اعتبر رافاييل راميريز وزير الخارجية الفنزويلي أمس أن النفط الصخري يعتبر كارثة بالنسبة للتغيرات المناخية. وأضاف راميريز الذى كان يتحدث قبل بدء اجتماع "أوبك" في العاصمة النمساوية للصحفيين، أن الولايات المتحدة تنتج بأسلوب بالغ السوء، وأعني أن النفط الصخري هو كارثة من زاوية التغير المناخي. وتأتى تلك التصريحات من الوزير الفنزويلي في الوقت الذى تسعى فيه بلاده لحشد التأييد من أجل القيام بعمل يدعم أسعار النفط التي تضررت بشدة جراء تخمة الأسواق بالإمدادات. وتشكل فورة الوقود الصخري "الشيست" في الولايات المتحدة أحد أبرز عوامل تقلب سوق النفط العالمية، إلا أنها تجد نفسها بدورها مهددة بفعل هبوط أسعار النفط الذي يكبح تهافت الشركات النفطية على زيادة استغلالها. وحذر كريس لافاكيس من شركة موديز آناليتيكس، من أنه إذا تراجعت الأسعار حتى 65 دولارا للبرميل وبقيت بهذا المستوى لبعض الوقت فذلك سيؤثر في استثمارات الولايات المتحدة في البحث عن مصادر جديدة لإنتاج النفط. ووفقا لـ "الفرنسية"، فإن ضخ أموال متزايدة في مشاريع جديدة يبقى ضروريا لنمو الإنتاج الأمريكي المتواصل منذ ثورة الشيست عام 2008، فآبار الشيست تنفد بسرعة أكبر من آبار النفط التقليدي ما يؤدي إلى سباق متواصل من أجل الحفاظ على مستوى الكميات المستخرجة بل زيادتها. وبحسب بنك "باركليز" اللندني فإن تراجعا مطردا بنسبة 30 في المائة في أسعار النفط الخام قد يؤدي بعد فترة إلى هبوط بمقدار 40 مليار دولار في الإنفاق في هذا القطاع والمقدر حاليا بنحو 200 مليار دولار في السنة. وعلى سبيل المثال، فإن هبوط أسعار النفط سيحمل شركة "كونتننتال ريسورسز" على تخفيض نفقاتها الاستثمارية بنسبة 11.5 في المائة عام 2015 مثلما دفعها إلى إرجاء حفر آبار إضافية، وفي وول ستريت انعكس تراجع أسعار النفط منذ الصيف على أسعار أسهم الشركات المنتجة للنفط، ما يكشف عن مخاوف عملاء البورصة. وبحسب محللي "باركليز" فإن أرباح شركات التنقيب والإنتاج المتوسطة والصغرى ستنخفض بنسبة 17 في المائة عام 2015 إذا كان سعر البرميل 80 دولارا وبنسبة 25 في المائة إذا كان السعر 70 دولارا. غير أنه ليس هناك ما يدعو إلى الهلع في رأي رئيس شركة "كونوكو فيليبس"، أول شركة أمريكية كبرى أعلنت الحد من مشاريعها المستقبلية، وأشار ريان لانس رئيس مجلس إدارة الشركة، إلى أنه نشاط دوري، ونعتزم من باب الحيطة إدخال تعديلات مع مواصلة مراقبة تطور الوضع. وسمحت الابتكارات التقنية بتعزيز إنتاج النفط الصخري بشكل كبير في أمريكا الشمالية، وارتفع الإنتاج النفطي الأمريكي بفضل ذلك بنسبة 40 في المائة منذ عام 2006، إلا أن كلفة إنتاج النفط الصخري هي أكبر بثلاثة أو أربعة أضعاف كلفة إنتاج النفط في الشرق الأوسط. ومن غير المتوقع في عام 2015 أن يتأثر الارتفاع الكبير في الطلب في الولايات المتحدة التي أصبحت هذه السنة المنتج الأول في العالم للمحروقات السائلة (النفط والغاز الطبيعي المسال)، حتى أن شركة "كونتننتال ريسورسز" تتوقع ارتفاع إنتاجها النفطي خلال 2015 بما يصل إلى 29 في المائة من مستواه الحالي. وفيما ذكر لايل برينكر من شركة "آي إتش إس"، أنهم سيسجلون تباطؤا في نمو الإنتاج وليس تراجعا، إذا لن يحصل التراجع قبل 2016.
مشاركة :