مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان، الأحد المقبل، وفي خضمّ حبس الأنفاس ترقّباً للاستحقاق، لا تزال القوى السياسية على اختلافها تخشى مفاجآت غير محسوبة من انتخابات تجري على أساس قانون جديد، خلق إرباكاً على كل المستويات. وأيقظ الحساسيات والعصبيات والطائفيات والمذهبيات، وأعاد نصب المتاريس، ما دفع لتوجيه نصائح أمنية إلى مراجع سياسية كبيرة بضرورة تعزيز إجراءاتهم الأمنية، والتخفيف من تحرّكاتهم وتنقّلاتهم، وأخذ الحيطة والحذر. ومن بوابة هذه المخاوف، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن الخطاب المسمّم للحياة اللبنانية، بكل تفاصيلها، هو الجريمة الكبرى التي ترتكب بحق البلاد ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، مؤكداً أن استمرار هذا الوضع بلا ضوابط أو كوابح «سيوصل إلى كارثة». وعشية الصمت الانتخابي الذي يبدأ عند منتصف ليل الجمعة - السبت، ويستمر حتى انتهاء عمليات الاقتراع مساء الأحد. حيث سيتوجّه اللبنانيون لصناديق الاقتراع وسيدلون بأصواتهم على أساس قانون نسبي قرّبهم أكثر من عدالة التمثيل، ركزت الماكينات الانتخابية، لمجموع 76 لائحة في الدوائر الـ15، عملها على عقد اجتماعات تنسيقية بين ممثلي القوى المتحالفة، للاتفاق على كل التفاصيل المتعلقة بسير العملية الانتخابية، بعدما أدّى رؤساء الأحزاب واللوائح قسطهم في حشد الناخبين والطوائف تحت عناوين سياسية فضفاضة، وأفكار ومشاريع قد لا يرى الناخب منها إلا النذر القليل. ووفقاً للوائح الشطب، فإن عدد الناخبين في كل الدوائر الانتخابية يبلغ ثلاثة ملايين و663 ألفاً و518 ناخباً. وفي حال تجاوزت نسبة الاقتراع 6% أو 65%، على غرار ما حدث في اقتراع المغتربين، فإن الكثير من رؤساء الأحزاب سيطمئنون إلى نتائج الحملات التي خاضوها على مدى الشهرين الماضيين لرفع نسب الاقتراع في دوائرهم، بما يوفّر لهم أصواتاً انتخابية تؤمّن لهم الفوز. علماً بأن القانون النسبي يتيح حدوث خروقات عديدة، إلا إذا كان فارق الحاصل الانتخابي كبيراً. نسب اقتراع وفيما يؤكد الجميع أنهم باتوا مستعدين بعد أن انهمكوا على مدى الشهرين الماضيين في شدّ عصب جمهورهم بكل ما ملكت أيديهم، وتوزيع كل جهودهم لكسب أصوات الناخبين، والحضّ على رفع نسبة التصويت من أجل رفع الحاصل الانتخابي. فقد بقيت كلمة السر بالنسبة للصوت التفضيلي مجهولة بالنسبة لكثير من اللوائح، التي يبدو أنها اعتمدت التريث في توزيع هذا الصوت حتى قبل 48 أو 24 ساعة من موعد الاقتراع. تجدر الإشارة إلى أن نسبة الاقتراع في دول الاغتراب بلغت نحو 59%، وتوزّعت على الشكل التالي: الدول العربية (69%)، أميركا (55%)، أفريقيا (68%)، أميركا اللاتينية (45%)، أوروبا (60%) وأستراليا (58%). ترتيبات أمنية ووسط هذه الأجواء المحتدمة والساخنة غير المسبوقة في التاريخ اللبناني، وقبل أيام على فتح صناديق الاقتراع، بدأت الترتيبات الأمنية والإدارية للأحد الانتخابي، فيما أشارت المعلومات التي توافرت لـ«البيان»، إلى أن الخطة الأمنية للجيش تقضي برفع الجهوزية إلى 100%، التي تبلغ ذروتها ليل السبت- الأحد، وتستمر إلى حين صدور نتائج فرز صناديق الاقتراع. . كما أن انتشار الوحدات العسكرية على كل الأراضي سيكون بنفس الحجم من دون تمييز بين منطقة وأخرى، مع مراعاة بعض المربّعات الدقيقة، منها مخيّم عين الحلوة في الجنوب، أو بعض مخيّمات اللاجئين السوريين، حيث سيعمل على اتخاذ إجراءات استثنائية لمنع حدوث الإشكالات.
مشاركة :