اكتشاف ألف جرة في البحر الأحمر تعود إلى منتصف القرن الـ18 الميلادي

  • 5/5/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

عثر فريق سعودي - ايطالي مشترك في قاع البحر الاحمر، قرب مدينة أملج في الشمال الغربي للمملكة، على كومة كبيرة من الجرار الملتصقة مع بعضها البعض. واستطاع الفريق حصر ألف جرة، وحدّد أنواعا من الجرار سيتم درسها في المواسم المقبلة. وقال الخبير الدولي عضو البعثة السعودية الإيطالية الدكتور رومولو لوريتو إن البعثة ركزت جهودها، خلال موسمي 2015-2016، على درس حطام السفينة الغارقة في ساحل أملج، موضحاً أن الفريق تمكن من تحديد موقع حطام السفينة، والتقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية ثلاثية الابعاد، وتسجيل فيديو متكامل لعمليات الغطس الاثري. وأشاد لوريتو بمهارة أعضاء الفريق السعودي وتعاونه مع البعثة الإيطالية، وقال إن البعثة تمكنت من تدريبهم على كيفية العثور والتعامل مع الآثار الغارقة تحت المياه. مشيراً إلى أن أعمال التدريب شملت وصف السفن الغارقة وحمولتها، وكيفية التعامل مع المعثورات تحت الماء، والقيام بالرسومات الفنية لها. وأوضح عضو البعثة السعودية - الإيطالية أن حطام السفينة، بما في ذلك المعثورات، يقع على مساحة طولها 40 مترا، وعرضها 16 متراً، وقال: «موقع الحطام يمكن الحصول عليه ومعالجته بوصفه إرثا حضاريا ثقافيا، مبيناً أن الموقع يحوي كومة كبيرة من الجرار الملتصقة ببعضها البعض، وهناك مجموعة من الأحواض الكبيرة توجد وسط السفينة، إضافة إلى أكواب من خزف البورسلان الصيني وغلايين للتدخين، ومعثورات مختلفة يعود تاريخها إلى منتصف القرن الـ18 الميلادي. وأبان روميلو أن الحجم المرئي والمكتشف من السفينة يؤكد ضخامة حجمها، ويتضح ذلك بمقارنة كبر إطاراتها وعوارضها الخشبية مع إطارات السفن الحالية». ولفت إلى أن هناك تشابها كبيرا بين موقع ساحل أملج ومواقع أخرى تقع في المياه الإقليمية المصرية، مثل موقع سعدانة وموقع شرم الشيخ، مضيفاً: «البعثة ستقوم بدرس المعثورات وتحليلها في المواسم المقبلة، ما يسهم في مزيد من معرفة طبيعة الملاحة في البحر الأحمر وثقافتها». ويعد البحر الأحمر من البحار المليئة بالقطع الأثرية، التي تعود إلى آلاف السنين، باعتباره أحد المعابر البحرية الرئيسة على مدى التاريخ. وبدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية مشروعا للتنقيب عن الآثار الغارقة في مياه البحر الأحمر، بالتعاون مع جامعات ومراكز بحثية عالمية. وأظهرت أعمال المسح وجود أكثر من 50 موقعا لحطام سفن غارقة على امتداد البحر الأحمر، تتنوع قيمتها التاريخية والأثرية والفترات التاريخية التي تعود إليها. من جهته، أكد رئيس الفريق السعودي في بعثات التنقيب عن الآثار الغارقة الباحث مهدي القرني أن الحضارات المتعاقبة التي شهدتها الجزيرة العربية كان لها تأثيرها في وجود آثار غارقة في سواحل البحر الأحمر، وبخاصة أن هذه الأرض كانت معبرا لطرق التجارة القديمة، مشيرا إلى أن هناك خمسة مواقع تستهدفها البعثة السعودية - الألمانية للتنقيب عن الآثار الغارقة في البحر الأحمر. وأشار التوني إلى أن اكتشاف الآثار المغمورة يحتاج إلى كثير من الإمكانات والخبرات المتخصصة، وبخاصة أن السواحل تحوي كثيرا من المخلفات والقطع التي لا تعد قطعا أثرية، وقال: «التراث الثقافي المغمور بالمياه جزء من هويتنا وتاريخنا الوطني، وحمايته تقع على عاتقنا جميعاً»، لافتاً إلى أنهم اكتسبوا «خبرات واسعة وتجربة غنية في الكشف عن الآثار الغارقة والمغمورة بالمياه». وأشار إلى أن نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني خصص فصلاً كاملاً عن الآثار الغارقة، تضمن عدداً من المواد المنظمة التي تتعلق بالبحث داخل المناطق البحرية الخاضعة لسيادة المملكة، وإعادة المكتشفات الأثرية الغارقة وتسليمها للهيئة، وكذلك التعاون بين الجهات الحكومية ذات العلاقة على المحافظة على مواقع الآثار الغارقة والإبلاغ فوراً عن أية آثار غارقة يتم اكتشافها. وتشير العضوة الباحثة الإيطالية الدكتورة كيارا زازارا الى أهمية المتاحف البحرية قائلة: «هناك عدد منها تم افتتاحه أخيراً في منطقة غرب المحيط الهندي، بهدف ربط علاقة الشعوب بالبحر، من خلال الوقوف على جميع الأنشطة ذات العلاقة البحرية القديمة، مثل الملاحة، وبناء المراكب، والتجارة البحرية»، وأضافت: «يمكن أن تشمل هذه المتاحف السفن الغارقة بمحتوياتها الأثرية المختلفة، واقامة عروض مرئية لهذا الإرث الثقافي الحضاري». ولفتت إلى معوقات البحث والاهتمام بالسفن الغارقة، مثل استمرار نمو السواحل المرجانية، والمياه الدافئة التي تؤثر في حفظ المواد الأثرية، وعدم وجود منهجية لدرس المواقع الغارقة، وغيرها.

مشاركة :