عكاظ تكرِّم عملاقَي الصحافة السعودية الراحلَين السديري وإدريس

  • 5/5/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أقامت صحيفة عكاظ أمس الخميس في مقرها بجدة حفلاً لتكريم الصحفيَّيْن الراحلَيْن رئيس تحرير صحيفة الرياض السابق تركي السديري، والصحفي السعودي مصطفى إدريس، وذلك على هامش الاحتفاء بيوم الكتاب العالمي. وتخلل الحفل ندوة عن رئيس تحرير صحيفة الرياض السابق تركي السديري، تحدث فيها الدكتور هاشم عبده هاشم، والدكتور عبدالله مناع، ونجل الراحل تركي السديري (مازن). وتناولت الندوة سيرة السديري في دعم الثقافة، والاحتفاء بالمثقفين والأدباء، إضافة إلى حديثهم عن أبرز محطاته العملية التي عاصروها إبان رحلته الطويلة في بحور الثقافة والصحافة التي ناهزت الـ41 عامًا. وكشف رئيس تحرير صحيفة عكاظ جميل الذيابي خلال كلمته عن تخصيص جائزة للراحل تركي السديري في الصحافة السعودية مطالبًا هيئة الصحفيين بتبني الفكرة، ومشيرًا إلى استعداد "عكاظ" للمشاركة في ذلك. ومن جانبه، أكد رئيس تحرير صحيفة عكاظ الأسبق، الدكتور هاشم عبده هشام، أن رحلة تركي السديري امتدت في صحيفة الرياض على وجه التحديد أكثر من 40 عامًا متواصلة، بدءًا بالعمل محررًا رياضيًّا، وانتهاء برئاسة التحرير. وقال "هشام": أريد أن أركز على نقطة البدء الحقيقية في شخصية السديري المهني والمثقف والمستنير؛ لأنه جاء في وقت كان فيه بلادنا ومجتمعنا بحاجة إلى من يفتح أمامه كل الأفق دون حدود. وهي مهمة معقدة وصعبة، وغير قابلة للاجتهاد. ولفت رئيس اتحاد الصحفيين السعوديين رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك إلى أن العمل مع الراحل السديري كان دائمًا يشوبه الكثير من المنافسة، وأحيانًا التوتر؛ ليصل في مراحل معينة لسقف عال في هذه المنافسة ووقفة نفس، سرعان ما تنتهي بحكم أخلاق تركي السديري، وتمتعه بصفات لا توجد لدى الآخرين؛ فهو دائمًا صاحب المبادرة. وزاد: "الخلافات بيني وبين الزملاء لم تتعدَّ المنافسة الصحفية؛ ما ساهم في وصول الرياض والجزيرة إلى مستويات عالية. والمنافسة مهما كان حجمها ساعدت على وصول الصحيفتَين إلى هذا المستوى". وأشار المالك إلى أن تركي السديري استلم جريدة الرياض وهي في وضع مهلهل.. وصراعات كبيرة بين أعضاء المؤسسة، وقَبِل هذه المهمة، وواجه الخلافات، وقَبِل التحدي، لكن ذلك لم يثنهِ عن مهمته؛ فنجح في التغلب على هذه المشاكل، والوصول بالمؤسسة إلى أرقام فلكية، لم تصل إليها صحيفة أخرى. ومن جانبه، قال الدكتور عبدالله مناع السديري: إن الراحل السديري صاحب قلم جميل، يعطي الإحساس بأنه يستطيع ما لا يستطيعه الآخرون، أنه قادر على أن يقول الحق، وشجاع. مشيرًا إلى أن تركي السديري ذو جانب اجتماعي، تميز به، من خلال إحساسه بحالة الناس، والتعبير عن حاجاتهم. وأضاف: السديري صحفي قدير، وكان جريئًا، وكان جميلاً، وكانت له كلمة عن الأستاذ المرحوم رضا لاري حين أسماه فاكهة الصحافة؛ فهو تركيبة جميلة لرضا لاري - رحمه الله -. وأشار الكاتب والصحفي السعودي قينان الغامدي إلى أن الراحل السديري مهموم بالقارئ، وثقافة الجيل، ولم أره - لا في مكتبه وفي أي مكان - إلا وفي يده كتاب. وكان يحدثنا عن كتب يقرؤها، ولم تصل إلى الساحة السعودية. لافتًا إلى نجاحه في ترتيب جهاز متميز في الصحيفة لدرجة أنه أصبح مطمئنًّا على مسيرة العمل في الصحيفة حتى لو غاب عنها. وتخلل الحفل أمسيتان شعريتان، إحداهما فصحى للشاعرَين جاسم الصحيح ومحمد أبو شرارة، والأخرى شعبية للشاعر عبدالله عبيان والإعلامية أميرة العباس. وفي ختام الندوة قدم رئيس تحرير صحيفة عكاظ جميل الذيابي ورئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك هدية تذكارية لابنَي الراحل تركي السديري (مازن وهيثم)، إضافة إلى تكريم زوجة الراحل مصطفى إدريس. حضر الأمسية نخبة من المثقفين والصحفيين السعوديين والفنانين التشكيليين، وعدد من الكتّاب السعوديين. وأكد الذيابي أن تكريم عكاظ للراحلَين رئيس تحرير صحيفة الرياض السابق تركي السديري، والصحفي الراحل مصطفى إدريس، في يوم الكتاب العالمي يأتي عرفانًا وامتنانًا لما قدمه الراحلان من تاريخ ثري ومثرٍ في الصحافة السعودية. موضحًا أن تكريم السديري وإدريس الليلة في عكاظ نظير ما قدماه للمهنة والعاملين فيها، حتى سارا بصاحبة الجلالة إلى مراحل متقدمة، أوصلت الصحافة السعودية إلى ما هي عليه الآن.

مشاركة :