اتفق مسؤولون أمريكيون وصينيون على وضع آلية؛ للعمل على تسوية القضايا المتعلقة بالتجارة بين الجانبين، بالرغم من «الخلافات الكبيرة» بينهما.وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن الوفد التجاري الأمريكين الذي يزور البلاد والمسؤولين الصينيين «توصلوا إلى اتفاق بشأن بعض الجوانب»، والتزموا بتناول النزاعات التجارية من خلال الحوار.وأضافت«شينخوا» أن «الجانبين يدركان استمرار وجود خلافات كبيرة حول بعض القضايا، وأنهما بحاجة لاستمرار تعزيز العمل وإحراز المزيد من التقدم».وتباحث المسؤولون من الجانبين بشأن الاستثمارات الأجنبية، وسبل حماية حقوق الملكية الفكرية والتعريفات الجمركية ضمن قضايا أخرى، بعد أسابيع من احتدام التوترات على الصعيد التجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.وترأس وزير الخزانة ستيفن مونشين الوفد الأمريكي الذي ضم في عضويته أيضاً وزير التجارة ويلبور روس والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني لاري كودلو والمستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو.وسط التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة ورغم أن الكثير من التحليلات الحالية تركز على اعتماد الصين على صادراتها إلى الولايات المتحدة، إلا أن الشركات الأمريكية ومستثمريها ترتبط إيراداتهم بصورة أكبر بالصين، هكذا قال وي تشن مدير قسم الدراسات المتعلقة بالصين في مؤسسة مورجان ستانلي كابيتال إنترناشونال، المتخصصة في تقديم مؤشرات أسواق المال.وقال وي إن «5.1 % من إيرادات الشركات المدرجة في مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشونال للولايات المتحدة تأتي من الصين، وقد تتعرض للخطر إذ ما حدثت حرب تجارية. ومقارنة بذلك نجد أن 2.8 في المئة فقط من إيرادات الشركات المدرجة على المؤشر للصين تأتي من الولايات المتحدة».وأظهرت الدراسة أن قطاعي تكنولوجيا المعلومات والطاقة في الصين هما الأكثر تأثراً بالاقتصاد الأمريكي. أما على الجانب الأخر، فإن قطاعات تكنولوجيا المعلومات، والمواد، والصناعات، والسلع الاستهلاكية، والطاقة في الولايات المتحدة تتأثر جميعا بشكل عال نسبياً بالاقتصاد الصيني.وأشار وي إلى أنه «رغم أن نشوب حرب تجارية موسعة قد يؤدي إلى خسائر للطرفين، إلا أنه قد يكون لها تأثير أكبر على الأسهم في الولايات المتحدة. وهي بشكل عام أكثر تأثرا بالاقتصاد الصيني مقارنة بالعكس».وذكرت الدراسة أن نشوب حرب تجارية قد تكون له تداعيات خارج البلدين، مفسرة أن الأسواق الدولية المتقدمة أكثر تأثراً بالاقتصاد في الولايات المتحدة بوجه عام، ولاسيما في قطاعات الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية الكمالية، رغم أنها أكثر اعتماداً على الصين في قطاع العقارات.أما الأسواق الناشئة وآسيا فيما عدا اليابان فهي أكثر تأثراً بالاقتصاد في الصين وذلك بهوامش عريضة في جميع القطاعات باستثناء قطاعي تكنولوجيا المعلومات والسلع الاستهلاكية الكمالية حيث تكون الفوارق أصغر.«ونظراً للتأثيرات المحتملة لوقوع حرب تجارية، فإنه حتى الأسهم عالية الجودة ذات التقييمات الجذابة والتي قد تكون عرضة لهذا التأثر، قد تحتاج إلى إعادة تقييم،» كما ألمح وي.في السياق نفسه، أفاد مصدران مطلعان ووثيقة اطلعت عليها «رويترز» أن الصين عرضت شراء مزيد من المنتجات الأمريكية وخفض الرسوم على بعض السلع مثل السيارات في إطار مفاوضات لحل نزاع تجاري متصاعد.وأبلغ المصدران رويترز في ختام محادثات استمرت يومين في بكين أن الصين طلبت أيضاً من واشنطن معاملة الاستثمارات الصينية على قدم المساواة في مراجعاتها المتعلقة بالأمن القومي ووقف إصدار أي قيود جديدة على الاستثمارات.وأوضحا أن المطالب الصينية شملت أيضاً أن تنهي الولايات المتحدة تحقيقاً بشأن انتهاكات حقوق الملكية الفكرية وألا تفرض رسوماً مقترحة بنسبة 25 % في إطار ذلك التحقيق.واقترحت الصين أيضاً أن تنظر الولايات المتحدة في التماس زد.تي.إي بشأن العقوبات التي فُرضت على الشركة في إبريل/ نيسان وأن تعدل الحظر المفروض على الشركات الأمريكية بخصوص بيع المكونات والبرمجيات إلى الشركة الصينية.وقالا إن الصين أبلغت الجانب الأمريكي أنها ستدرس بجدية المعلومات المقدمة من الشركات الأمريكية في تحقيق مكافحة الإغراق الذي تجريه بكين بخصوص واردات السورجم القادمة من الولايات المتحدة. (وكالات)
مشاركة :