القاهرة: محمد فتحي ما الذي جذبك لدخول مجال التمثيل؟- أحب الفن والتمثيل منذ صغري، وأقدّر دور الفن في الحياة، وأعشق السينما والدراما والمسرح، وما شجعني أن الأعمال التي عرضت عليّ وجدتها جيدة وأحببتها، وأنا سعيدة بكل التجارب التي خضتها.كثيرون أشادوا بدورك في مسرحية «فرصة سعيدة» فكيف كانت التجربة؟- المسرح صعب جداً، ولكنني شخصياً استمتعت به، وشعرت بأنني تأخرت في التمثيل على الخشبة، وكان من المفترض أن أخوض هذه التجربة من قبل، أنا مستمتعة بها ودوري في المسرحية يلمس كل فتاة، ورغم أن العرض كوميدي، إلا أنه عميق وهدفه توضيح كيف تستطيع المرأة تصحيح مسارها.كيف تم ترشيحك لهذا الدور؟- ترشيحي جاء بالصدفة البحتة، فقد كنت أتحدث مع الفنان محمد جمعة عن عشقي للمسرح، خاصة حينما كنت أشاهد أحد العروض المسرحية برفقة زوجي العميد محمد سمير، وقلت له إن مكاني على الخشبة، وفوجئت بمحمد جمعة يخبرني بأنه سيرسل إلي ورق مسرحية، وبالفعل قرأتها وأعجبتني جداً.وهل تأثرت بردود الفعل؟- لم أكن أتوقعها، الحمد لله لم يصلني أي نقد في أي شيء، والجميع يشكر في الأداء والورق والفكرة، والتجربة ناجحة من كل النواحي، وهذا ليس سهلاً، إذ غالباً ما يكون هناك خلافات في وجهات النظر حول أي عمل.ألم تقلقي من هذه التجربة أم أنك تحبين المغامرة؟- قلقت جداً، ولكن المغامرة يجب أن تكون محسوبة، ولم يكن معقولاً أن أرفض أن أكون بطلة أمام أحمد بدير، فهي مغامرة ثقيلة، ولكن على العكس، فالتمثيل مع هذا النجم مريح ومنحني الطمأنينة، وهو مدرسة في الكوميديا، كذلك في المسرحية نجوم كبار مثل محمد الصاوي.. كلها عوامل مشجعة بقدر صعوبة التجربة، وهي خطوة مهمة ومحسوبة، وأدائي اختلف بعد وقوفي على المسرح.نفهم أن التجربة مشجعة للاستمرار في التمثيل؟- مشجعة جداً، وبالفعل شاركت في الجزء الثاني من مسلسل «الأب الروحي»، ولكن الفكرة بالنسبة لي ليست الاستمرار في التمثيل بشكل مطلق، إنما ما يعرض عليّ وأراه جيداً، فلن أدخل في فكرة الانتشار، ولن أتواجد في أي عمل من أجل التواجد فقط، سأقدم الدور المختلف وليس مهماً أن تكون مساحته كبيرة، المهم أن يكون مؤثراً.هل تجاربك السابقة في التمثيل أفادتك في الوقوف على المسرح؟- كان لي تجربة واحدة في مسلسل «ظرف أسود» مع عمرو يوسف وإنجي المقدم، وأخرى لاحقة في فيلم «من أول السطر» مع أحمد راتب وإيهاب فهمي والمطرب اللبناني آدم من المفترض أن نستكمل تصويره، ولكن المسرح مختلف عن الدراما والسينما، وأنا عشقته بعد أن كنت من مشاهديه.ما الذي ترفضين تقديمه في التمثيل؟- هناك مناطق لا ينفع أن أقدمها، ولكن بشكل عام لم يعد هناك أشياء نتردد في تقديمها، ولا مشاهد خارجة في السينما والدراما، كما أن هناك أدواراً يمكننا تقديمها بشكل مختلف، مثل النجمة الرائعة هند رستم التي قدمت الإغراء بدون أن تجرح العين.هل من الممكن أن يأخذك التمثيل من الإعلام؟- لا أبداً، فأنا سأقدم في الإعلام ما يناسب أفكاري وقناعاتي، وفي حدود المتاح، والعمل الجيد هو الذي يجذبني في المجالين.ما الذي ستقدمينه في الفترة المقبلة في الإعلام؟- قدمت كل شيء بدءاً من البرامج الفنية في أكبر المحطات ومنها «روتانا»، وبرامج اجتماعية في «دريم»، وقدمت سياسة في «MBC مصر» لمدة عامين و«توك شو».. والجميل أن الناس تقبلوني في كل الألوان، وفي الفترة المقبلة أريد أن أقدم برنامجاً من نوعية «هارد توك» وتعاقدت بالفعل مع قناة كبيرة لتقديمه، وسأحاور شخصيات عربية ودولية على كل المستويات، فالإعلام بالنسبة لي يدير العقول وأحب أن أقدم عملاً جيداً وإضافة.وكيف ترين تصنيفك ومكانك في الإعلام؟- نحن في مصر نصنف المذيعين، وأنا مختلفة لأنني قدمت برامج متنوعة، وعملت مع محطات كبيرة مثل «روتانا»، التي لا تضم إلا المذيعين الناجحين، وأجريت لقاءات مع عمالقة مثل فيروز وعمرو دياب وصباح التي لم أكن أحلم بأن أقابلها، وعادل إمام ويحيى الفخراني ونور الشريف ومنى زكي وأحمد السقا، وسعيدة بكل ذلك، وقدمت برامج اجتماعية بموضوعات ثقيلة، وعملنا على ملفات مهمة وتحدثت عن كل المجالات، وفي موضوعات كان من الصعب أن يتحدث فيها أحد مثل زنى المحارم والرهبنة وقوانين الأحوال الشخصية، وفي السياسة قدمت توك شو في وقت كانت الأحداث ساخنة، فأنا أحب عملي وضد فكرة التصنيف.وماذا عن المنافسة؟- لا أهتم بها ولا أضع عيني على أحد، ولم أفعل ذلك أبداً في الإعلام أو التمثيل. أنا بعيدة عن المنافسة وعن فكرة التركيز مع ما يقدمه الآخرون، ومن يقدم عملاً جيداً أشجعه، لأنني خارج أي تصنيف.هل تشعرين بحالة من الرضا عما حققته؟- جداً، والحمد لله أحببت كل ما قدمته، فأنا أتفرغ تماماً لعملي، ولا أقدم أكثر من شيء في وقت واحد، وأنظم وقتي كما أحب فترة السبعينات وتمنيت لو أنني عشتها، فتعلمت من عمالقة ذاك العصر ألا أقدم شيئاً لا أحبه ولا أقتنع به، فالإنسان تاريخ ويجب أن يحافظ عليه، وكل عمل أقدم عليه باعتباره آخر عمل في حياتي ويجب أن أهتم به، وهذا ما يجعلني أشعر براحة ورضا.تشعرين بأنك أخذت حقك؟- الحمد لله أخذت حقي، فعندما أسير في الشارع تكفيني كلمة «نحن نحترمك ونصدقك»، وهناك من يقول لي «نحبك»، فهكذا أنال حقي، ولديّ حالة من الرضا عما قدمته.
مشاركة :