قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن إدارة الرئيس الأميركي ترمب ووزارة الدفاع «بنتاجون» قد ضللتا الشعب الأميركي فيما يبدو بشأن الاشتباك العسكري المتزايد في الحرب اليمنية، والتي وصفتها بأنها لا تهم المصالح الأميركية في أي شيء. وكانت الصحيفة قد كشفت في تقرير حصري لها عن جود قوة أميركية صغيرة على الحدود السعودية اليمنية منذ العام الماضي، لمساعدة نظام الرياض في تحديد وتدمير مواقع الصواريخ الباليستية التي يطلقها الحوثيون على السعودية.أشارت الصحيفة إلى أن تورط الولايات المتحدة المباشر في حرب اليمن يكذب البيانات التي ينشرها البنتاجون بأن الجيش الأميركي يقصر مساعدته فقط على المعلومات واللوجستيات، وإعادة تزويد طائرات التحالف السعودي- الإماراتي بالوقود. وأضافت أن قائد القيادة المركزية الجنرال جوزيف فوتيل كذب على أعضاء الكونجرس في مارس الماضي، عندما سئل عن وجود قوات أميركية يمكن تتعرض لأعمال عدائية من جانب الحوثيين، فأجاب: «إننا لسنا طرفاً في الصراع». وذكرت الصحيفة أن القوات الأميركية تقاتل مجموعات متطرفة في 14 دولة، لكن الحوثيين لا يشكلون تهديداً لأميركا، وإن كانوا مدعومين من إيران، محذرة من أن نشر قوات لواشنطن على الحدود السعودية اليمنية يزيد من فرص اشتعال صراع بين واشنطن وإيران. ودعت الصحيفة إلى إخضاع هذه القرارات العسكرية الحساسة للنقاش العلني، وإجبار الرئيس ترمب وجنرالاته على تبرير اتخاذها، وتحمل مسؤولية عواقبها. وانتقدت الصحيفة الكونجرس الأميركي، التي وصفته بأنه تخلى عن حقه الدستوري في مشاركة الرئيس قرار إرسال قوات الأميركية وخوض الحروب، وذلك مع تآكل نظام المراقبة والتوازن في الحكومة الأميركية منذ 11 سبتمبر 2001، وهو تاريخ بدأ في المواطن الأميركي عدم المبالاة إزاء الحروب غير المنهية لبلاده. وألمحت الصحيفة إلى أن تواطؤ واشنطن في حرب اليمن -التي تسببت بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، وقتلت آلاف المدنيين- يمكن أن تجعل الولايات المتحدة مشاركة في جرائم حرب ضد الإنسانية. وقالت إن هجمات الحوثيين الصاروخية تثبت أن الرياض لم تعد آمنة الآن بقدر ما كانت عند بداية الحرب، مؤكدة أن اتفاق سلام هو الحل الوحيد لوقف القتال، ووقف الحرب. وأشارت إلى تخطيط الأمم المتحدة لمقترح سلام جديد، ودعت الكونجرس إلى المساعدة في إنجاحه، عبر قطع المساعدات العسكرية للسعودية، والتصويت لمنع استخدام القوات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن.;
مشاركة :