انطلاق المحادثات التجارية بين بكين وواشنطن

  • 5/4/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بكين ـ أ ف ب: بدأت أمس في بكين محادثات تجارية مهمة بين وفد أمريكي رفيع المستوى ومسؤولين صينيين، إلا أن الجانبين سعيا إلى التقليل من شأن التوقعات بالتوصل إلى حل سريع للخلاف المحتدم بين القوتين الاقتصاديين الأكبر في العالم. وتأتي هذه المحادثات بعد إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم باهظة على سلع صينية بمليارات الدولارات، ما أشاع مخاوف من اندلاع حرب تجارية قد تكون لها آثار وخيمة. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينج أنها مرحلة بناءة ونأمل أن تكون الولايات المتحدة صادقة، لكن بالنظر إلى التعقيد في اقتصادي البلدين ليس من الواقعي أن نتصور إمكان حل كل الخلافات بجولة واحدة فقط من المحادثات. وقالت أمس في إعلانها عن بدء المحادثات إن المناقشات والمفاوضات يجب أن تستند إلى المساواة والاحترام المشترك، وستكون النتيجة مفيدة للطرفين. دعونا ننتظر ونرى. الوفد المالي الأمريكي هذا، وقد وصل الوفد الأمريكي أمس إلى العاصمة الصينية وعلى رأسه وزير الخزانة ستيفن منوتشين. وضم نخبة السياسة التجارية في واشنطن من بينهم وزير التجارة ويلبور روس والممثل التجاري روبرت لايتهايزر وكبار المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض لاري كادلو وبيتر نافارو والسفير تيري براندستاد. ويمكث معظم أعضاء الفريق في فندق في وسط بكين قبل أن يتوجه إلى السفارة الأمريكية وبعد ذلك يجري محادثات في بيت الضيافة التابع للحكومة الصينية. ولدى توجهه إلى الموكب علت الابتسامات وجه أعضاء الوفد الأمريكي الذي تجاهل أسئلة الصحفيين. آراء متفاوتة ويعرف عن أعضاء الفريق أن لهم أراء قوية بدرجات مختلفة من التشدد حول الخلاف مع الصين. فنافارو هو مؤلف كتاب «الموت بأيدي الصين» ومنوتشين هو الرئيس التنفيذي السابق لجولدمان ساكس، وكان أعرب عن تشاؤمه بحل الخلاف. وحذر لايتهايزر قبل مغادرته واشنطن بالقول «أريد التسلح بالأمل لكنني لست متفائلا فهو تحد كبير جداً». وترامب يراقب ويبعث بالتغريدات من واشنطن. فأثناء استعداد وفده للمحادثات في فندق في بكين كتب ترامب «فريقنا المالي العظيم في الصين يحاول التفاوض على تعامل متكافئ بشأن التجارة». وأضاف «أتطلع إلى لقاء الرئيس شي في المستقبل غير البعيد. وستكون بيننا دائماً علاقات عظيمة». ويقود الفريق الصيني كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الصيني ليو هي، نائب رئيس الوزراء. ولم تثمر زيارة ليو إلى واشنطن في وقت سابق من هذا العام عن أية نتائج ملموسة. خطوات تصالحية ومع احتدام الخلاف التجاري هذا الربيع، أطلقت الصين سلسلة من البادرات التصالحية. فقد القى شي كلمة تعهد فيها بخفض الرسوم الجمركية في بعض القطاعات، وهو ما قوبل برد فعل جيد من ترامب. واتبعت الصين ذلك بجدول زمني لرفع القيود عن الملكية الأجنبية لشركات صناعة السيارات، وأعلنت في عطلة نهاية الأسبوع الماضية أنها ستخفف من القيود على بعض قطاعات عالم الأموال بما يسمح للشركات الأجنبية بحصص أغلبية. غير أن مسؤولين صينيين قالوا إن تلبية مطلب ترامب بخفض فائض التجارة الثنائية بمقدار 100 مليار دولار سنوياً هو أمر «مستحيل». وفي حال فشلت المحادثات، فيمكن أن يبدأ فرض الرسوم الأمريكية في أواخر مايو بحيث تشمل واردات مثل الأجهزة الإلكترونية وقطع الطائرات والأدوية. ويرجح أن ترد الصين بفرض رسوم جمركية على سلع بقيمة 50 مليار دولار ومن بينها حبوب الصويا والسيارات ولحم البقر المجمد ومجموعة من السلع الأمريكية الأخرى. وسجلت أسواق المال الأمريكية هبوطاً مع استمرار المخاوف التجارية، كما انخفض مؤشر بورصة هونج كونج أمس. حرب تكنولوجية وفي غضون ذلك، يطغى تهديد فرض رسوم تجارية على المنافسة المتصاعدة بين البلدين في مجال التكنولوجيا. فالمسؤولون الأمريكيون يشعرون بالقلق من سياسة الصين الصنعية «صنع في الصين 2025» التي يعتبرونها خطة صينية للهيمنة على صناعات التكنولوجيا المتطورة الرئيسية. وقبل صعوده إلى الطائرة متوجهاً إلى بكين، وصف روس تلك السياسة بأنها «مخيفة».

مشاركة :