غداة التفجير الدموي الذي تبناه تنظيم «داعش» واستهدف مقر المفوضية العليا للانتخابات الليبية في العاصمة طرابلس، ما أسفر عن سقوط 14 قتيلاً و6 جرحى، دهمت قوة أمنية تابعة لداخلية حكومة الوفاق الوطني منزلاً في منطقة عين زارة بالعاصمة، وصادرت منه كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة بينها قذائف هاون وأخرى مضادة للطائرات من عيار 14.5 ملليمتراً. وأوضح مصدر أمني أن عملية الدهم حصلت في وقت متأخر من ليل الأربعاء لكن المتطرفين المستهدفين كانوا غادروا المنزل قبل ساعات إلى وجهة مجهولة. وأشار إلى أن المنزل كانت تقطنه عائلة نازحة من درنة وموالية لـ «مجلس الشورى» المدينة الإرهابي. وحذر النقيب في جيش المشير خليفة حفتر، أحمد بن نايل، أجهزة الأمن في طرابلس من التراخي أو التهاون مع الإرهابيين أو الخارجين عن القانون، مشيراً إلى أن «أهالي الجنوب عانوا من ويلات التفجيرات الانتحارية على أيدى الإرهابيين في البوابات والمدن والأماكن العامة». وخلال افتتاحه في العاصمة أعمال المنتدى الاقتصادي الليبي في حضور رجال أعمال إيطاليين، قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، إن «الاعتداء الإرهابي تنبيه لنا بأن التحدي الأمني ما زال موجوداً، وبأن مواجهته وإنهاءه يحتاجان إلى وحدة الصف والتنسيق الإقليمي والدولي». إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أنه سيطر على موقع محور الحيلة الاستراتيجي جنوب مدينة درنة، بعد طرد مسلحي الجماعات المتطرفة منه. كما كشف مقتل جندي وجرح 3 في انفجار لغم أرضي جنوب المدينة. وإشار معاون قائد سرية «الأبرق مشاة» الأولى صلاح بوطبنجات إلى اندلاع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة بين الجيش والجماعات المتطرفة التي قال إن عناصرها أصيبوا بذعر إثر زيارة قائد القوات المسلحة المشير خليفه حفتر لغرفة العمليات العسكرية في درنة». كذلك، وعد قائد قوات «الصاعقة» الخاصة اللواء ونيس بو خمادة بسحق «الإرهابيين الأجانب» المتواجدين في درنة، وقال: «وحوش الصاعقة وأسود الميادين الذين واجهوكم في محاور القتال بمناطق بنينا وبوعطنى والقوارشه وقنفوده والصابري وخريبيش هم في طريقهم إليكم لسحقكم»، ودعا جميع «المخدوعين» من أبناء مدينة درنة إلى تسليم أنفسهم تمهيداً للإفادة من المصالحات الاجتماعية المرتقبة. وأرسل الجيش تعزيزات ضخمة استعداداً لاقتحام درنة التي يحاصر منذ أسابيع مسلحي الجماعات المتطرفة داخلها. في سبها (جنوب)، تجددت الاشتباكات المسلحة ليل الأربعاء، ما أسفر عن سقوط 4 جرحى، في وقت دُفنت 16 جثة مجهولة الهوية في المدينة بعد مضي 4 أشهر على وجودها داخل ثلاجات مركز سبها الطبي.
مشاركة :