المملكة دائماً معنا في مواجهة كل الأخطار المحدقة بقضيتنا العادلة

  • 5/4/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في حوار ل «اليمامة» أشاد سماحة الشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى ورئيس مجلس الافتاء الأعلى في فلسطين بقرارات قمة القدس في المملكة، وقال إنها تاريخية وفي مستوى المرحلة، قام فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدور كبير وهو صاحب الفضل في إطلاق اسم القدس على هذه القمة انطلاقاً من إيمانه العميق بالقضية الفلسطينية وبالقدس وبمواقفه المشرفة والنبيلة والداعمة تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني. وأكد أن العلاقات السعودية الفلسطينية جيدة وممتازة.. وأضاف: المملكة دائماً معنا في مواجهة كل الأخطار المحدقة بقضيتنا العادلة وفيما يأتي هذا الحوار: * بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ما حقيقة الأوضاع الآن في هذا الموضوع؟ - بلا شك هذا استمرار للعدوان الإسرائيلي، ونحن نعتقد أن الرئيس الأمريكي - مع الأسف الشديد - حاول أن يكرس هذا العدوان على المدينة المقدسة وعلى الحق الفلسطيني، فالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وعلى الحق العربي فالقدس عاصمة حضارية للعرب، وهو عدوان على الأمة الإسلامية باعتبار أن القدس تمثل جزءاً من عقيدة الأمة. وهذا عدوان على المسيحيين الذين يمثلون أيضاً جزءاً كبيراً ومهماً في فلسطين وفي الشرق العربي، ويمثل أيضاً عدواناً على الشرعية الدولية التي هي ترفض كل الرفض أن تنقل أي سفارة لأي دولة إلى المدينة المقدسة، لكن مع الأسف الشديد تجاوز الرئيس الأمريكي كل هذه الحواجز واعتدى على كل هذه المسميات والأسماء بهذا القرار الجائر والظالم. ولكن نحن على يقين بأن هذا القرار سيفشل كما فشلت كل القرارات السابقة التي كان الشعب الفلسطيني يرفضها.. والشعب الفلسطيني بالتأكيد يرفض كل ما يمكن أن يمس حقوقه، فكيف إذا كان هذا المس يتعلق بالمدينة المقدسة. * هل قام الفلسطينيون ومعهم العرب والمسلمون بجهود ومساع معينة حتى يتراجع ترامب عن قراره؟ - بالتأكيد وبلا شك أن الشعب الفلسطيني بأسره، بقيادته وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس وبكل قطاعاته رفض هذا القرار رفضاً قاطعاً، وهذا ما عبر عنه الشعب الفلسطيني منذ القرار وإلى غاية الآن، ألا تعلم أنه منذ صدور هذا القرار وإلى الآن لم تتوقف فعاليات الفلسطينيين الرافضة لهذا لقرار والمعبرة من خلال المظاهرات والمسيرات السلمية والاعتصامات ومن خلال الاحتجاجات أمام السفارات، ليس في فلسطين فقط، بل في كل العالم العربي وفي كل مواقع الوجود الفلسطيني ومعهم أبناء الأمة العربية والإسلامية، وبالتالي نحن نطالب في هذا الوقت وفي هذا المجال بوقفة كبيرة على مستوى السادة والقادة أن يطبقوا قرارات القمم العربية التي اتخذوها ماضياً واتخذوها حاضراً في قمة القدس التي عقدت في المملكة العربية السعودية بالظهران في الفترة الأخيرة يوم 15 نيسان/ أبريل الماضي.. نطالبهم بتطبيق هذه القرارات حتى يشعر كل العالم أن العرب والمسلمين لن يتخلوا عن القدس.. وأنا أعتقد أن أحرار العالم كذلك لن يتخلوا عن القدس، بمعنى أن القدس تمثل حقاً حضارياً ودينياً وتاريخياً للفلسطينيين، فيعتبر هذا الاعتداء على هذه الخطوط مجتمعة عدواناً على الإنسانية جمعاء. * في رأيكم ماذا ربحت القضية الفلسطينية بصفة عامة والقدس بصفة خاصة من قمة القدس الأخيرة؟ - بلا شك الذي ربحته القضية الفلسطينية والقدس، أولاً أن القمة سميت باسم قمة القدس، وهذه رسالة مهمة ومهمة لأن العرب مع القدس وبأن المسلمين مع القدس، وبأنهم لن يفرطوا في القدس، وحضر القمة، كما تعلم، عدد كبير من زعماء الأمة العربية، وكانت قرارات القمة في مستوى المرحلة وتواجه تماماً احتمالات وخطورة المرحلة، أنا أعتقد أن القضية الفلسطينية وبشكل عام والقدس بشكل خاص استفادتا من هذه القمة.. ونرجو أن يبني العرب على هذه القمة مواقف صلبة ومتصلبة لحماية القدس والقضية الفلسطينية.. إذن كانت قرارات قمة القدس تاريخية، قام فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدور كبير وهو صاحب الفضل في إطلاق اسم القدس على هذه القمة انطلاقاً من إيمانه العميق بالقضية الفلسطينية وبالقدس وبمواقفه المشرفة والنبيلة والداعمة تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني، فإليه وإلى المملكة، قيادة وحكومة وشعباً كل التحية والشكر والتقدير، ونحن لا ننسى ذلك. علاقات جيدة وممتازة * في هذا الإطار ما تقييمكم للعلاقات السعودية الفلسطينية؟ - علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى للفلسطينيين جيدة وممتازة وأخوية وهي علاقات حرص القيادة السعودية على تطلعات القيادة الفلسطينية، لا يوجد هناك أي خلاف في قضية الموقف السعودي من القضية الفلسطينية والقلب منها القدس.. فالمملكة دائماً معنا في مواجهة كل الأخطار المحدقة بقضيتنا العادلة. ذكرى أليمة * تحل يوم 15 مايو الجاري ذكرى مرور 70 سنة على ظهور إسرائيل، ماذا تقولون في هذه الذكرى الأليمة؟ - إنها ذكرى أليمة ولكننا نقول هذه موجة استعمارية كالموجات الاستعمارية السابقة، وهذا احتلال.. ومصير الاحتلال وكل الاحتلالات في العالم دائماً إلى زوال، والشعوب في النهاية هي المنتصرة.. هذه نكبة، صحيح، ولكن شعبنا الفلسطيني موجود في أرضه، متمسك بها وبحقوقه.. وفي النهاية سيصل هذا الشعب إلى حقوقه. زيارة القدس * ما ردكم على يوسف القرضاوي الذي حرّم على العرب والمسلمين زيارة القدس؟ - زيارة القدس تعين أهل القدس على الصمود.. وهذا ليس تطبيعاً.. نقول ذلك بشكل واضح، وقد اتضحت الصورة الآن.. وعلى أية حال إن زيارة القدس دعوة نبوية حسب الحديث النبوي الشريف الذي يقول: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى»، أنا أعتقد أنه أمام الدعوة النبوية لا يقف أي رأي.. فالدعوة النبوية واضحة بالترغيب لشد الرحال إلى القدس، ونحن نقول أيضاً ونؤكد على هذه الدعوة ونقول لكل أبناء العرب والمسلمين: شدوا رحالكم إلى القدس.. زوروا القدس.. لأنكم أنتم تزورون القدس إنما تزورون مقدساتكم وتزورون إخوانكم وتدعمونهم، وليس العكس.. فالزيارة ليست لدعم الاحتلال وليست تطبيعاً مع الاحتلال. * هل حققت مسيرات العودة في غزة أهدافها؟ - بالتأكيد، لأن مسيرات العودة هي إبداع من إبداعات الشعب الفلسطيني في المقاومة، وهو إبداع جيد، والدليل على ذلك أن الإسرائيلي شعر بالرهبة من هذه المسيرات، ليس في غزة فقط، ولأن غزة بادرت إلى إقامة خيام العودة، وبالتالي هذا إبداع شعبي فلسطيني، إنه فعلاً إبداع كل الشعب الفلسطيني، كما هو في غزة هو في القدس والضفة. وفي الداخل الفلسطيني عام 1948م، بالتأكيد هذه المسيرات أثمرت إبداعاً جديداً من الإبداعات السلمية في مواجهة هذا الاحتلال، أنت تلاحظ أن الخيام في غزة وأن المسيرات إلى الحدود كلها تصب في خانة المقاومة السلمية، وهذا بالتأكيد يرسل رسالة إلى العالم بأن الشعب الفلسطيني تواق إلى السلام والحق، ولكنه لا يفرط في حقوقه.

مشاركة :