مرشّح المعارضة يتوعد أردوغان بمعركة «شرسة»

  • 5/4/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يشي اختيار «حزب الشعب الجمهوري»، ابرز تشكيلات المعارضة في تركيا، النائب البارز محرم إنجه، المعروف بخطبه النارية، مرشحاً لانتخابات الرئاسة المرتقبة في 24 حزيران (يونيو) المقبل، بأن الرئيس رجب طيب أردوغان سيخوض معركة شرسة للاحتفاظ بمنصبه، لا سيّما انه سيواجه أيضاً وزيرة الداخلية السابقة ميرال أكشنار. وتنظم تركيا انتخابات رئاسية ونيابية مبكرة، بدعوة من حكومة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم. ويتطلّب الفوز من الدورة الأولى في انتخابات الرئاسة، نيل اكثر من 50 في المئة من الأصوات، لكن استطلاعات الرأي ترجّح تنظيم دورة ثانية في 8 تموز (يوليو) المقبل. وأبلغ أردوغان حشداً في إسطنبول أنه تعهد دوماً أن يكون «رئيساً مختلفاً» لا يتنصّل من المسؤولية، علماً أن الرئيس المقبل لتركيا سيحظى بصلاحيات واسعة. أتى ذلك بعدما سجّل رئيس الوزراء بن علي يلدرم ورئيس حزب «الحركة القومية» دولت باهشلي، ترشيح أردوغان لدى سلطات الانتخابات في أنقرة. في المقابل، أعلن رئيس «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيليجدارأوغلو ترشيح إنجه، بعد عزوفه عن خوض السباق، معتبراً أن على رئيس حزب ألا يكون رئيساً للدولة في آنٍ. وفي خطاب قبوله الترشيح، أظهر إنجه أنه لن يخشى مواجهة أردوغان الذي وصفه «بما يُسمى الزعيم العالمي الذي يستشيط غضباً كل يوم». وقال خلال اجتماع حزبي حاشد في العاصمة: «في 24 حزيران، ستنتهي الأوقات المحبطة وسأكون إن شاء الله رئيساً برغبة من الشعب. لثمانين مليون شخص (عدد سكان تركيا)، سأكون رئيساً للجميع، رئيساً غير متحيّز». وأضاف أمام آلاف من أنصار «حزب الشعب الجمهوري»، بعدما قدّمه لهم كيليجدارأوغلو، انه لن يقيم في قصر الرئاسة الذي شيّده أردوغان ويضمّ ألف غرفة، إذا انتُخِب رئيساً، بل سيحوّله «داراً للعلوم». وتابع: «سنحقق العدالة أولاً، وسنكون محايدين مستقلين». واتهم الرئيس التركي بتقويض الديموقراطية، متعهداً إنهاء الفئوية في القضاء والقطاع العام، وإجراء إصلاحات اقتصادية. وكان إنجه الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ54، تعهد بيع قصر الرئاسة، في حال انتخابه. وإنجه نائب منذ العام 2002 ومدرّس سابق للفيزياء، يُعرف بمهارته الخطابية ولهجته الحماسية، كما انه معارض شرس لأردوغان وحزب «العدالة والتنمية». وكان المنافس الوحيد لكيليجدارأوغلو على زعامة «حزب الشعب الجمهوري»، عامَي 2014 و2016، ويحظى بدعم قاعدة ناخبي الحزب والناخبين المحافظين واليمينيين. وتتباين اللهجة الصارمة لإنجه مع الأسلوب المتحفظ لكيليجدارأوغلو الذي تزعم الحزب الأتاتوركي منذ العام 2010، لكنه لم يشكّل منافساً جدياً لأردوغان. وقال سينان أولغن، رئيس «مركز الاقتصاد والسياسة الخارجية» الباحث الزائر في معهد «كارنيغي أوروبا» إن «محرم إنجه أفضل مرشح يمكن أن يختاره حزب الشعب الجمهوري، في ما يتعلّق بحشد قاعدة الحزب. سيكون قادراً على ضمان مشاركة ضخمة لناخبي الحزب يوم الاقتراع». لكن التحدي الأكبر الذي يواجهه أردوغان سيكون ميرال أكشنار التي أسّست «الحزب الصالح» العام الماضي، بعدما انشقت عن «الحركة القومية». وشكّل «حزب الشعب الجمهوري» و»الحزب الصالح» وحزبان آخران تحالفاً لخوض الانتخابات، فيما أعلن «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي ترشيح زعيمه السابق صلاح الدين دميرطاش لخوض انتخابات الرئاسة، على رغم كونه سجيناً. وقبِل دميرطاش ترشيحه، وشكا في رسالة وجّهها من سجنه من أنه «رهينة سياسية»، داعياً أنصاره إلى «أن يكونوا يدي وذراعي وصوتي وأنفاسي». وأظهر استطلاع للرأي أُعِدّ الشهر الماضي أن أردوغان سينال 40 في المئة من الأصوات، متقدماً أكشنار (30 في المئة) وإنجه (20 في المئة) ودميرطاش (أقل من 10 في المئة).

مشاركة :