها انتقمت من طليقها بحرمانه من طفله الوحيد وأنها تمكنت من رد إهانته لها بطلاقها، كما اعتقدت أنه ربما لا يكتشف جريمتها مدى الحياة وكتبت الطفل باسم والدها المتوفى.انقطعت الصلة بينهما تماما وكانت مريم تظهر مع طفلها على أنه ابن شقيقتها الصغرى التي تركته معها وسافرت مع زوجها للعمل بالخارج وبعد ثلاث سنوات التقت مريم مع صديقتها سبب زواجها بوائل ووجدت معها الطفل ولاحظ زوجها صديق وائل أن الطفل يشبه وائل إلى حد كبير كما أن لون عينيه اخضر مثل عين وائل.على الفور اتصل به تليفونيا وأخبره بما لاحظه وبشكوكه بأن هذا الطفل ابنه خاصة ان عمر الطفل مثل عمر طفله لو كان ما زال على قيد الحياة.ذهب وائل لمواجهة مريم ورؤية الطفل وعلى الفور شعر بالانجذاب إليه وكأنه قطعة منه لكن مريم أنكرت صلته بالطفل وواصلت كذبها ورفضت أن تريه شهادة ميلاد الطفل.خرج وائل من منزلها وهو على يقين بأن هذا الطفل ابنه فأسرع إلى محكمة الأسرة وأقام دعوى يطلب فيها إثبات أبوته للطفل وقال فيها انه طلق زوجته وهي حامل في شهرها السابع بسبب حبها للمال وطمعها فيه وقد أخبرته بوفاة الطفل بعد الولادة مباشرة.قدمت مريم شهادة ميلاد الطفل التي تثبت أن الطفل شقيقها لكن وائل قدم شهادة وفاة والدها منذ أكثر من عشرة أعوام كما أكد الجيران والأقارب صحة ما قاله وائل.عجزت مريم عن إخفاء جريمتها وإنكار الحقيقة واعترفت أمام المحكمة بأن وائل هو والد الطفل فقضت المحكمة بثبوت نسب الطفل لأبيه وإحالة القضية إلى الجهات المختصة للتحقيق في واقعة التزوير في شهادة ميلاد الطفل.

مشاركة :